طباعة

حينما يكون السبيل للحكم إراقة الدماء .. مذبحة كرداسة و حرق الكنائس الشاهد الأول على جرائم الإخوان

الخميس 13/09/2018 03:24 م

شيماء اليوسف

جرائم الإخوان

بتوقيت مصر.. في الساعة السابعة صباحا، و تحديدا في التاسع عشر من سبتمبر2013م، خرجت متجهة نحو منزل الأستاذ موسى، ليعطيني درسا في مادة الجبر، أنا أتذكر هذا اليوم جيدا كأنني أراه الآن، فقد كان يوما منزعج و مزعج  منذ النظرة الأولى التي ألقيتها بعيناي فيها عبر الشرفة ووجدت سيارات الشرطة تلاحق بعضها نحو قرية " دلجا " الواقعة بمركز ديرمواس بالمنيا، لم أفهم ماذا يحدث! لم ينبهني أي شخص أن هناك اشتباكات معنفة بالقرية بين معارضين للإخوان و بين أنصار الجماعة! 

ركبت إحدى السيارات التي يستقلها المواطنين إلى هناك، وقفت السيارة، ولاحظت حولي عشرات من البيوت و المحال التجارية مشتعلة و المارة يهرولون بين كر وفر، و أنا بين هؤلاء لا غير استيعاب، قلت في نفسي ربما حريق نشب بتلك البيوت، و استكملت سيري إلى منزل الأستاذ، و استقبلني زوجته باكية، الدهشة أخذتني أسألها عن سبب هذا النحيب! لكني لم أجرؤ على السؤال لأن حالتها كانت مستعصية. 

بداية المشهد الحزين : 
حرق الكنائس على يد
حرق الكنائس على يد الإخوان
و فهمت من خلال حديثها الهاتفي مع أحد أقاربها أن الأستاذ الذي انتظره انتقل إلى المستشفى مع أحد أقاربه المصابين في اشتباكات العنف التي وقعت مساء تلك الليلة الماضية و أن شخص ما من أقاربهم قد مات داخل الكنيسة الواقعة في واجهة القرية برصاص برصاص الإخوان. 

انصرفت في صمت حزين، الخزي يحدق بقدميا، غير مستوعبة الأحداث حولي، لماذا هجم هؤلاء على بيوت العبادة و يقتلون المصلين فيها، و يهجرون الذين فلتوا من الموت و يحرقون محالهم التجارية وبيوتهم و ينهبون أموالهم، و على بوابة هذه الكنيسة التي يخرج الدخان الأسود من سقفها مخنوقا، وقفت سيارة تحمل على ظهرها ما تحويه الكنيسة، ظننت في بادئ الأمر أنها خاصة بالكنيسة و اتضح أنهم مجموعة لصوص. 

نشر الخوف و الفزع : 
حرق و تدمير الكنائس
حرق و تدمير الكنائس
و في زاوية أحد الشوارع وقفت مذعورة أبحث عن حافلة تعيدني للمنزل، إلا أن ذلك الطفل الذي كان يحمل على كتفيه لوح خشبي وقد التقى برفيق له في طريقه، قال له جملة لم استطع نسيانها حتى هذه اللحظة : " الحق خد حاجه من الكنيسة " أرعبني وقتها .. و شعرت أن النهاية قد آلت و مصر سقطت في فخ الخراب و الهلاك، الشوارع ممزقة و الناس تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل الموت، الدماء سائلة على الأرصفة، بين صريخ النساء و الأطفال داخل بيوتهم المنهوبة، يستنجدون بالرب على ترانيم صبر العذراء.  
حرق الكنائس و تهجير الأقباط : 
حرق الكنائس على يد
حرق الكنائس على يد الإخوان
يحطمون أحد الكنائس الأثرية التي تعد أقدم كنيسة بنيت في محافظة المنيا، أيها العرابيد الخونة  توقفوا .. ماذا تفعلون ؟ التاريخ و الحضارة تتحطم بين أيديكم ، الجهل كان سيد الموقف و كأنهم وقعوا في غنيمة يلتقفون منها مرادهم غير آبهين أنها نار ستشتعل في أجسادهم يوم لن تنفعهم السلطة و لن يفيدهم الحكم، يوم سينتقم الله من أعمالهم و من افترائهم على جلالته .

بمفردي أشاهد هؤلاء الخونة يقتحمون حرمة البيوت وحرمة المقدسات وحرمة الإنسانية، فأين ذلك الدين الذي خرجوا بها إلينا، و تسللوا نوافذ عقول البسطاء من خلاله، أين هو من أعمالهم الهمجية هذه، أين الله الذي يخافونه و يدعون أنهم عاكفين على تطبيق شرعه و منهاجه؟ و أنا بين مخافتين الأولى أن أموت في هذا الشارع بعيدا عن أبويا و أخوتي و الثانية أن يموت الوطن و يموت أبويا و أخوتي. 

مذبحة كرداسة : 
وقائع مذبحة كرداسة
وقائع مذبحة كرداسة
في نفس اليوم كانت منطقة كرداسة بالجيزة عائمة على بحر من الدماء الطاهرة، حيث اقتحم عناصر منتمية لجماعة الإخوان المسلحة قسم الشرطة و أشعلوا به النيران و قد هاجموا ضباط الشرطة  و أفراد الأمن هناك و استشهد في هذه المجزرة ما يقرب من 12 شخصا من قوات الأمن بعد سحل و تعذيب وتقطيع بالسنج و الأسلحة البيضاء.