طباعة

حوار.. محاضر تنمية بشرية لـ"بوابة المواطن": المدربون لديهم فقر ثقافي

الأحد 19/08/2018 11:02 م

الفيوم - محمود المنشاوي

محمد صالح محاضر تنمية بشرية

محمد صالح، المحاضر ومدرب التنمية البشرية، يكشف في حواره لـ"بوابة المواطن"، أسباب تراجع الثقافة والمثقفين في الفيوم، وعدم قدرة محاربة التنمية البشرية للانحدار الأخلاقي، وافتقار المؤسسات الثقافية لدورها، ويؤكد أن التنمية البشرية تحتاج إلى تطوير ومعالجة.

نص الحوار:

بطاقة تعريفك
محمد محمود صالح، محاسب، من مواليد 1981 من محافظة الفيوم، بدأت البحث في الثقافة منذ أن كنت ذات 12 عامًا، وبدأت محاضرات في التنمية البشرية منذ أن كنت صاحب 23 عامًا.

كنت محاسبًا.. كيف بدأت رحلتك مع التنمية البشرية؟
بدأت عن طريق شراء والدي للجورنال بشكل يومي، فكنت أتصفح أورقته، ومن هنا أحببت القراءة والكتابة، وبدأت أبحث وأقرأ، وكان والدي عضوًا بنادي محافظة الفيوم، وهناك عثرت على أول كتاب قرأته، كان بمكتبة النادي، وبعدها بدأت رحلتي مع القراءة والكتابة.

ولماذا التنمية البشرية بالخصوص؟
في أول سنة لي بالجامعة، وفي أول محاضرة، كانت لرئيس قسم المحاسبة، وألقى المحاضرة بطريقة درامية وشرح مبسط وحماسي كبير، من هنا جاءت فكرة التنمية البشرية، وطريقة تحفز الذات .

مراحل تنميتك لتكون محاضرًا؟
مررت بمراحل كبيرة فبدأت بدورة تدريبية في أسيوط، وبدأت اتدرب على الصوت والحركة في الصوت وطريقة القاء ما عندك للجماهير من ثقافة، الموضوع بدأ بطرق علمية، وكيفية بروزك للجماهير وكيفية التأثير فيهم، زمع قدوم الدكتور علي الدين هلال، وزير الشباب والرياضة حينها، كان أول وزير وعمل حاجة اسمها برلمان الشباب وبعدها برلمان الطلائع، وقبلها كنت بحضر في مركز النيل الإعلامي، وكان فيه حاجة اسمها نادي المشاهدة، كنا بنشاهد فيلم وننتقد، ومارست سياسة وفن واقتصاد وفلسفة، وبدأ من هنا الأفق عندي يزيد، وكملت قراءة وبدأت من خلال مراكز الشباب أحاضر الصبية والأطفال، منتديات ثقافية ..الخ.

عشرات الآلاف من المحاضرات في التنمية البشرية على مدار10 سنوات.. ماذا قدمت؟
بالعكس هناك العديد من المثقفين اللي خرجوا، وأصبحوا مدربين في مجالات عدة، وأصبح لهم باع كبير في التعليم والتعلم، من خلال تلك المحاضرات.

تكثفون المحاضرات التوعوية.. فلماذا تنحدر الأخلاق ؟
نعم، معترف بالانحدار الأخلاقي، ومع مرور الوقت يزيد، وواضح ذلك في تصرفات الشباب وطرح أفكارهم، لكن القيم الخلقية الإنسانية في مجتمع ما له قياسات كتيرة، بالإضافة إلى فكرة محاضرات تنمية بشرية، ولما شعرنا بالانحدار ده، بدأنا نكثف في محاضراتنا، وأصبح لها صدى.

وما السبب الرئيسي وراء ازدياد الانحدار الأخلاقي ؟
هناك أسباب رئيسية كبيرة، من غياب لدور السينما في الفيوم، وغياب دور الجمعيات الأهلية والتنموية، التي تقوم حاليا حول العمل الخيري، وليس العمل التنموي والثقافي.

أداء المؤسسات الثقافية في الفيوم فقيرة .. لماذا؟
بسبب قلة المنشآت الثقافية، كما أن قليل ممن يسخرون أنفسهم من أجل العمل الثقافي، الاعتماد الكلي على المؤسسات الثقافية الحكومية، وده أمر صعب لأن مؤسسات الحكومة قليلة.

التدريبات تكون في المدن.. لماذا لا يكون دورات ثقافية وبرامج في القرى؟
تنظيم دورات ثقافية وبرامج تدريبية للقرى أمر صعب، ومكلف، يحتاج إلى انتقالات للمدربين، ووقت كبير، ومنشآت لعقد الدورات بها، كما أن ذلك يحتاج إلى إرادة وعزيمة كبيرة.

المحاضرين يستهدفون فئة بعينها..لماذا؟
بالفعل نحن كمحاضرين حتى الآن نستهدف فئات معينة، الفئات التي تريد التثقيف، والقريبة منا.

وكيف نتلاشي ذلك؟
لابد من وقفة للمحاضرين، وتعديل سياسة عملهم، هل يطلع المحاضر للرواد، هل يتجه إلى الجمعيات الأهلية، وهل يعمل فردي أم جماعي، ولابد من معالجة كل هذه الأخطاء.

هل تؤثر السينما والمسرح على ثقافة المجتمع؟
بالفعل، كان هناك أبلة فضيلة، الآن أبلة فاهيتا، كان هناك برامج للتعلم وللنظام والثقافة، والامور المفيدة، أصبحنا نتفنن في عرض التفاهات، وبالفعل ده مؤثر كبير جدًا سلبًا على النشء.

وأين دور الأحزاب السياسة في التنمية الثقافية؟
بالفعل الأحزاب لديهم فقر كبير في هذا الشأن، ولابد من تفعيل ذلك، لأن الأحزاب يمتلكون كوادر قادرة على تعليم فئات المجتمع.

ماذا نحتاج لنشر الثقافة والتنمية بشكل واسع؟
هناك عدة جوانب، أولها أن تعلم الدولة قيمة الثقافة والمثقفين، فالدولة لم تحمي نجيب محفوظ من الموت، ولم تحمي فرج فودة، لابد من عدم القلق والخشية من الثقافة، فلابد من التطوير وفتح الباب أمام المؤسسات الثقافية بشكل مقنن.

ثانيًا: التعليم، لابد من وضع شكل وبرنامج ونظام تعليمي كبير، يعالج القصور الثقافية في الفترة المقبلة.

ثالثا: لابد من عملية تطوير للمحاضرين، ومدربي التنمية البشرية، لابد أن يكون هناك إكساب مهارات للمتدربين وتوصيل معلومة بسيطة من خلال طرق أدبية بسيطة، والبعد عن التعقيد والملل.

رابعًا": الاعتماد بشكل كبير عن توصيل الأفكار الثقافية من خلال الميديا والمنصات التلفزيونية، وده يحتاج إلى ضبط ما يعرض.

خامسًا : تطوير دور الإذاعة مرة أخرى، وتوافر إذاعة في كل محافظة.