طباعة

أرمينيا وأذربيجان.. أزمة بدأت بخلاف على إقليم وأنتهت بنتائج يخشاها ماهية الفكر المستقل

الأحد 02/09/2018 03:01 م

عواطف الوصيف

الصراع الأرميني الأذريبجاني والحدود

تشهد المنطقة حاليا، ثورة من الخلافات، بين كل من أرمينيا وأذربيجان، وصلت غلى حد مطالبة الأولى أستخدام حق الفيتو ضد أذربيجان، مما يدل على أن الأوضاع بينهما باتت متأججة بصورة غير عادية، لذلك ربما نكون في حاجة ماسة لتحديد بعض النقاط، أهمها، ما هو سر هذه الخلافات، كيف بدأت ولم.

منطقة أنفصالية
لكي نتوصل إلى تاريخ الخلافات بين أرمينيا وأذربيجان، علينا التطرق إلى إقليم ناغورني كاراباخ، الذي يعد منطقة انفصالية تعيش فيها غالبية أرمينية، والتي أعربت أكثر من مرة عن رفضها الشديد، لمن يمثلون سلطة أذربيجان، ذلك الإقليم الذي شهد سلسلة من التطورات التي تمثلت في العديد من المعارك، والتي أدت إلى مقتل 30 شخصا في صفوف الطرفين.

الحدود الأرمينية
الحدود الأرمينية الأذريبجانية
استقلال ناغورني كاراباخ عن أذربيجان
يعد السر وراء حالة الغضب التي تعيشها أذريبجان، من إقليم ناغورني، كونه أعلن أستقلاله عنه عام 1991، تلك الخطوة التي كانت بمثابة المغامرة كونه وببسطة لم ينل أي تأييد أو إعتراف من أي دولة ولا حتى أرمينيا نفسها.

لمحة عن ناغورني
إذا حاولنا أن نقدم لمحة بسيطة عن إقليم ناغورني قره باغ، سنعرف أنه يقع بين إيران وروسيا وتركيا وهو لا يزال تابعا بنظر المجتمع الدولي إلى أذربيجان، تلك المنطقة التي أصبحت وفي عام 1805جزءا لا يتجزأ من روسيا القيصرية، وشهدت معارك خلال الحرب الأهلية التي أعقبت الثورة البلشفية عام .1917 وخلال الحكم السوفيتي، ألحقت منطقة ناغورني كاراباخ بجمهورية أذربيجان السوفيتية. إلا أن سكان هذه المنطقة صوتوا في الـ 10 من ديسمبر 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في استفتاء بشكل كاسح لصالح الاستقلال عن أذربيجان.
إقليم ناغورني
إقليم ناغورني
الأرمن يفرضون سيطرتهم على أذربيجان
وفقا لما ه معروف، ففي عام 1993، وتحديدا بعد مرور خمس سنوات من الحرب تمكن الأرمن من فرض سيطرتهم على "منطقة آمنة"، تقع داخل أذربيجان، والتي تقع تحديدا بين ناغورني كاراباخ وأرمينيا وتبلغ مساحتها نحو 8 آلاف كيلومتر مربع أي نحو 20 % من مساحة أذربيجان، وقد تم الإتفاق على وقف إطلاق النار في مايو من عام 1994، وذلك بعد أن حقق الأرمن إنتصارا، لكن ذلك لم يساعد على تحقيق السلام المنشود، وعلى الرغم من المفاوضات التي جرت تحت إشراف "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فإن باكو ويريفان لم تتوصلا إلى اتفاق حول الوضع الذي ستكون عليه منطقة ناغورني كاراباخ.

محاولة فاشلة 
بعد مرور العديد من السنوات وتحديد في 2008، وقعا كل من أرمينيا وأذربيجان إعلانا يدعو إلى "تسوية سلمية" للنزاع، لكن يمكن أن نصفها بأنها كانت بمثابة محاولة فاشلة، لأن المعارك بين القوات الأرمينية والأذربيجانية تواصلت، بشكل ملحوظ، لنجد عام 2014، يشهد مقتل العديد من الجنود الأذربيجانيين في اشتباكات مع الأرمن، وفي نوفمبر من العام ذاته ، أسقطت القوات الأذربيجانية مروحية عسكرية أرمينية مما أدى إلى مقتل أفراد طاقمها الثلاثة، كما أنه وخلال عام 2016، تسببت المواجهات بين الطرفين سقوط 18 قتيل في صفوف القوات الأرمينية و12 لدى القوات الأذربيجانية بحسب ما أعلن الطرفان اللذان تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن التوتر.
الأرمن
الأرمن
تطور للأسوأ
وها نحن الآن وفي عام 2018، نشهد تطورا سيئا ملحوظا، ول يعني ذلك أنه تطورا يتمثل في مواجهات عسكرية بين أرمينيا وأذربيجان، وإنما بات واضحا بسبب اللجوء لحق الفيتو، فقد أكدت القائمة بأعمال المتحدث الرسمي باسم وزاره الخارجية الأرمينية، آنا ناغدالديان، أن أرمينيا ستستخدم حق النقض، "الفيتو" لبحث قضية انضمام أذربيجان إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

رؤية جيوسياسية
كان لرئيس مجموعة التعاون البرلماني الروسي الأذربيجاني، علي حسينلي، تصريح رسمي أدلى به، وهو ما يمكن أن يندرج تحت منعطف الفكر الجيوسياسي، فقد أعل أنه ومن الناحية السياسية، سيكون من الممكن بحث قضية مشاركة أذربيجان في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.
مجموعة التعاون البرلماني
مجموعة التعاون البرلماني الروسي الأذربيجاني
الخلاصة
ما يمكن أن نستخلصه هو أن الأوضاع بين كل من أرمينيا وأذربيجان، تشهد توترا، غير عاديا وما يبدو أن هذا التوتر يسير نحو الأسوأ، غن لم يكن عسكريا فسيكون دبلوماسيا، لذلك يستلزم التفكير، فيما يمكن أن يكون له من تأثير سلبي، ليس على أرمينيا وأذربيجان فقط، وإنما على دول أخرى تربطها مساحات وحدود بعينها، لأنه وببساطة، منظمة معاهدة الأمن الجماعي، تضم مجموعة بعينها من دول الأعضاء، وهم: " أذربيجان وجورجيا وأوزبكستان فيها، كلًا من أرمينيا، بيلاروس، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، إضافةً إلى روسيا"، والأهم ولابد من الإنتباه له، هو أن كل هذه الدول تتمتع بالفكر المستقل، لذلك والسؤال هو، إل ين سيصل بالخلاف الأرميني الأذربيجاني، وما يمكن أن يكون له من تأثير سلبي.