طباعة

منظومة "أس- 300" على أرض سوريا.. إنتقام غير مباشر وإختبار يحسم طبيعة العلاقات الروسية الإسرائيلية

الأربعاء 26/09/2018 02:31 م

عواطف الوصيف

الصراع السوري الإسرائيلي في سوريا

قررت روسيا تزويد نظام بشار الأسد، بصواريخ مضادة للطائرات من طراز "إس -300"، تلك الخطوة التي قامت بها وزارة الدفاع الروسية، بعد أن سقطت إحدى طائراتها الحربية في قاعدة حميميم السورية، والتي ثبت أن إسرائيل هي السبب الرئيسي في ذلك، نظرا للغارة الجوية التي وجهتها ضد سوريا، وهو ما يجعل خطوة الدفاع الروسية التي تتمثل في تزويد سوريا بطائرات " إس-300"، وكأنها ضربة إنتقامية غير مباشرة ضد إسرائيل.
صواريخ أس - 300 الروسية
صواريخ أس - 300 الروسية
تعقيب إسرائيلي
حتى هذه اللحظة يبدو أن كل ما يصدر عن إسرائيل، هو مجرد تصريحات رسمية تصدر عن مسؤولين إسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي جميعها تتفق في محاولة التظاهر باللامبالاة وإقناع العالم اجمع، أن إسرائيل لا تبال بمنظومة الصواريخ التي حصلت عليها سوريا، لكن ربما نكون في حاجة إلى القيام بجولة معلوماتية مع الصحف الإسرائيلية ذات التوجه العبري، للكشف عن الرؤية الفكرية، وتحليلها لموقف إسرائيل من خطوات روسيا العسكرية تجاه سوريا.
نتنياهو
نتنياهو
مفاجأة غير متوقعة
ترى صحيفة "هآرتس" العبرية، أن قرار روسيا بتسليم صواريخ "أس-300"، إلى النظام السوري، يعد مفاجأة بالنسبة لإسرائيل لم تكن محسوبة على الإطلاق، معتبرة أن إسرائيل قد ل تتمكن من تداك أبعادها او نتائجها، حتى مع العلاقة المتميزة التي تجمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وترى الصحيفة أن هذه المشكلة لا يمكن تجاهلها لأن الخطوات الروسية، ووفق فكر " هآرتس " العبري سيضع قيوداً كبيرة على حرية تصرف إسرائيل في سوريا.


لن تجدي نفعا
أعربت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن رؤيتها هي الأخرى، فهي تعتبر أن الخطوة التي أتخذتها روسيا، ونقل صواريخ "S-300" إلى النظام، مع وجود منظومة "S-400" الأكثر تقدماً والتي نشرتها روسيا بالقرب من قواعدها في شمال غرب سوريا، لن، تجعل إسرائيل تتوقف عن محاولتها المسلحة أو تجبرها على إيقاف هجماتها، والسبب يعود إلى تدرب سلاح الجو الإسرائيلي على المهام التي يتعين فيها على الطائرات الإسرائيلية التعامل مع بطاريات "S-300"، التي باعها الروس إلى قبرص، والتي هي الآن تحت سيطرة اليونان، ولهذا فإن القوة الجوية الإسرائيلية، تستطيع تقليل المخاطر عند مواجهة أنظمة دفاع جوي كهذه.
القوات الإسرائيلية
القوات الإسرائيلية في سوريا
مرحلة حاسمة
أعربت "يديعوت أحرونوت" أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة جدا، لأنها ستكون إختبار حقيقي وصعب للعلاقات الثنائية التي تربط بين روسيا وإسرائيل، خاصة وأن الخطة التي أقدمت عليها روسيا تأتي  بعد صدور تحذير استخباراتي جديد يتعلق بمحاولة إيران القيام بعملية تهريب أسلحة إلى لبنان بالقرب من القواعد الروسية في شمال غرب سوريا، أما المعضلة القادمة، بحسب الصحيفة، تتمثل في الكيفية التي ستتصرف فيها إسرائيل بعد تفاقم الأزمة، خصوصاً مع تصميم إيران مواصلة شحناتها من الأسلحة إلى "حزب الله" وإصرار إسرائيل على مهاجمة مثل هذه الشحنات.
إيران وحزب الله
إيران وحزب الله
شيء ملفت
من المعروف أن روسيا أتهمت إسرائيل في المقام الأول، وأعتبرت أنها هي المسؤولة الأولى عن إسقط طائراتها في حميميم السورية، وبناءا عليه بدأت توجه لها سلسلة من الإتهامات، وهو ما جعل "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تعرب عن تعجبها بسببه، فقد قالت إن موسكو ليس بمقدورها حتى اتهام الجهة الأساسية المسؤولة عن الحادث "حليفها، نظام الأسد" واعتبرت أنه لمن المدهش ألا يظهر اللوم على قوات الدفاع الجوي التابعة للنظام حتى في البيان الرسمي الذي أصدرته وزارة الدفاع الروسية، موضحة أنه من الملفت للنظر أن تتم الإشارة فقط إلى الجيش الإسرائيلي وتحميله المسؤولية كاملة ووصفه بأنه غير مهني أو "مهمل جنائياً، على أقل تقدير" دون أي ذكر للقيادة السياسية في إسرائيل.

رؤية عسكرية
لم تكتف " جيروزاليم بوست" بعرض رؤيتها، فقد حرصت على الإشارة إلى رؤية طيارين إسرائيليين، ممن وصفتهم بذوي الخبرة، الذين أعتبروا أن ادعاء الروس بأن الطائرة الإسرائيلية قد اختبأت وراء طائرة التجسس الروسية، غير معقول ولا يتماشى حتى مع العملية التشغيلية المتعارف عليها، أما وفيما يتعلق بالادعاء الروسي الثالث، بأن إسرائيل خدعت روسيا حول المنطقة التي ستستهدف الهجوم، فهو غير منطقي، لأن إسرائيل أبلغت الروس بان العملية ستستهدف شمال غرب سوريا، وليس شمالها كما قال الروس.
العلاقات الروسية
العلاقات الروسية الإسرائيلية
الخلاصة..
تتباين الرؤى الإسرائيلية، من النواح الصحفية، أو الرؤى العسكرية، لكن يستلزم الإنتباه إلى أن سوريا، تشكل خطورة غير عادية بالنسبة لإسرائيل، بسبب كل من إيران، وحزب الله، وهي تخشى على ما تعتبره حق لها، وهو هضبة الجولان، ففي ظل تزويد القوات السورية بمنظومة رائدة من الصواريخ المتطورة فستعمل إسرائيل على إتخاذ كافة الإحتياطات اللازمة، خاصة وأن الخطوة التي أتخذتها روسيا المقصود بها استهداف إسرائيل، أكثر من مجرد مساعدة نظام بشار الأسد.