هناك تجلس سيدة ينظر لها كثير من السيدات يتساءلون فيما بينهم عن سبب جلوسها مع ابنتها هكذا، وجهها عابس وعندما تنظر إلي ابنتها تبكي، ثم تقوم بتقبيلها علي خديها، وهكذا علي هذا الحال منذ أن جاءت صباحا.
خرجت سلمي عن صمتها لتقول: أتيت إلي المحكمة لطلب الطلاق من زوجي بسبب أنه يريد إلقاء ابنتي في ملجأ فهو لا يريدها تكون ابنته.
تابعت: زوجي لا يحب إن تكون لدية بنت كان دائما يقوم بتهديدي إذا ولادتي بنت سيلقيها في الشارع، كنت أظن ذلك مجرد حديث مع أنني كنت خائفة جدا فهو يكره البنات، والدته كانت تقول له أن خلفه البنات عار مثلما كانوا يتحدثون قديما، مع إننا في القرن الحادي والعشرون ولكن تفكيره لم يتغير.
أكملت: طوال فترة حملي كان يوميا يقوم بتهديدي إذا أنجبت بنت سأكون السبب في ما يحدث له، وبالفعل اليوم الذي ذهبت فيه للمستشفي، وأنجبت وقامت الطبيبة بإبلاغه انها بنت رفض حملها وقام بالصياح عاليا، وعند ذهابي للمنزل رفض أن تدخل معي وقال لي انه لن يسجلها باسمه، وأنه حذرني قبل ولادتي وصمم على ألقاها في ملجأ، ذهب إليه الكثير ليجعلونه يغير رأيه ولكن دون فائدة، فجئت هنا لطلب الطلاق.
