طباعة

"في عيد اللحمة" القوات المسلحة تنقذ الصعايدة من نيران أسعار عيد الأضحى

الإثنين 20/08/2018 09:54 م

إسلام مصطفى

اللحوم في الصعيد

"عيد اللحمة" أو بمعنى أصح عيد الأضحى، ولكن التسمية الأولى تعود إلى المصريين، لاسيما وأنهم لهم باع في مثل هذه التشبيهات أو التسميات، التي تميزهم عن غيرهم، وبالطبع تعود التسمية إلى أن عيد الأضحى يتم فيه ذبح الأضاحي تطبيقًا لشرائع الله في عباده.

 ربما لأن الشعب المصري اعتاد أن يتناول اللحمة من العيد للعيد، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة القائمة خلال السنوات الأخيرة، ولكن هل تُرى أن تُغير تلك الظروف الاقتصادية من عادات المصريين في عيد الأضحى، الذي يتربع فيه طبق الفتة المكون من اللحمة والأرز في منتصف المائدة مُلتف حوله الجميع، تلك العادة التي يشترك فيها الغني والفقير، الغفير والأمير أكد المصريون أن لا شيئًا حول دونها ودونهم، سواء أكان ذلك في قاهرة المُعز أو أرياف مصر أو صعيدها، وهذا ما رصده "المواطن" من خلال الحديث إلى الزبائن الوافدين على المجازر ومحلات اللحوم.

البداية من قاهرة العروض
عروض اللحمة في أحد
عروض اللحمة في أحد مجازر القاهرة
الجولة الأولى بدأت في إحدى المجازر بالقاهرة، وما لفت انتباه كاميرات "بوابة المواطن" العروض التي تُقدمها إحدى المجازر، والتي تتمثل في حين حصول الزبون على ثلاثة كيلو لحمة، يحصل على الكيلو الرابع مجانًا، أو شراء 3 كيلو لحمة وكيلو مفروم أو كيلو كبدة أو كيلو بتلو أو كيلو كفتة سيخ أوكيلو سجق أو شاورمة أو بفتيك، مجانًا، وغير ذلك من العروض، ولكن لم يكن ذلك فقط اللافت في الأمر، حيث أن التكدس والإزدحام بالمجزر كان له عامل أيضًا، ما دفعنا بالحديث إلى الزبائن عن فكرة إقبالهم على شراء اللحمة بالرغم من ارتفاع أسعارها، حيث يتراوح الكيلو ما بين 130 إلى 140 جنيهًا.

بالرغم من الإقبال الملحوظ على شراء اللحوم، إلا أن أحد الجزارين يرى أنه مُقرنة بالمواسم الماضية فلا يوجد إقبال على شراء اللحوم، مُضيفًا نحن كجزارين الأمر خارج أيدينا على الإطلاق، ولا علاقة لنا بذلك، فالأمر في الأول والآخر يعود للمواطن.

وتقول فوزية محمد، سيدة في العقد الرابع من عُمرها: إن الإقبال على شراء اللحوم أمر أساسي في العيد لاسيما عيد الأضحى، ولمعروف بأنه "عيد اللحمة"، واصفة العيد بالاحتفال بالنسبة لها الذي لا يُمكن أن تتخلى خلاله عن تناول اللحم.

وأردفت قائلة: "أيًا كان سعر اللحمة أنا هاشتريها"، مُضيفةً ولكن نحن غير راضون بالمرة عن أسعار اللحوم المُرتفعة.

وردت على الجزار قائلة: المفروض الحكومة والرقابة تركز مع الجزارين وتقف في صف الشعب، لافتةً إلى أنه حتى يكون اللحم في متناول افقير والغني على حد سواء بدلًا من أنها، للناس العلوي فقط، على حد تعبيرها، ولا يتذوقها الفقر إلا من العيد للعيد.

وبينما السيدة فوزية تتحدث قاطعتها أخرى بجملة "حسبي الله ونعم الوكيل"، مُردفة يا ريت الحكومة تبص للناس الغلابة، ويحاولوا يراقبوا أسواق اللحمة.

وعن مقربة كان يقف شابًا في العقد الثالث من عمره، وبسؤاله عن مدى أهمية تناول اللحم له في العيد أجاب: بالنسبة لي لا يفرق معي سواء تنولتها أم لا، ولكن الأمر هنا مُتعلق بالأطفال، لاسيما وأن أولياء الأمور يفضلون ألا يحرمون أطفالهم من شيء، مُضيفًا، "علشان ما يراعوش على غيرهم من الأطفال".

في الصعيد الصورة تختلف
شراء اللحوم
شراء اللحوم
أما عن جولتنا في صعيد مصر لم نجد تلك العروض الموجودة بالقاهرة، وسعر كيلو اللحم بمحافظة أسيوط وصل إلى 140 جنيهٍ، وربما ذلك ما يبرر ركود حركة شراء اللحوم هناك.

بسؤال أحد الجزارين عن حركة البيع أجاب: هذا موسم والجميع يشتري فيه اللحوم، سواء الغني أو الفقير؛ لأن ده طقس له بهجة خاصة.

وتقول سحر محمد، ربة منزل أنا قررت اشتري لحمة القوات المسلحة هربًا من ارتفاع أسعار اللحوم لدى الجزارين، مُضيفةً كان زمان ممكن نشتري اللحم من الجزارين لكن الآن الموضوع صعب مع ارتفاع الأسعار الجنوني.

"لحمة الجيش تقش"
اللحوم في أسيوط
اللحوم في أسيوط
وعن مدى تأثير اللحوم التي طرحها الجيش في الأسواق على حركة بيع اللحوم البلدي لدى الجزارين قال أحدهم: "البلدي والطازة هم اللي يتاكلوا، غير كده لا"، في حين رأى آخر أنها بالفعل أثرت على حركة البيع والشراء، لاسيما وأن لحوم القوات المُسلحة يبلغ سعر الكيلو منها 55 جنيهًا، مُضيفًا أن الناس مُعظمهم يذهب إلى شراء الأرخص، نظرًا للأحوال الاقتصادية السيئة.

وخلال جولتنا بمحافظة أسيوط، لاحظنا أن وزارة التموين تمكنت من ضبط حوم فاسدة بأحد المجازر الخاصة، واتخذت الإجراءات اللازمة.