قام بتأليف أكثر من 500 فيلم شكلوا معًا ما يقرب من 17% من تاريخ السينما المصرية، كما لقِبّ بعدة ألقاب منها: "موليير الشرق"، "أستاذ الكوميديا"، "النهر المتدفق" و"الجبل الضاحك" لذلك ليس من العجب أن يصبح الكاتب والسيناريست الكوميدي أبو السعود الإبياري أحد علامات السينما المصرية نادرة التكرار.ولد المؤلف أبو السعود الإبياري الذي تميز بخفة الظل في 9 نوفمبر عام 1910 بالقاهرة، ومع بزوغ موهبته وهو طفل صغير كتب الإبياري الأزجال الكوميدية لمجلة "الأولاد" وسار خلالها على خطى الكاتب المسرحي الرائد بديع خيري، لذلك بدأ مع المونولوجست سيد سليمان، وكان أول مونولوج له "بوريه من الستات" وبعدما حقق نجاحًا فريدًا التحق بفرقة بديعة مصابني، يكتب لها الإسكتشات الفكاهية والروايات المسرحية، وكانت أول رواياته "أوعى تتكلم" عام 1933.
ومنذ ذلك التاريخ وبعد أن تأكدت موهبته أنتج الإبياري كمًا كبيرًا من الاسكتشات والأغنيات الفكاهية التي تعدت 300 أغنية أصبحت المادة الأساسية لحكايا الناس في الشوارع والمقاهي مثل: "يا نجف بنور يا سيد العرسان"، "تاكسي الغرام" لعبدالعزيز محمود، "البوسطجية اشتكوا" لسعاد محمد، "واحد اتنين" لشادية، "عايز أروح" واسكتش "عنبر العقلاء" لإسماعيل ياسين، "قلبي دليلي" لليلى مراد وغيرهم.أما أعماله للسينما فتنوعت ما بين الدراما والكوميدية وإن غلب عليها الطابع الأخير؛ نظرًا لارتباطه الفني الطويل بشريك كفاحه الفنان الكوميدي إسماعيل ياسين، الذي ألف له أغلب أعماله الفنية وعلى رأسهم سلسلة أفلام "إسماعيل ياسين"، أما أعماله الأخرى فكان أشهرهم: "الزوجة 13" مع رشدي أباظة، "أنت حبيبي" لفريد الأطرش، "صغيرة على الحب" لسعاد حسني، "سكر هانم" لعبد المنعم إبراهيم، "اليتيمتين"، "ست البيت" لفاتن حمامة.
"موليير الشرق" كان له الفضل في تقديم عدة نجوم للسينما مثل الطفلة لبلبة، وهو من أطلق عليها هذا الاسم الفني; لسرعة بديهتها وشقاوتها، وهو أيضًا من أعطى أول بطولة لعادل إمام وميرفت أمين في مسيرتهم الفنية من خلال فيلم "البحث عن فضيحة".نُشر صورة لمستند من شركة "أفلام جمال الليثي"، يوضح قيمة الأجور التي تلقاها النجوم مقابل مشاركتهم في فيلم "البحث عن فضيحة" سنة 1973 م، وفكرة الفيلم مقتبسة من الفيلم الأميركي دليل الرجل المتزوج "A Guide for the Married Man" من إنتاج عام 1967.وكان أعلى أجر للفنان الراحل يوسف وهبي وهو 1100 جنيه، وجاء بعده الفنانة ميرفت أمين بمبلغ 800 جنيه، وعادل إمام 750 جنيها، كما جاء اسم نور الشريف ضمن المستند بمبلغ 100 جنيه، لكنه لم يشارك في الفيلم وتم استبداله بالفنان محمد عوض.
أطرف ما في مسيرة أبو السعود الإبياري أن له أغنية مُنِعَت بأمر حكومي، تلك الأغنية هي البوسطجية اشتكوا، حيث أصبحت مشكلة بعد أن أصبح الزعيم جمال عبد الناصر، رئيسًا للجمهورية، فكانت الأغنية حساسة بعض الشئ نظرًا لمهنة والد الزعيم جمال عبدالناصر، في مصلحة البريد فتم منعها من قبل أركان حرب الإذاعة إلى أن افتقدها جمال عبد الناصر نفسه، الذي كان يحب أن يسمعها و لما علم بهذا الأمر ضحك ساخرًا وأمر أن تذاع يوميًا حتي غنتها أكثر من مطربة فيما بعد.
الإبياري تزوج وأنجب ثلاثة أولاد هم: مجدي وأحمد ويسري، وظل مواظبًا على عمله الفني إلى أن تُوفي في 17 مارس 1969.
