لكل قبيلة عاداتها والتي تختلف عن غيرها، حتى لو كانوا في نفس الدولة، وتعتبر قبيلة داني التي تعيش في أمينا بابوا بإندونيسيا، مثال على ذلك فهي تختلف كليا وجزئيا عن بقية العادات والتقاليد التي تتميز بها اندونيسيا، ولتميز هذه العادات واختلافها يسعى أهل القبيلة للحفاظ عليها وتناقلها بين أجيالها، دون النظر لصحتها أو أهميتها في المجتمع الحديث، ومن أبرز هذه العادات:
1. قطع عقل الأصابع
تقوم قبيلة داني في حالات الحزن على الأموات، وخاصة النساء، بقطع عقلة أصبع من أصابعهم، مقابل كل ميت من العائلة، ويستخدمون في قطع الأصابع الحجارة الحادة، أو الساطور، أو السكاكين، ما يضاعف الإحساس بالألم، و تمارس هذه العادة منذ سنوات طويلة، وترجع إلى اعتقاد راسخ لدى القبيلة بأن روح الإنسان تبقى موجودة في المكان عند وفاته، ولارضاء تلك الروح، يجب أن يقوموا بالتضحية، ولاعتقادهم أن أصابع اليد - باختلاف اشكالها - ترمز إلى أعضاء الأسرة، وتعبر عن مدى تلاحمهم وتضامنهم، لذلك عند وفاة أحد الأفراد يجب قطع الاصبع، كرمز جسدي يعكس حجم الألم والفراغ اللذين خلفهما رحيله.
كما تقوم الأمهات اللواتي يفقدن أطفالهن الرضع، بقضم الاصبع الصغيرة لمواليدهم الجدد، كي يبعد عنهم شبح الموت، حيث يعتقدن أن هذه العادة تطيل عمر المولود، وتجعله مختلفا عن الآخرين.
2. تلطيخ الأجساد بالطين
وخلال مراسم العزاء؛ يقوم أهالي القبيلة، بتلطيخ أجسامهم بالطين لفترة زمنية معينة،كنوع من الحداد على الميت، حيث يعتبرون أن الطين يرمز إلى عودة الروح إلى طبيعتها الأصلية.
3. تحنيط الأموات
تلجأ قبيلة داني، للحفاظ على أجسام موتاهم الذين يكون لديهم دور قوي في القبيلة مثل محاربيهم والأقوياء منهم كرمز للفخر، وذلك من خلال تحنيطهم بالتدخين، رغم أن هذا الأسلوب لم يعد يمارس إلا نادرًا، كما أن قبائل داني لا تزال تحافظ على عدد من المومياوات كرمز لاحترامهم لأسلافهم، ومن هذه الموميات، مومياء كورولو، والتي يقال إن عمرها لا يقل عن 370 عاما.
4. العيش مع تقاليد العصر الحجري
تعيش القبيلة على زراعة كل ما تحتاجه، ويعتمدون على التجارة بين القرى، ولا يزالون يطبخون باستخدام النار ويعيشون بشكل منفصل في منازل مخصصة للنساء وأخرى للرجال.
5. كوتيكا للرجال ونوكين للنساء
يرتدي رجال القبيلة قطعة غير عادية من الملابس الداخلية تسمى "كوتيكا" و"جراب القضيب"، أما النساء فلديهم وجهة نظر متحررة تجاه الملابس، حيث يرتدن "تنانير" مصنوعة من الألياف الساحلية المنسوجة، والمزينة بالأكياس والقش، كما تلبس في الرأس ما يسمى بـ"نوكين".
6. معارك أغسطس الوهمية
تنظم القبيلة في شهر أغسطس من كل عام، معارك وهمية مع القبائل المجاورة حيث تحضر كل القبائل "داني ويالي ولاني" أفضل المحاربين لخوض المعركة الوهمية وإظهار ثقافتهم الغنية؛ للاحتفال بالخصوبة فضلا عن دعم التقاليد القديمة.
7. طبخ الخنازير
ومن ضمن هذه التقاليد حفل طبخ الخنزير، حيث يؤدي أفراد القبيلة، رقصة المحارب، ويشعلون النار باحتكاك الخشب، فيما يتم ذبح الخنازير بسكاكين من شظايا الخيزران قبل طهيها مع الخضار.
8. الود والترحاب
رغم سمعة قبيلة داني المخيفة وسط القبائل المحيطة، لما يعرف عنهم بأنهم من أشرس الصيادين، إلا أنها قبيلة ودودة ومضيافة للزوار، حيث يتوافد على المنطقة التي يقطنون بها السائحون للبعد عن صخب المدينة وضوضائها، ولمشاهدة القبائل البدائية التي تسكن هذا الوادي، حيث يعتبر هم السكان الأصليين للوادي، لأنهم يسكنون به منذ قرون منقطعين عن متاع الحياة وتقدم الحضارات
