الزواج السياحي في مصر.. ظاهرة التي تفشت في المجتمع المصري، خاصة بين الفتيات الصغيرات والنساء المهمشات والجنسيات السابقات أو ضحايا العنف، عادة ما تكون فترة هذا الزواج قصير جدا قد تصل لستة أشهر وفي الغالب تعتمد على عقود من نوع معين، أو ما يسمى بالزواج العرفي.
يتمكن الرجل من فسخ العقد في أي وقت، في تلك الحالة تعجز الفتاة إثبات إن كان هذا الزواج تم فعلا، لاسيما إن نتج عنه طفل فتتجه الفتاة إلى رفع دعوى قضائية لإثبات النسب، رغم إجبار الفتاة على استخدام وسائل منع الحمل الذي يعرضها لانعكاسات سلبية على صحتها الإنجابية وبموجب القانون المصري الخاص بالاتجار بالبشر فإن هذا النوع من الزواج ممنوع.
بدأت تنكشف الأستار عن هذه الدعارة القانونية، عندما قضت محكمة جنايات القاهرة في 2010م، بالسجن 10 سنوات على رجل أعمال عربي، متهمة إياه بالاستغلال الجنسي لفتاة لم يتجاوز عمرها 15 عاما، كما عاقبت المحكمة الوالدين بالحبس لمدة سنة، حيث اعتبرت المحكمة هذه الواقعة تعد استغلالا جنسيا للفتاة وتجارة بها.
الأسباب التي تدفع بالفتيات إلى الزواج السياحي
سماسرة الزواج السياحي ينتشرون في المناطق الريفية والعشوائية، يقرأون بعناية الظروف المالية لأسر المنطقة التي يمارسون فيها تجارتهم فيستغلون فقر بعضهم وحاجتهم للمال وجهل البعض الأخر إلى جانب كثرة عدد الإناث في الأسرة المقصودة.
و تقول إحدى ضحايا الزواج السياحي، ليس من المعقول أن يذهب السمسار لأسرة ميسورة ويقدم عليهم عرضه، على الجانب الأخر هناك فتيات لا يعرفن إن كن تزوجن أم بعن أنفسهن لأثرياء عرب أو للأجانب الوافدين على مصر في الأجازات الصيفية أو لقضاء أعمالهم ويرغبون في المتعة الجنسية ولكنهم يستحلونها عن طريق كتابة عقود زواج محددة هي بالأساس محرمة شرعا.
ووفقا لدراسة أجراها مركز عيون لدراسات وتنمية حقوق الإنسان أشارت إلى 80 % من العينة المفحوصة قالوا إن الفقر هو السبب الرئيسي وان 5% من العينة رأوا فيه حل سريع للثراء الفاحش دون مجهود!
موضحة 67% لا يعمل فيها رب الأسرة واخطر ما جاء بالدراسة هو أن نسبة الفتيات ممن تزوجوا لأكثر من ثلاث مرات 17% من إجمالي العينة المدروسة.
كيف يتم الزواج السياحي ؟
تبدأ القصة من بوابة المطار حين يستقبل سائق التاكسي الثري العربي، فيعلن رغبته للسائق بأنه يريد الزواج يتواصل السائق بالسمسار "رأس الحية " في إتمام الصفقة تنتهي مهمة السائق حين يأخذ عمولته المقررة من السمسار، ويؤدي السمسار تمثيليا بارعا في ليقنع الأسرة على القبول تحت غطاء " بنوفق راسين في الحلال ".
تتم الصفقة بإجبار الفتاة على الزواج أو بإغرائها في الوقت الأخر وفي الغالب بالنصب على الأسرة كاملة حيث يتم إقناعها أنه زواج مثله كأي زواج، وبشكل عام فأنه يتقدم لها بشكل رسمي كأي رجل أخر لكن دون إظهار نواياه.
طرق التخلص من ظاهرة الزواج السياحي في مصر
بحسب تصريحات أحمد توني الكيال، محامي حقوقي، لـ "بوابة المواطن" أن الحل الوحيد أمام هذه الظاهرة تشريع قوانين مشددة تضمن للمرأة المصرية المتزوجة بأجنبي حقوقها مثل قوانين الدول الأوروبية، لافتا أنها طريقة تجعل من غير السهل الزواج بمصرية ويضيف: " السبب اللي بيخلي الثري العربي يتجوز مصرية أنه شايفها رخيصة والجوازة سهلة عليها ومبيخسرش كتير وفي النفس الوقت بيتخلص منها بسرعة وفي أي وقت".
وقد أكد الكيال أن الزواج يتم من الناحية القانونية بشكل صحيح موضحا أن هذا الزواج ينقصه الركن الشرعي لأن الزواج يتم وفق مدة محددة ويكون بغرض المتعة الجنسية فقط وليس رباطا مقدسا كما تنص الأديان.
من جانبه أكد أحمد رجب، محامي حقوقي، في تصريح لـ " بوابة المواطن " أن الزواج السياحي الذي يتم توثيقه عن طريق الشهر العقاري ووفق الشروط القانونية التي تضعها الدولة يجوز، إضافة إلى القبول والعلانية.
