طباعة

شجر الدر .. وصلت لـ حكم مصر صدفة وتركته بـ القبقاب

الثلاثاء 04/09/2018 03:02 م

شيماء اليوسف

الحملة الصليبية السابعة التي قاومتها شجرة الدر

كانت شجر الدر امرأة تتولى الحكم في تاريخ مصر الإسلامية، امرأة من أصل روماني وصفها المؤرخون بالجميلة التي كانت لا تمهل في جذب الرجال من شدة جمالها، محنكة شديدة الذكاء، تميزت بقوة الشخصية، استطاعت أن تحافظ على كيان الجيش المصري، عند حروبه مع الصليبيين، إنها صاحبة الستر الرفيع الملكة شجرة الدر.

مرت حياتها على ثلاث مراحل متشابكة، المرحلة الأولى من حياتها عندما كانت أحدى جواري الملك الصالح نجم الدين أيوب، فحظيت بإعجابه ونالت مكانة رفيعة في قلبه فاعتقها لاسيما بعد أن أنجبت منه طفلها " خليل " وتمكنت بحنكتها من نيل نفوذ عظيم عنده فتزوجها وكانت هذه المرحلة الثانية الفارقة في حياتها خاصة في دورها الذي لعبته أثناء معركة المنصورة.

دورها في معركة المنصورة

معركة المنصورة
معركة المنصورة
في أبريل 1249م، كان الملك الصالح يقاتل الملوك الأمويين في الشام حتى لا ينازعوه على الحكم، في الحملة الصليبية السادسة عندما استعاد الملك الصالح القدس، قرر لويس التاسع قيادة حملة شرسة ضد القاهرة فدخل مصر عن طريق البحر وهاجم دمياط، بجيش مكون من الفرنسيين والايطاليين وفرسان المعبد، وقبل بداية الحملة قطعت قدم الملك الصالح بسبب مرضه. 

أصدر نجم الدين أمره لفخر الدين بالدفاع عن دمياط ولكنه عجز عن مواجهة جيشهم فهرع إلى المنصورة ولما عرف الملك قرر محاكمته وإعدامه ولكنه عاد بعد نصيحة شجرة الدر اشتد على نجم الدين المرض فمات.. فقررت شجرة الدر بالاتفاق مع فخر الدين بعدم نشر خبر موت الملك، حتى لا يتأثر الجيش والشعب واستمرت المعارك في دمياط كحرب عصابات. 

هجم جيش لويس على المنصورة واستمر في مواصلة القتال حتى وصل إلى قصر السلطانة ولولا ظهور ركن الدين بيبرس لاستباحوا حرمة القصر ونسائه، ونجح بيبرس في إنقاذ المنصورة وإنقاذ القصر ومواجهة الكونت ارتواه قائد الجيش واخو لويس، إضافة إلى نصبه للفخاخ عند فارسكور وأوقع لويس التاسع " أسيرا"، في هذا الموقف استطاع بيبرس كسب ثقة السلطانة فقامت بترقيته إلى أمير وأعطته شارة القيادة. 

الشعب المصري ينتصر  
قتل توران شاه
قتل توران شاه
و بعد أن انتصر المصريون طالبت شجرة الدر زوجة لويس التاسع بتعويض عن الأضرار التي تسبب فيها الفرنجة، مقابل تحرير الأسرى المأسورين في دار القاضي ابن لقمان وأجربت زوجة لويس للاستدانة من ملوك أوروبا لتسديد الفدية. 

عاد ابن الملك نجم الدين من الشام رافضا قرار السلطان بتكريم قادة الجيش فاتفقت وأيبك وبيبرس وأقطاي وقطز وقتلوه وتقلدت شجرة الدر عرش مصر لكن الخليفة العباسي المستعصم في بغداد رفض توليها وبعث لمصر رسالة طافحة بالسخرية، كانت سببا في تنازلها عن الحكم بعد فترة استمرت 80 يوما. 

زواج شجرة الدر من أيبك 
المرحلة الثالثة من حياتها بدأت بعد قرار زواجها من أيبك واتفقا على قتل أقطاي، وكان قتله القشة التي قسمت ظهر البعير حيث عم البلاد الخراب بسبب انقلاب عملاء أقطاي ضدها وكذلك فرسان البحرية، وأصبح أيبك السلطان، كانت له زوجة أخرى عرفت بأم علي ولما عرفت شجرة الدر أكلت الغيرة قلبها فقررت قتله. 

فجمعت الجواري وقتلوه بالقباقيب وأصبح المتصرف في الدولة هو نائبه سيف الدين قطز وقد أعطى الضوء الأخضر لأم علي لتنتقم من شجرة الدر وماتت بنفس الطريقة التي قتل بها أيبك وألقيت جثتها من فوق سور القلعة وقام شخص من العامة بتكفينها ودفنها في مكان غير معلوم، وقد احتفلت أم علي بقتلها بأنها أعدت طعام عبارة عن رقاق ولبن.

ورغم نهايتها المحزنة البائسة، كان دور شجرة الدر خلال هذه الفترة التاريخية محوري، حيث كانت حلقة وصل بين الدولة الأيوبية والدولة المملوكية بل كانت سببا غير مباشر في نشأة دولة المماليك.