طباعة

"مع رمي الجمرات" كيف حال الفنان جميل راتب .. لماذا هو تحديداً ؟

الثلاثاء 21/08/2018 03:01 ص

وسيم عفيفي

جميل راتب

جميل راتب هو وحده الآن الذي يستحق الذكر في عيد الأضحى المبارك نظراً لقرب رمي الجمرات، والصلة بين جميل راتب ورمي الجمرات وثيقة جداً ويعلمها كل مواليد الثمانينيات والتسعينيات فهو أشهر ممثل جسد شخصية إبليس بعد إسلام فارس.


لكن إسلام فارس كان مختلفاً عن جميل راتب فالأخير جسد شخصية إبليس طوال 30 حلقة من مسلسل الكعبة المشرفة سنة 1981 م، فالمسلسل يروي قصة الكعبة منذ عهد آدم عليه السلام، ويظل جميل راتب مبدعاً وهو يجسد شخصية إبليس الذي فرح بنزول آدم إلى الأرض واستعد ليعادي أبناءه، ويتواصل التاريخ مع الإبداع التمثيلي حين تمضي فترة الطوفان ويجيء عهد النبي إبراهيم عليه السلام حين رفع القواعد للبيت الحرام.

 
ويسرد المسلسل مع إبليس ما تم في الكعبة خلال عهد الجد الرابع لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليتغير المسلسل ويزداد توهج جميل راتب منذ فترة عام الفيل حتى العهد الحديث.
الآن فإن جميل راتب البالغ من العمر 92 سنة فقد صوته من التعب لكنه ظهر مؤخراً في احتفال عيد ميلاده بابتسامة أنيقة بعدما نال الخلود بشخصية إبليس التي مثلها في مسلسل الكعبة المشرفة وتميزه في مشهد رمي الجمرات.

الخطأ القاتل الذي وقع فيه المسلسل هو حقيقة الجمرات فالناس تربط الجمرات بإبليس، فالرواية الحديثية تقول أن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرة الوسطى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتى الجمرى القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه: يا أبتِ أوثقني لا أضطرب فينتضح عليك من دمي، فإذا ذبحتني فشده، فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه: أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا [الصافات:، 105،104].

أصل هذه الرواية أنها ضعيفة، لكن بن عباس قال في رواية البيهقي بعد أن ذكر القصة: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان: فكان الرمي رمزاً وإشارة إلى عداوة الشيطان التي أمرنا الله تعالى بها في قوله: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً.
شرعاً ذكر جمع من أهل العلم أن الحكمة في ذلك إهانة الشيطان وإذلاله وإرغامه وإظهار مخالفته؛ لأنه عرض لـإبراهيم عليه الصلاة والسلام حين أراه الله ذبح ابنه إسماعيل، ولكن من المقرر عند أئمة العلم أن الحكمة لابد أن تثبت بدليل واضح من كتاب أو سنة، فإن ثبتت فذلك نور على نور وخير إلى خير، وإلا فالمؤمن يتقبل شرع الله ويعمل به وإن لم يدر الحكمة والعلة في ذلك، مع إيمانه بأن الله سبحانه حكيم عليم، كما قال "إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ" [الأنعام:83] وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:24].