محرر بوابة المواطن مع رئيس شركة الحديد والصلب
تستنشق تاريخ عبد الناصر وأحلامه، حين نتلمس شركات القطاع العام المصرية، التي كونت إرادة مصرية وسط دول العالم أنذاك، وجعلتها ندُا بند مع كبار الدول العظمى في العالم، خاصة شركة الحديد والصلب التي كانت أكبر شركات الحديد واعرقها في الشرق الأوسط، حتى تآمرت عليها القوى التي خرجت ضدها المصريين في 25 يناير، لتقوم "بوابة المواطن" بإجراء حوار مع سامي عبد الرحمن الرئيس السابق لشركة الحديد والصلب المصرية، ليفتح أسرار القوة الحقيقية للشركة ومكانتها وسط منافسي القطاع الخاص، وما متطلبات الشركة لزيادة إنتاجها، وإلى نص الحوار "الجزء الأزل": ما هي كمية الحديد التي يمكن أن تنتجها الشركة؟
الشركة تستطيع أن تنتج 800 ألف طن دون أي مساعدات خارجية أو قروض أو مساعدات تضخ في الشركة.ما متطلبات إنتاج هذه الكمية؟
توفر هذه الكمية من الإنتاج تستلزم فقط كمية مناسبة من الفحم للإنتاج وبعض الصيانات البسيطة التي يمكن للشركة تغطية تكاليفها.هل يمكن زيادة تلك الكمية؟
إذا ضخت بعض الاستثمارات والقروض داخل الشركة يمكنها أن تصل إلى طاقتها التصميمية وهي 1.5 مليون طن، وذلك يستلزم تطوير لخطوط الإنتاج يتكلف 4 مليار جنيه، يمكن أن تحدث بشكل مرحلي.
ما هي الإمكانات المتوافرة للشركة؟ وخطوط ربطها بمناطق الإنتاج؟
الشركة تتمتع بوجود خط سكة حديد بين المناجم في الواحات البحرية والشركة في حلوان، إضافة إلى وجود ميناء نهري بداخل الشركة لإيصال الحجر الجيري إليها من الصعيد،أنه ضمن الإضافات التي تضاف لجودة الصلب هو الحجر الجيري، مبينًا أن خليط الصلب يحتاج 7 طن في الصبة الواحدة.
و توجد بالشركة أفران لحرق أحجار الجير لزيادة أكسيد الكالسيوم، مما يجعل نوعية الصلب أفضل.
ما جودة الحديد الذي تنتجه الشركة؟
نعم، الشركة تنتج أفضل أنواع الصلب، لأنه مصنوع من الخام، وكل مرحلة تتم تنقيته، ففي المنجم يتم تنقيته من الأتربة، وفي التلبيد يتم تنقيته وإضافة إضافات، بينما تقوم الأفران بتنقيه الصلب من الجلخ.
ما أبرز إسهامات حديد شركة الحديد والصلب؟
كل الحديد المصنوع به الكباري في مصر من شركة الحديد والصلب، ولا توجد كباري من صنعها حدثت بها مشكلة، غير دشم الطائرات التي بنيت في حرب الاستنزاف.
ما هو الفرق بين شركتكم وشركات القطاع الخاص المنافسة؟
المصانع المنافسة تستخدم تكنولوجيا مختلفة، حيث يمر تصنيع الحديد في مصر بـ 4 أنواع، مشيرًا إلى أن الحديد المصري من أجود الأنواع في العالم، وتلك الأنواع من مصانع متكاملة تأخذ من الخام، مثل الدخيلة والسويس، ومصنع في أبشاي، لم يعمل بعد، وهناك مصانع نصف متكاملة تقوم بصهر الحديد الخردة وتستخدمه مرة أخرى مثل حديد المصريين، ومصانع المراكبي، وهناك نوع ثالث مصانع الدرفلة، وهو يمتلك فرن ويستورد الحديد من الخارج مثل البيليت ويسخنه ويقوم بإخراجه على هيئة أسباخ تسليح، ونوع رابع للحديد المطلي بالأزير.
ما الفارق بينكم وبين حديد عز والسويس؟
الصلب الخاص بشركة حلوان يختلف عن المنافسين كشركتي الدخيلة أو السويس في التكنولوجيا، فالخام المصري للحديد في الواحات أقل من 58%، بينما الأفران الموجودة في كلتا الشركتين لا تستطيع أن تتعامل سوى مع خام حديد أعلى من 62%، وتسمى بأفران الاختزال.
تقوم الشركتان باستيراد خام الحديد من الخارج بالعملة الصعبة على عكس شركة حلوان للحديد والصلب التي تعتمد على الخام المصري، وبذلك تحلق الشركتان سوق لإستيراد خامات الحديد.
وشركة الحديد والصلب تستخدم الأفران العالية، وهي تستطيع التعامل مع جميع أنواع خام الحديد، مبينًا أن 90% من شركات الحديد تستخدم الأفران العالية.
وما خطورة استيراد شركات القطاع الخاص للحديد؟
نسبة الحديد في خام الواحات أقل من 58%، فهم يستخدمون أفران الإختزال وهي تستخدم خامة تسمى " مكورات الإختزال "، وهي تستهلك خام حديد لا تقل نسبة الحديد فيه عن 65% ولذلك فهم يستوردوا الحديد الدول الموردة أمريكا وكندا وأستراليا وأخيرًا الهند والبرازيل، حيث تنتج مكورات الحديد، متابعًا أن هناك تنبؤات بأن هذه الخامة بدأت تقل في السوق، وإنها ستنفذ قريبًا، مما يهدد صناعة الحديد بالقطاع الخاص لمصر.
هل تعتبر شركة الحديد والصلب أمن قومي؟
الحديد والصلب أمن قومي لأنه يستخدم خام الحديد المصري، وتخزين كمية كافية من الفحم يمكنها أن تعمل 3 سنين دون توقف فهي لذلك خط أمان لمصر.
ما سبب المشكلة بينك وبين الشركة القابضة؟
المشكلة بيني وبين الشركة القابضة تفاقمت بعد أن قدمت خطتي لجدولة ديون شركة الخاصة بالكهرباء، وهو قدم خطة طموحة للسداد، خاصة وأن ديون الشركة وصلت إلى 100 مليون جنية، رئيس الشركة القابضة للمعادن قدم مقترحًا يقضي بدفع ربع المبلغ المطلوب لشركة الكهرباء كدفعة أولى، مما هدد بقطع الكهرباء عن الشركة، مبينًا أن المبلغ المطلوب كان أكبر من قدرات الشركة والسيولة فيها، خاصة وأنه متراكم لعدة سنوات.
هل تقابلت مع رئيس الوزراء قبل ذلك؟
لم ألتقى طوال فترة رئاستي للشركة سواء بالرئيس أو رئيس الوزراء، ورئيس الوزراء لم يجتمع سوى يرؤساء الشركات القابضة، الذين قدموا أطروحاتهم الخاصة بتسيير عمل المصنع.
