عيناها شاردة بين هنا وهناك، شكلها يبدو عليه أنها صغيرة على وجودها بهذا المكان، فمعظمه سيدات كبريات يأتين؛ كي يتخلصن من أزاوجهن بالخلع أو الطلاق، سألتها إحدى السيدات عن سبب حضورها إلى المحكمة، فأجابت بصوت منخفض خافت: "تزوجت برجل في عمر جدي بسبب أهلي وكانت النتيجة تعذيب وذل".
وتروي الفتاة الصغيرة، التي لم تبلغ من العمر الـ 25، بعضًا من تفاصيل المشكلة، التي وقعت بها، قائلة: "تزوجت بناء على رغبة أهلي، وليس برغبتي وأنا من تحملت النتيجة، ومن أجل المال قام أهلي ببيعي لرجل في عمر جدي".
وأضافت: "لم يكن لدى أهلي أموالًا كافية للإنفاق على طلباتي، وكنت أحاول بقدر الإمكان أن أعمل حتى لا أحملهم عبء زيادة على مصروفات البيت، ولكنهم لم يتركوني، ورفضت الزواج من شباب أكبر مني أو في مثل عمري لعدم مقدرتهم على تحمل نفقات جهازي، وفضّلت تأجيل هذه الفكرة حتى أقوم أنا بتجهيز نفسي".
وتابعت: "كانوا دائما يجعلوني أشعر بأنني شخص غير مرغوب فيه في المنزل، ويريدون التخلص منه وهذا ما قاموا بفعله، عندما جاء رجل في عمر الستين لطلب يدي وعرض عليهم مهرًا لا يُرفض، وخاصة في ظروف مثل أهلي وعلى الرغم من رفضي الشديد لهذا الزواج، لكنه تم في النهاية رغُمًا عني".
واختتمت الفتاة حديثها، قائلة: "كانت حياتي بعد الزواج مأساة تركني فيها أهلي بمفردي، بسبب كبر سن زوجي كان يعاملني معاملة كلها ذل وإهانه واعتداءات وحبس في غرفتي بالأيام، وذلك لأنه كان يعتقد بأنني سأهرب منه بسبب صغر عمري مقارنة بعمره، هذه الأوهام كانت تطارده دوما، وكانت تجعل حياتي جحيمًا معه، ولم أتذكر أن يومًا مر علىَ عد زواجي في راحة، لذلك حاولت أن أجد فرصة للهروب منه فلجأت لمحكمة الأسرة".
