طباعة

"عاشوا أيام القحط ليهربوا إلى التمييز العنصري " .. من هم يهود الفلاشا المهضوم حقهم في إسرائيل مدعية الديمقراطية

السبت 15/09/2018 02:30 م

دعاء جمال

يهود الفلاشا

كان اليهود مشتتين في بقاع الأرض، وحاول الحاخامات اقناعهم بفكرة أرض المعاد التي أصلها تكون في فلسطين، وبالفعل نجح الحاخامات والصهاينة في اقناع اليهود بأنهم لهم الحق الأول في فلسطين دون أهلها وأتى لها اليهود من كل مكان في العالم، الأمر الذي جعل المجتمع الإسرائيلي ينقسم إلى العديد من التقسيمات من بينهم موضوع حديثنا اليوم إلا وهو "يهود الفلاشا".

من هم يهود الفلاشا؟

يهود الفلاشا وبالعبرية تدعى "פלאשמורה :فلاش مورا"، وهي الكنية العبرية ليهود بيتا إسرائيل وهم يهود الحبشة وأغلبهم من أصول أثيوبية.

وتلك الجماعة هي السلالة التي تركت التعاليم الدينية أو تحولت إلى النصرانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر, سواء كان ذلك التنصر طوعا أو إكراها.

وفي عام 2003، وافق يهود الفلاشا على قرار 2948 للحكومة الإسرائيلية وبعد ذلك هاجروا إلى إسرائيل, بموجب قانون الهجرة إلى إسرائيل.

يهود الفلاشا
يهود الفلاشا
تاريخ يهود الفلاشا..

يعود تاريخ يهود الفلاشا إلى منتصف القرن الـ 19، وذلك عندما أطلقت الجماعة اللندنية حركة للتبشير بالنصرانية بين يهود بيتا إسرائيل باعتماد من الحكومة الأثيوبية لكي يمكنهم دعوة غير النصارى. 

ولم يُسمح لهذه الحركة إقامة كنيسة منفصلة واضطرت لجمع معتنقي دين النصرانية الجدد داخل الكنيسة الأثيوبية, إلا أن المبشرين أطلقوا على الذين تنصروا أسم "الإنجليز البروتستانت" بعدها ابعدوهم عن جماعتهم.

وعام 1878، تم إصدار أمر "برومدا" والذي يتطلب من السكان غير النصارى في أثيوبيا تعميد الكنيسة الأثيوبية بينما بيتا إسرائيل معفاة من هذا الطلب.

وفي بداية السنوات العجاف في إثيوبيا  وهم سبع سنوات (1895-1888) بسبب الحروب والكوارث وهلاك أعداد هائلة من اليهود، فقام الفلاشا بترك القرى بحثًا عن الغذاء والمأوى, ولذلك استوطنوا قرب المجتمعات غير اليهودية, وأعتنقوا النصرانية طواعية وبإقرار من الكنيسة الأثيوبية.

يهود الفلاشا
يهود الفلاشا
 وفي بداية القرن العشرين بدأ يعقوب بيتلوفيتش حملة كونترا للتبشير بالنصرانية، مطلقًا رسالة مزدوجة إلى الجماعات, بعدما كان ضد المنصِّرين وضد عادات بيتا إسرائيل, بما في ذلك عادات الراهبات وتقديم القرابين. 

قرار 2948 الإسرائيلي..

وضعت حكومة إسرائيل قرار 2948 بشأن هجرة جماعة الفلاشا عام 2003، حيث جاء في القرار أن وزارة الداخلية وكبار الحاخامات وضعوا خطابا مفصّلا لمخيمات الانتظار ولمن هم من نسل امهات يهوديات قادرون على الهجرة إلى إسرائيل بموجب قانون الهجرة.

يهود الفلاشا
يهود الفلاشا
وفي شهر ديسمبر 2003، وصل إلى أثيوبيا وفد من الوكالة اليهودية بقيادة جيورا روم والذي أوصى بإعداد خطاب مفصل عن المهاجرين وفي فبراير 2004 أعلنت وزارة الداخلية بدء التسجيل للهجرة. 

وفي عام 2004 قررت اللجنة الوزارية لشؤون اليهود الإثيوبيين انشاء فريق من كبار حاخامات وحاخامات بيتا إسرائيل واعضاء من وزارة الداخلية كي يتخذون اجراء نهائيا للقرار والتأكد من أن المسجلين يحق لهم الهجرة فعلا أم لا.

وفي عام 2010 قررت الحكومة الإسرائيلية استقبال 7846 مهاجر من الفلاشا الذين كانوا في مخيم الانتظار في جوندار وأعلنت الحكومة انتهاء عملية الهجرة المنظمة.

يهود الفلاشا
يهود الفلاشا
التمييز العنصري ضدهم..

ويعاني يهود الفلاشا من تمييز عنصري في إسرائيل، فهم يعيشون في أحياء فقيرة ومهملة ومدن صفيح على أطراف المدن القائمة.

لم تكن ظروف المعيشة وحدها هي الفارق، لكن تتزايد نسبة المعتقلين الجنائيين بينهم وتبلغ نحو 40% خصوصا من الشباب الذين يعانون الفقر والبطالة.

وفي عام 2015، اصطدم يهود الفلاشا مع الشرطة الإسرائيلية في قلب تل أبيب احتجاجًا منهم على الممارسات العنصرية ضدهم.

ورفع المتظاهرون في "ميدان رابين" بقلب تل أبيب لافتات تندد بالعنصرية وتدعو إلى مساواة الإثيوبيين ودمجهم في المجتمع الإسرائيلي، وهتفوا ضد الشرطة واتهموها بالعنصرية والعدوانية تجاههم.