طباعة

أمريكا تعلن الحرب على الصين .. هل تتغير خارطة العالم الاقتصادية ؟

الإثنين 27/08/2018 02:01 ص

أحمد عبد الرحمن

الرئيس الأمريكي والرئيس الصيني

لم يصل المفاوضون الأميركيون والصينيون حتى الآن إلى بيان مشترك بشأن النزاع التجاري بينهما، الذي ترتفع وتيرته يومًا بعد يوم، فيما يرمي كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر، في حين تحاول واشنطن تسريع مفاوضاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي، والصين لجأت إلى بريطانيا.

عرضت الصين على بريطانيا إجراء مباحثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة في مرحلة ما بعد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في الوقت التي ما زالت فيه بكين غارقة في حرب تجارية مع واشنطن، على الرغم من أن دبلوماسيًا صينيًا بارزًا أكد على أن بلاده ما زالت تفتح بابها أمام الحوار، وتبحث الصين عن حلفاء في معركتها مع الولايات المتحدة، التي بدأتها إدارة الرئيس دونالد ترمب التي تقول إن الصناعات التكنولوجية المتقدمة في الصين سرقت حقوق ملكية فكرية من شركات أميركية وطالبت بتحرك بكين نحو شراء المزيد من المنتجات الأميركية لتقليص فائض تجاري بقيمة 350 مليار دولار.

علي الإدريسيء
علي الإدريسيء
وقال الخبير الاقتصادي على الإدريسئ، إنه من الصعب نجاح المفاوضات مع واشنطن وبكين، وذلك لأن الإدارة الأمريكية متمسكة ببعض القواعد والشروط، والتي يصعب على بكين تنفيذها.
وتابع الخبير الاقتصادي في تصريح خاص ل " بوابة المواطن " أن الإدارة الأمريكية تتبع الفرض الشديد للسياسات المعينة على الصين، والتي يصعب على الصين تطبيقها، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير بشكل مباشر على اقتصاد الصين، والذي يعتمد بشكل كبير على التصدير، مشيرًا أن إجمالي التصدير للصين بقيمة 2 تريليون دولار.

وأضاف أن العجز التجاري بين البلدين وصل 375 مليار دولار في 2017، وبشكل كبير الصين نحتاج التقليل من الخسائر، كما أن الصين تستغل استغلال سيئ لبراءة الاختراع، والكثير من البحوث الأمريكية المتعلقة بالتطوير، واستغلالها لمنتجات مقلدة، وهي تسيطر على 77% من المنتجات المقلدة، وجزء كبير منها متواجد في الأسواق الأمريكية.

وكشف " الإدريسئ " أن الصين لو استقبلت كل القرارات المتعلقة الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي يولد خسائر للصين التي تعتمد على التصدير، وفي نفس الوقت الجانب الأمريكي سيخسر لأن الحرب التجارية هي خسارة للطرفين. 

وأكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم الدول الأوروبية في الضغط على الصين، وعلى صادرات الصين، واقتصاد الصين اقتصاد ضخم يمتلك العديد من المزايا ويمتلك هيكل إنتاجي ضخم، بالإضافة إلى أنه يمتلك مزايا تنافسه لا يمتلكها الاقتصاد الأوروبي ولا الأمريكي، بجانب منتجاتها التي تغزو العالم كله بالإضافة إلى تقديم منتج بسعر منخفض وبمستويات عديدة.



والاقتصاد الأمريكي يفتقر العديد من المنتجات على سبيل المثال المنسوجات والمنتجات القطنية وغيرها، وهذا الجانب يعطي ميزة تنافسية للصين، لأنها تسيطر على 40 % من المنتجات القطنية في العالم بالإضافة إلى صناعة المنتجات الإلكترونية.
وأشار أن تكلفة الإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية مرتفعة جدًا بالمقارنة بالاستيراد، ما يعني أن أمريكا لو قامت بالاستيراد من الصين ستوفر كثيرًا مقارنة بالإنتاج.

وتستمر أمريكا بفرض العقوبات على الصين وذلك لأن حجم ديون الولايات المتحدة 20 تريليون دولار، وهذا ما يضغط على الاقتصاد الأمريكي في تلك المرحلة، ولذلك يحاول الرئيس الأمريكي التوصل إلى اتفاقيات مع الصين للحد من الخسائر. 
وسبب الخلاف الحقيقي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، لأن الصين أصبحت منافس قوي للولايات المتحدة الأمريكية، وتحتل ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والاقتصاد الأمريكي هو الأول نتائج محلي 20 تريليون دولار، والاقتصاد الصيني يبلغ ناتج الإنتاج المحلى15 تريليون دولار.

وبالنسبة للتقرير والإحصائيات تثبت أن في عام 2050 سوف يصبح الاقتصاد الصيني رقم واحد في العالم، وحتى الخطوات والاستثمارات التي تسير بها الصين يؤهلها إلى احتلال المركز الأول.