طباعة

قصة العامل الذي تسبب بحسن نيته في إحراق المسجد النبوي

السبت 18/08/2018 05:01 م

وسيم عفيفي

المسجد النبوي زمان

هو أحد أخطر حوادث الحريق في التاريخ الإسلام كون أنه التهم مناطق بالمسجد النبوي الشريف .
تسبب الحريق في هلع شديد لأهل المدينة ، خاصة لمصاحبته بـ "نار الحجاز" حيث تدفقت الحمم البركانية من حرة رهط وموقعها في المدينة المنورة لمدة تقارب 3 أشهر.

يروي اليافعي في كتابه مرآة الجنان وعبرة اليقظان، أنه في ليلة أول جمعة من شهر رمضان المبارك عام 654هـ وبعد انصراف الناس من صلاة التراويح، ارتفع الصريخ في أرجاء المدينة ينادي باشتعال النار في المسجد النبوي الشريف.

وكان السبب أن أحد خدام المسجد الشريف دخل إلى مخزن في الجهة الشمالية الغربية من المسجد ليخرج بعض القناديل التي تعلق في منارات المسجد طوال ليالي رمضان، وبيده سراج يستضيء به، فوضعه على قفص من أقفاص القناديل وعليه قطعة قماش من كتان  ريثما ينتهي، فعلقت النار بقطعة الكتان فاشتعلت، وامتدت النار إلى الحُصُر والبُسُط والقصب الذي في المخزن. 


رسمة للمسجد النبوي
رسمة للمسجد النبوي
حاول أبو بكر إطفاءها فلم يستطع، ثم امتدت إلى القناديل المملوءة بالزيت، وتزايد اللهب ووصل السقف، ورأى بعض الناس من خارج المسجد النار فهالهم ذلك، وتصايحوا وأسرعوا إلى المسجد بوسائلهم البسيطة، وجرى المنادي في أحياء المدينة حتى وصل الخبر إلى الأمير فهرع مع رجاله، واجتمع غالب أهل المدينة يحاولون عبثاً إخماد النار التي أمسكت بسقف المسجد ومافيه من حصر، وأصبحت تمتد جهة القبلة بسرعة مذهلة أعيت الدلاء المسفوحة عن إيقافها.

وماهي إلا ساعة حتى أتت على جميع المسجد ومافيه من المنبر الشريف، والأبواب، والخزائن، والشبابيك، وكسوة الحجرة_ وكان عليها إحدى عشرة ستارة_ والمقاصير، والصناديق ومافيها من كتب، وبقيت سواري المسجد قائمة كأنها جذوع النخل، إذا هبت الرياح تتمايل، وذاب الرصاص من بعض الأساطين فسقطت، ووقع السقف الذي على أعلى الحجرة على سقف بيت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعا جميعاً في الحجرة الشريفة، وعلى القبور الطاهرة.
رسمة قديمة للمسجد
رسمة قديمة للمسجد النبوي والحرم المكي
لم يسلم من هذه النار إلا قبة بناها الناصر لدين الله سنة ست وسبعين وخمس مئة 576هـ وسط المسجد الشريف لحفظ ذخائر الحرم، مثل المصحف العثماني وبعض المقتنيات، ضمن صناديق كبار صنعت بعد الثلاث مئة، وأصبح الناس يوم الجمعة وقد عزّ عليهم المصاب، فعزلوا موضعاً من المسجد الشريف للصلاة فيه.

وكتب أمير المدينة إلى الخليفة المستعصم يخبره الخبر، ويطلب منه المساعدة لإعادة بنائه، وعلى الفور أرسل الخليفة مع الركب العراقي الذاهب إلى الحج فريقاً من الصناع ومعهم الآلات اللازمة، وابتدئ بالعمارة أول سنة خمس وخمسين وست مئة.
وكان هذا الحدث الجلل منذراً بما أعقبه في السنة التالية من الويلات، كاستيلاء التتار على بغداد، وقتلهم الخليفة، وغير ذلك من الأمور الجسام.

وكان آخر حادث حريق ما أعلنته الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي عبر حسابها بموقع تويتر، في يوليو 2014 م، عن تعرّض المبنى التابع لها لحريق مدمر، وذكرت أنه دون إصابات.

وبحسب بيان رئاسة شئون الحرمين فإن فِرَق الدفاع المدني بالمدينة المنورة تباشر إخماد الحريق الذي شبّ في مبني الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، بالمنطقة المركزية من الجهة الغربية المجاورة للحرم.