طباعة

"حقيقة أزمة الأنسولين داخل مصر" الدولة في وجه المدفع و صيادلة يشرحون الأسباب

الخميس 06/09/2018 02:01 ص

شيماء اليوسف

دواء السكر

لقد خلقنا الله لمهمة تعمير الأرض مسخرا ومذللا لنا كل ما فيها، جعل الأكل والشراب في حياتنا ليكسبنا الطاقة التي نعيش بها، بأصناف وأشكال عدة تناسب كل الأذواق، وخلق لنا أجساما تستطيع استيعاب هذه الأنواع والاستفادة منها، من حيث النمو والطاقة والتعلم وحتى اللعب، هذه الاستفادة مستمرة لا تنقطع.

الأجسام الطبيعية السليمة تجعل لهذا الكم حدود في الاستفادة، فليس جميع ما نأكله نستفيد منه، فالإسراف في تناول الأطعمة والتعدي على الحدود الصحية، يعرض أجهزة الجسم للخلل والأعطال مما يجبر الإنسان على أخذ جرعات علاجية من العقاقير، لمساعدة الجسم في تخطي مشكلته، مثل ما يحدث مع مريض السكري.

و يعتبر مريض السكري شخص أصيب بهذا المرض إما عن طريق الوراثة أو خلل هرموني في أحد أعضائه، أو شخص عادي وأصيب بالمرض نتيجة لإسرافه في تناول النشويات بشراهة، وعدم قدرة جسمه على تحقيق التوازن بين تخزين وحرق النشويات وبين إفرازات الجسم للأنسولين.


و يعتبر الأنسولين، هرمون يقوم بتنظيم استخدام الجسم للسكر والأغذية الأخرى، إضافة إلى إنتاج خلايا متخصصة في جزء البنكرياس، وفي حالة نقصه لا يستطيع الجسم استخدام السكر بشكل صحيح ويتكاثر سكر العنب "جلوكوز" وهو نوع من السكر في الدم، ويؤثر الأنسولين، في استخدام الجسم للبروتين والدسم والمنتجات المعدنية كم البوتاسيوم والفوسفات، يستطيع الأنسولين توزيع النشويات داخل خلايا الجسم تستخدم في العمليات الحيوية، بعد أن تتحول لسكريات أحادية وحالة زيادة النشويات تتحول لدهون تسبب السمنة بعد ذلك. 
طبيب صيدلي إبراهيم
طبيب صيدلي إبراهيم محمد
وحول هرمون الأنسولين وأزمته في السوق المصرية يقول إبراهيم محمد، طبيب صيدلي، في تصريحات خاصة ل " بوابة المواطن" أن السكري أنواع أصعبهم" البنكرياس" الذي أضحى لا يفرز البنكرياس بشكل كامل، مما يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم عن النسبة الطبيعية التي تتحدد ب 120ملجم لكل 100مللي دم، عندها يتوقف البنكرياس عن إفراز الأنسولين، إضافة إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم خاصة على الكبد وكوليسترول الدم.

و يوضح الطبيب الصيدلي، عواقب توقف إفراز البنكرياس الأنسولين إلى: 
الإصابة بالفشل الكلوي
حدوث مشاكل في العين أبرزها خلل في الشبكية والمياه البيضاء
ارتفاع في ضغط الدم ومستوى الكوليسترول 
إصابة القلب والأوعية الدموية بما يسمى بالذبحة الصدرية 
إصابة القدم السكري وهي عبارة عن تقرحات دائمة ومزمنة في القدم 
الضعف الجنسي وحدوث مشاكل جنسية من الصعب حلها 
حدوث التهاب في أعصاب العينين أو الأطراف 
ضعف سريان الدم إلى القدمين 
 
وأكد إبراهيم محمد، أن مريض السكر المعتد على الأنسولين تحل مشكلته مع بداية التزامه بأخذ جرعات العلاج، مع مراعاة المتابعة الطبية كل ثلاثة أشهر، إضافة إلى قياس نسبة السكر بواسطة جهاز المريض المنزلي باستمرار أسبوعيا مع أهمية وجود علاجه بشكل دائم. 

أزمة الأنسولين وأسبابها 
دواء سكر
دواء سكر
أكد الطبيب الصيدلي أن أزمة الأنسولين تكررت في السنوات الأخيرة على شكل اختفاء أو كما يصفها قلة نسبية في توافر أدوية العلاج بالأنسولين في الصيدليات، لافتا إلى أسباب ما يسمى بأزمة الأنسولين، أن هناك العديد من المخازن تقوم ببيعه في السوق السوداء، إضافة إلى غباء بعض الصيادلة من بيعه خشية منهم على عدم توافره بحسب وصفه، مع ارتفاع سعره الذي تكرر على مدار الثلاث أعوام الماضية ويضيف: " أخرهم مع دواء انسلوجيبت اللي كان ب 30جنيه مصري وصل ل38ج وحاليا 48ج وملوش علاقة بزيادة سعر الدولار لأن سعر الدولار ثابت ومازال سعر لعلاج في زيادة ". 

و كانت لجنة التسعير بوزارة الصحة قد أقرت الزيادة بناءا على ما تم مناقشته مع شركات تصنيع الأنسولين، حيث أكدت أن الزيادة ليست هادفة للربح بل لتغطية تكلفة تصنيعه فقط. 

لفت محمد، إلى الأسباب التي أدت إلى زيادة سعر الأنسولين حيث قال إن حريق مصنع " سديكو" الذي وقع في منتصف يوليو أثر بطريقة مباشرة على الإنتاج المحلي، إضافة إلى ازدياد عدد المرضى خلال هذا العام، خاصة في أخر شهرين من 380ألف ل 580 ألف ممر أسفر عن عدم كفاية الناتج المحلي، مع عدم كفاية الكميات العلاجية المستوردة ويضيف: " وحتى اللي بيستخدموا المستورد هيحسوا بالأزمة ". 

واختتم الطبيب الصيدلي حديثه قائلاً، أن الدولة قامت بضخ 2 مليون علبة في الصيدليات ومخازن التوزيع على مستوى الجمهورية بما يحقق الاكتفاء لمدة أربعة أشهر، مشيراً إلى خطة الدولة بهدف زيادة الإنتاج المحلي بنسبة 50% إلى جانب أن إنتاج مصر المحلي يغطي 70% من الاحتياجات السنوية.