معاناة أولياء الأمور في توفير مستلزمات الطالب
أسابيع قليلة تفصلنا عن استقبال العام الدراسي الجديد، وما بين فرحة التلاميذ والطلاب بدخول المدرسة من جديد بعد انقطاع العطلة الصيفية، وشغفهم لمقابلة الأصدقاء ومباشرة الدروس مع أصدقاء الفصل، إلى أن هناك غصة مريرة تنغص على الأهالي لياليهم هذه الأيام، حيث يستعدون لنوبة جديدة من الأزمة الاقتصادية، بصدد مصاريف المدارس ومستلزماتها، والتي تعددت وتنوعت ما بين مصاريف المدارس الحكومية واليابانية، والمدارس الخاصة، فضلا عن مستلزمات الدراسة، والدروس الخصوصية التي تمتص كل جنيه في جيوب المصريين.
وفي هذا الصدد، ترصد " بوابة المواطن"، أبرز الأزمات التي يواجهها المواطن المصري لتوفير مستلزمات المدارس لأنجالهم، والتي نستعرضها فيما يلي:
معاناة الأهالي مع مصروف الطالب
حينما يحكي أولياء الأمور، عن مصروف الجيب أثناء دراستهم، ربما لا يتجاوز " قرش "، أما الآن، فالطالب بات يستحقر الجنيه وينظر له على مضض، وفي هذا السياق، قامت " بوابة المواطن"، باستطلاع رأي سريع، لأولياء الأمور، عن معاناتهم مع مصاريف أنجالهم، فقال محمد ريان، ولي أمر لطالبة بالصف الثاني الإعدادي، " البنت الصبح بتاخد 10 جنيه، منهم 5 جنيه مصروف والباقي عشان الفطار، وياريت مكفيينها" ، مضيفا، أن الوضع الاقتصادي بات صعبا في الآونة الأخيرة، ولا يمكنه رفض متطلبات صغيرته، حتى لا يشعر بالتقصير تجاهها.
وفي الصدد ذاته، قالت منال محيي، ربة منزل، أنها تحاول تخفيف الضغوطات الحاصلة على ميزانية المنزل في موسم الدراسة، ومنح أطفالها ساندوتشات يوميًا معدة في المنزل، لكن حاليا لم يعد هذا الحل مجديا، خاصة أن التكلفة أكثر من المصروف العادي، موضحة، "الفينو الرغيف بجنيه، بجيب لها بـ10 جنيه.. ده غير ربع كيلو جبن رومي بـ20جنيه عشان يكفي يومين.. يعني كده في اليوم 30 جنيه غير 5 جنيه مصروف أساسي لكل واحد".
تكاليف الدروس الخصوصية ومستلزمات المدارس
وفي الصدد ذاته، قالت أماني السيد، مدرسة أحياء، "المصروف اليومي لبنتي بيعدي الـ15 جنيه، وأحيانا بيوصل لـ 20 جنيه وأكتر عشان تصور ورق الدروس، يبقي في الشهر 500 جنيه.. ده غير الدروس الخصوصية ولبسها، اللي تقريبا نص المرتب رايح على الدروس، واللي جاي على أد اللي رايح ".
العامل المشترك في معاناة أولياء الأمور
لعل العامل المشترك الوحيد بين أولياء الأمور، في موسم الدراسة، هو ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس من ملابس وزي رسمي، وحقائب، وكتب وغيرها من المستلزمات، فضلا عن جشع الدروس الخصوصية، والأموال الكائلة التي يستنزفوا بها جيوب ولي الأمر، إضافة إلى مصروف جيب الطالب في ظل ارتفاع أسعار المنتجات والسلع، وهو ما يوضح أنه مهما زاد المصروف، فإن مطالب الطلاب ستظل في زيادة مستمرة، نظرا لغلاء الأسعار وكثرة المتطلبات.
كل هذه العوامل وغيرها تستنزف طاقة وميزانية الأسر المصرثية البسيطة، وهو الأمر الذي يضع ولي الأمر أمام خيارين كلاهما صعب، إما الاستغناء عن تعليم أنجاله هربا من المصارييف، وإما المغامرة ودفع كل ما في الجيب لعل الغيب يأتي بما تشتهيه أنفسهم،ويجنون ثمار نجاح أطفالهم.
