الحيادية في وقت الحرب خيانة.. تعبير بليغ يحوي في أحشائه الكثير من الدلالات التي تحتاج إلى تدقيق بعيدا عن الشعارات الرنانة لأصحاب الأبواق الفارغة، الذين يبحثون عن مصالحهم فقط، متسلقين أعناق بسطاء الفكر، لا يفكرون إلا في أنفسهم، والاستقرار في نظرهم أن تملئ جيوبهم وتعبئ أحشائهم.. وبالكاد هؤلاء لا يلقون ولو نصف نظرة من الرحمة على الوطن.
يلعب لصوص الوطنية، على وترين إحداهما الوازع الديني كما فعلت جماعة الإخوان المسلمين، وصلت بهم البجاحة أن يقول على منصة رابعة العدوية: " من يشك في عودة مرسي يشك في قدرة الله " ناهيك عن العبث الديني الذي مارسته الجماعة المحظورة باسم الدين، القتل باسم الدين والتخريب باسم الدين إثارة الفتن والفساد كذلك باسم الدين.
فتحت بند الدين تغلغلت الجماعة داخل القرى والنجوع في أقاصي مصر وأدناها يضحكون على البسطاء باسم الله، مستخدمين سياسة جورج بوش عقب تفجير البرجين " من ليس معنا فهو ضدنا" وهم مارسوا قاعدة من ليس مع الجماعة فهو ضد تطبيق شرع الله في الأرض.. كانوا قذيفة من اللهب كادت أن تشعل مصر كلها حتى انزاحت الغمة.
الوتر الثاني الذي يلعب عليه الممولون من الخارج وأصحاب المصالح والجهات الموجهة الممنهجة هو وتر " الوطنية" وزعم تحقيق الحرية والديمقراطية، في الواقع لا يوجد ديمقراطية ولا حرية في أي بلد من العالم، تخرج عن حماية الدولة، لا يوجد ديمقراطية نهائيا من شانها بث سموم الفتنة والوقيعة بين الشعب، ليس هناك حرية تسعى للتخريب.
من ضمن من تلوكت ألسنتهم بكلمات الوطن والوطنية اتحاد شبابي أطلق على نفسه اسم " اتحاد الجرابيع" لقد ظهروا على متن العام الماضي، مخترقين محاطات مترو الأنفاق بملصقات صفراء، تحديدا في خطي المرج وحلوان، حملت هذه الملصقات عبارات غامضة، زاعمين أنها تعبر عن تردي الأحوال بالبلاد.
لاحقت هذه الملصقات المبهمة بيان صادر عن حركة تحمل نفس الاسم، لم يحمل أي تفاصيل عن منظمي الحركة لكنهم دعوا لقلب نظام الحكم في البلاد، كما أطلقوا في نفس التوقيت هاشتاج يدعم أفكارهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي واضعين مطامحهم تحت عبارة " نحن لا تنتمي لأي من الأحزاب أو الحركات وبدون أي ميول سلطويه أو سياسية" تلك العبارة التي يدس تحت غطائها كل فاسد وممول وعميل.
ووفق تحريات قطاع الأمن الوطني، فإن المتهمين كانوا قد حرضوا على التظاهر ضد مؤسسات الدولة وقلب نظام الحكم والانضمام لجماعة إرهابية من شأنها الإخلال بالأمن العام ونشر وإذاعة أخبار كاذبة من خلال الإنترنت، مستقطبين الشباب وارتكاب أعمال شغب خلال تلك المظاهرات.
في فبراير من العام الحالي، عاقبت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ الدرب الأحمر، جنوب القاهرة بالحبس عامين ل 9 من أعضاء اتحاد الجرابيع، لاتهامهم بالتظاهر دون تصريح ونشر أخبار كاذبة لتكدير السلم العام، وإلقاء الرعب بين الناس إضافة إلى حيازة وإحراز وسائل الطبع.
و حول هذه الحركة قال، كامل محمد السيد عشري، باحث في علم الجيوسياسية، في تصريحات خاصة ل "بوابة المواطن" إن استخدام حركة الجرابيع للون الأصفر الذي يحاكي لون لافتات الإخوان المسلمين، جعل المواطنين يتهمونهم بأنهم ينتمون للإخوان أو بالفعل يتبعونهم إضافة إلى اتخاذهم طريق التحريض على التظاهر والتخريب وهو نفس ما دعوت إليه الجماعة.
كما لفت عشري، إلى تمركز انتشار الحركة في خطي المرج وحلوان دليلا على هدفهم من الانتشار والوصول لأكبر عدد من المواطنين باعتبار أن الخطين يحتويا على حركة وتجمهر كبيرين، مؤكدا أن الشعب المصري لا يتأثر باللافتات ولا تحرك مشاعره، ويضيف: " الوازع الديني والوطني هما السبيلين لتحريك الشعب المصري".
