منذ سنوات اعترف تنظيم "الدولة الإسلامية" في مجلة "دابق" التابعة له والتي تصدر باللغة الإنجليزية، بإقدامه على سبي عدد من نساء الأيزيديين بعد سيطرته على عدد من القرى الأيزيدية في مناطق سنجار غربي مدينة الموصل، ويأتي هذا الاعتراف بعد سيل من الأخبار ضجت بها وسائل الإعلام في الأشهر المنصرمة حول قيام "أسواق للرقيق" في شوارع الموصل العراقية والرقة السورية.
موقف مرصد الأزهر: الفرنسيات أكثر عضوات التنظيم
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إنه منذُ أنْ ظهر تنظيم "داعش" عام 2014، وهو يحرص على ترسيخ أيديولوجيته في أذهانِ أنصارهِ لضمانِ انتشارِها عبْر الأجيالِ المتعاقبة، لذا أعطى التنظيم أهميةً خاصة للنساء والأطفالِ، "أشبال الخلافة" على حَدِّ تعبيرِه، لكونِهِما أفضل أداتين لنقلِ أفكاره المتطرفة؛ فالدور الرئيس الذي كانت تلعبه النساء في بداية نشأة التنظيم، هو الإنجاب وتلقين أبنائهن الفكرَ المتطرف منذ نعومة أظافرِهِم وكانت تقف مهمتهن عند حد الأعمالِ المنزلية.
وأضاف المرصد، فى تقرير له، أنه عندما تُذْكَرُ المرأة تحت حكم التنظيماتِ الإرهابية، تتبادر إلى الأذهان تلك الصورة عن فتيات سبايا ومغْتصَبات ومُنْتَهَكات الآدمية، لكن مع تنظيم "داعش"، حيث يعد حضور المرأةِ أكثرَ بكثيرٍ مقارنةً بغيرِهِ من التنظيماتِ الإرهابية، فبدأت المرأة تكلف بمهام رقابية "كتيبة الخنساء"، ودعائية وقتالية واستقطاب فتيات جديدات للتنظيم، على عكس الاعتقاد بأنَّ مشاركة النساء مع التنظيمِ قائمةٌ في الأساس على "العاطفة"، ما ينفي عنهم "العنف"، فهن زوجات وأمهات من حيث المبدأ.
وأضاف المرصد، أن المرأة في الجماعات الإرهابية يتِم استغلالها بطريقةٍ ممنهجةٍ، بخلافِ طبيعتها، لارتكابِ أعمالِ عنف، وهو ما يُفَسِّرُ وجودَ نساء في أوروبا على استعداد لارتكابِ أعمالِ عنفٍ إرهابيٍّ شأنها شأن الرجال.
ويشهد دور المرأة تطورًا فاعِلًا داخل التنظيماتِ الإرهابية، فمن إنجاب أجيال تحمل الفكر المتطرف مرورًا بنزعَتِها لحمايةِ نفسها عَبْرَ التآخي مع مَنْ يقمعها من جنس الرجال، ومن ثَمَّ التمادي معه وصولًا إلى الانتقام لهذا القمع مِمَّنْ هو أضعفُ منها حصرًا (النساء الأخريات)، وبالتالي اكتساب مكانة سلطوية للتفوق عليهن.
وهناك العشراتُ من النساءِ البلجيكيات المنتميات إلى تنظيم "داعش" يشكلن خطرًا، هذا على الرغم من عدم توفر النية لدى الغالبية منهن للمشاركة الفعلية في مناورات عسكرية إرهابية، حيثُ إنَّ دوافعهن كانت تَكْمُنُ في إطارِ مجموعةٍ من الأسبابِ الأيديولوجية والشخصية كالمشاركة في المشروع الأيديولوجي لــــ"داعش".
وفي فرنسا يتزايد عدد النساء الفرنسيات المنضمات لصفوف تنظيم "داعش" في سوريا، ففي عام 2015، غادر نحو 140 امرأة فرنسية للانضمامِ لصفوفِ التنظيم في سوريا، بينما كان عدد النساء الفرنسيات المنضمات للتنظيم خلال عام 2014م، نحو 100 امرأة فرنسية.
كما تمثل النساء الفَرَنْسيات نسبة 44 % من إجمالي عددِ النساءِ المنضماتِ للتنظيم، فالمُجَندات في أغلب الأحيان صغار السن، تَمَّ تجنيدُهُنَّ عَبْرَ شبكةِ الإنترنت، ورحلوا جميعًا للحاقِ بصديق، وفي أغلبِ الأحيانِ بصحبَةِ أطفالِهِم المولودين بفرنسا.
أستاذ قانون دولي: العراقيات أسوأ حالاً