تنظر اليهم وكأنهم فى رحلة ترفيهية، ولكن فى واقع الأمر هم يعيشون مأساة حقيقية منذ سنوات مضت، ولا يعلمون الى متى يعيشونها، انهم طلاب العبارات النيلية كما أطلق عليهم، وهم الطلاب الذين ينتقلون من المنازل الى المدارس، عبر عبارات نيلية قد تحمل الخطر الكبير فى طياتها.
العبارات النيلية هي الوسيلة الوحيدة فى بعض الاماكن للتنقل من شرق النيل إلى غربة فى بعض اماكن وجزر سوهاج، وتمثل تلك العبارات والمراكب خطر كبير يهدد حياة المئات فى سوهاج بسبب ركوبهم لها وبأعداد كبيرة، دون توافر أدنى شروط الأمن والأمان والسلامة فى تلك العبارات والمراكب النيلية.
يركب الطلاب من الذكور والإناث تلك العبارات كل صباح للذهاب إلى المدارس واخر اليوم الدراسي للعودة الى منازلهم، وسط تهديدات لا حصر لها من الخوف الذى يراودهم أثناء وجودهم على سطح الماء.
ومن ابرز العبارات فى سوهاج والتى تمثل خطورة كبيرة على التلاميذ وكافة الركاب، معدية الخزندارية بطهطا التى تربط بين شرق النيل قرية الخزندارية ومدينة طهطا غرب النيل.
ايضا معدية الشورانية بمركز المراغة والتي تربط مدينة المراغة غرب النيل بقرية جزيرة الشورانية بالنيل، بالإضافة الى معديات حديقة الزهور و جزيرة قرمان وبعض المعديات الأخرى في مركز المنشاة والتي تمثل خطورة شديدة على الركاب لعدم توافر سبل الأمان بها.
يقول "احمد محمود"، عامل، من مركز طهطا، شمال سوهاج ويتردد على مدارس جزيرة الخزندارية: ان الآلاف من أهالي مركز طهطا والقري والنجوع المحيطة به والمئات من طلاب المدارس، مضطرين يوميًا لعبور النيل للوصول للبر الغربي والشرقي كلا على حسب احتياجه، وجميعهم معرضون للموت غرقًا على متن تلك العبارات النيلية.
وأضاف "هشام الطويل" انه قد يضطر التلاميذ للعبور علي مركب صيد صغير ومتهالك، يتكدسون فيها في الذهاب والاياب، يفتقد أبسط وسائل الأمان، وكثيرًا ما تعرض هذا المركب للغرق، ولابد من إنشاء كوبري على النيل لربط مركز طهطا بقرية الخزندارية، بدلا من هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر التى لا يحمد عقباها.
ويؤكد "عبد الناصر محمود" أحد المترددين على العبارة انها تمثل خطورة كبيرة بسبب زيادة الحمولة من سيارات وحيوانات بالإضافة الى الاهالي والطلاب الذين يحشرون عليها بطرق غير جيدة، مما يعرض تلك العبارات للغرق فى اي وقت بسبب زيادة الحمولة وتهالكها بعض الشيء.
فيما اكد حسام محمدين رئيس مركز ومدينة طهطا شمال محافظة سوهاج، أنه يتم عمل صيانة دورية لتلك العبارات النيلية التى ترط بين الخزندارية وطهطا، وانها تعمل من الصباح الباكر وحتى دخول الليل باخر النهار نقلا للكبار والصغار والطلاب من والى مدرسة طهطا.
