تحل اليوم ذكرى رحيل نجمة الرقص الشرقى الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا إحدى أبرز وأهم الراقصات في تاريخ الرقص الشرقي بالوطن العربي التي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص وتميزت وحفرت اسمها من ذهب.
أصبحت تحية كاريوكا مثالًا للسيدة المصرية صاحبة الرسالة الفنية بينما جعلت من شخصيتها رمزًا سياسيًا متمردًا، وشكلت بذاتها حالة خاصة فى تاريخ مصر الفنى والسياسى، فضلا عن اكتسابها رمز "الجدعنة" كما كانت من أهم الراقصات اللاتى كان لهن موقف سياسي وليست مجرد راقصات للمتعة والمشاهدة فقط.
تحية كاريوكا كان لديها العديد من المواقف السياسية بل أنها تعرضت للاعتقال على يد جمال عبد الناصر مرتين موقفها ضد النظام بعد ثورة 23 يوليو 1952، وبعد ثورة يوليو 1952، المرة الأولى لاعتقال "تحيه"، عندما هاجم البوليس الحربي منزلها حتى أخرج البوليس الحربي من منزل تحيه منشورات ضد حركة يوليو، ورغم من اعتراف زوجها بأنها لا تعلم شيء عن المنشورات، إلا أنه تم اعتقالها لمدة 100 يومًا.
ولكن المرة الثانية تم اعتقالها مع عدد من أعضاء الحزب الشيوعي المصري لانتقادها أداء حكومة جمال عبد الناصر وكانت تهاجم النظام الناصري.
عندما أصبح أنور السادات رئيسًا لمصر وقفت بجانبه، وفي يوم 3 سبتمبر 1981 قام بمجموعة اعتقالات سياسية من أجل قمع السياسيين المعارضين لاتفاقية كامب ديفيد، تم اعتقال ما يزيد عن 1536 من رموز المعارضة السياسية بينما كانت تحية كاريوكا ضمن هؤلاء المعتقلين فقالت له: "خبيتك في بيتي وقت ما كان العالم كله بيدور عليك وآخرتها تعتقلني".
وفي عهد الرئيس الأسبق محمد مبارك أقيم حفل غنائي كبير، وكان فيه كبار الفنانين ومنهم فاتن حمامة وفريد شوقي ماجدة ويحيى شاهين وشكري سرحان وأكثر من 150 فنان من مختلف الأجيال، وفي نهاية الحفل كان هناك تقليد متبع أن يذهب جمع الفنانين ليسلموا على الرئيس وكان أحد كبار المسئولين، قال لجمع الفنانين: "استعدوا عشان تقوموا تسلموا على الريس" بينما ردات وصرخت تحية كاريوكا في وجه هذا المسئول قائلة: "وهو ميجيش يسلم علينا ليه"، فسمعها مبارك بنفسه حتى قام لها وسط ذهول كبير من كل الحاضرين وقال لها: "ومالوا ياست تحية أقوم أسلم عليكي بنفسي".
