طباعة

رئيس تيار المستقبل الكردي في حوار لـ "بوابة المواطن": لا ضمانات لعدم وقوع عملية عسكرية في إدلب

الأربعاء 19/09/2018 10:01 ص

أحمدعبد الرحمن

فادي مرعي رئيس تيار المستقبل الكردي في سوريا

تشهد سوريا حالة من التدهور وعدم الاستقرار نتيجة الصراع الدولي على الأراضي السورية، دفعت رئيس تيار المستقبل الكردي لإبداء رأيه بعد زعمت كل دولة أن التتدخل لحل الأزمة السورية، ووقف إطلاق النار، ولكن في الحقيقة كل منهم يتدخل لحماية مصالحه وحماية حدوده مع سوريا، بدعوة القضاء على التنظيمات الإرهابية التي هم السبب في تاسيسها ومدها السلاح والمال للحفاظ على بقائها، وذلك كان لـ " بوابة المواطن الإخبارية " حورا خاص مع فادي مرعي، رئيس تيار المستقبل الكردي في سوريا.

ـ ما حقيقة الصراع على الأراضي السورية ولاسيما إدلب ؟

رئيس تيار المستقبل
الهجوم على إدلب ليس هجوم الدول مع الفصائل بقدر ماهي صراع تلك الدول في السيطرة عليها والفصائل وماهي إلا أوراق وأدوات الصراع، وبين من يرى أن معركة إدلب على الأبواب، وأن الهجوم على المدينة قد بدأ في واقع الأمر، هناك آخرون يرون أن أي معركة سوف تبدأ على أطراف المحافظة ومناطق من محافظات مجاورة مشمولة باتفاقات استانة لخفض التصعيد، وهي القطاع الرابع والأخير الذي لا يزال تحت سيطرة الفصائل المسلحة بعد أن خسروا القطاعات الثلاثة الأخرى في الفترة بين شهري مارس، يوليو الماضيين.

ـ تشهد سوريا خلال الأشهر الماضية العديد من الصراعات ما الفرق بينها وبين معركة إدلب ؟

إن معركة إدلب ليست كغيرها من المعارك السابقة التي خسرت فيها فصائل الثورة معظم مناطق سيطرتها دون أن يلتفت إليها المجتمع الدولي فهذه المعركة يأتي توقيتها في ظل صراع دولي وإقليمي على الساحة السورية
وفي وقت تستعد فيه قوات النظام لبدء الحرب البرية باستعدادات غير مسبوقة على خطوط التماس مع الفصائل المسلحة فإن هذه الفصائل اعادت تنظيم صفوفها وقطعت اشواطًا لا بأس بها على طريق الاندماج، أو على الأقل العمل والتنسيق ضمن غرفة عمليات مشتركة واحدة.

ويرتبط توقيت الهجوم المحتمل على إدلب، بالتفاهمات الإقليمية والدولية والموقف التركي بشكل خاص الذي ظهر في تصريحات رجب طيب اردوغان بأن مستقبل العلاقة مع روسيا مرتبطة بالخطوات الروسية في ادلب».

ـ ما آخر التطورات التي شهدتها إدلب ؟

ثمة إيحاءات تشير إلى ان معركة إدلب ستظل معلقة دون تطورات غير محسوبة حتى موعد اللقاء المحتمل في ألمانيا بين الرئيسين التركي والروسي، والتي سوف لن يمنع القصف الجوي أو الاشتباكات ردًا على انتهاكات قوات النظام في قصف المناطق المدنية والمستشفيات.
كما أن هناك بعض أهداف روسيا وقوات النظام من الهجوم المحتمل على إدلـب لاستعـادة السـيطرة على الطـريق الـدولـي الواصـل بين حماة وحلب؛ لكـن الهـدف الأهم، هو القضاء على العدد الأكـبر من مـقاتلي الفصـائل.
من المستفيد من توقف التطورات في إدلب ؟

رئيس تيار المستقبل
للتأثير على القرار التركي من جهة وفي ذات الوقت الذي تتخذ الفصائل ما يكفي من إجراءات تحصين الخطوط الدفاعية على طول خطوط التماس بإشراف غورف عمليات مشتركة في مختلف القطاعات ما يعكس تلاحم الفصائل المدعومين من حاضنتهم الشعبية.

وكذلك روسيا التي باتت مأزومة دوليًا وتسعى لبناء شراكة مع تركيا في مجال التسليح كخطوة ترى روسيا أنها تساهم في إبعاد تركيا عن حلف الناتو، لذلك فإن روسيا لا تريد الاصطدام بالموقف التركي في إدلب ما يعني أن هناك مساحة أوسع للتفاهم من خلال جولات أخرى من التفاوض الثنائي.

تشهد العلاقات التركية الروسية حالة من التوتر في الأيام الماضية، ما تعليقك ؟ 

طبيعة العلاقات التركية – الروسية، وحرص موسكو على تقويتها وتعميقها قد يؤديان في نهاية المطاف إلى عدم وقوع معركة مفتوحة على كل الاحتمالات في إدلب لإن أي هجوم على إدلب سينعكس سلبًا على العلاقات التركية الروسية، وهذا ما لا تريده روسيا في المقام الأول، كما هي تركيا. 

وحرص كل من روسيا وتركيا على استمرار الشراكة بينهما في ما يتعلق بالملف السوري وملفات أخرى ورغم أن قمة طهران لم تخرج بنتائج واضحة متفق عليها حول معركة ادلب، لكنها على الأقل أفصحت عن تأجيل عملية عسكرية شاملة في حين لا توجد ضمانات لتأجيل عملية عسكرية محدودة في مناطق محددة، وكما اعتقد ان هذا قد يكون خيار روسيا لأنها تدرك ان قوات النظام غير قادرة على خوض معركة عسكرية مفتوحة في عمق محافظة إدلب.
 كيف يواجه الجيش الوطني السوري الصراع مع التنظيمات الإرهابية ؟

رئيس تيار المستقبل
إن الشمال السوري اليوم أفرز تشكيلين عسكريين كبيرين هما هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير، وهناك غرف عمليات مشتركة بينهما في مناطق خطوط التماس.
كما أن التشــكيلين لـيسـا في وارد تــبني خيار الاستسلام لإنه يعطيهما خيارًا صـفريًا، ولــيس أمامهما سـوى المواجهة، وهناك تحـشيد واســع بيــن الـسكان «يـشدد على خيـار المواجـهة وعـدم الاسـتسلام 
فإدلب لن تموت حتى وإن كانت الدول قد قررت موتها فلا يزال أمام أبناء المحرر خيار عدم الاستسلام واستمرار الثورة.

تعتقد أن حرب إدلب هي آخر معركة تشهدها سوريا ؟

اعتقد إن معركة إدلب لا تكون الأخيرة في سوريا،لا تكون الحسم بالنسبة للوضع السوري العام، لإن الوضع بدأ في سوريا بثورة سلمية مدنية رفعها شعارها أبناء سوريا عموما، ولن تنتهي إلا باالحل السياسي السلمي والانتقال السياسي السلمي وتطبيق بنود اتفاق جنيف 1 2254 التي هي الوحيدة التي تحقق الامن والاستقرار في البلاد وتشكيل حكومة انتقالية يشارك كافة مكونات الشعب السوري فيها وحقوق الجميع فيها محفوظة في دولة ديمقراطية مدنية تعددية برلمانية.