طباعة

نساء لا تنسى..الإمبراطورة الرومانية ماريا تيريزا

الخميس 27/09/2018 06:12 م

أمل عسكر

ماريا تيريزا

ليس فقط الملوك رجال على مر التاريخ هما من يتقلدون الحكم ويصبحون ملوك، ويوجد الكثير من السيدات التي حكمت العالم واستطاعت أن تكون ملكة قوية وكونت جيوش غزت بها العالم وانتصرت في كثير من الحروب، اليوم سنتحدث عن الإمبراطورة الرومانية ماريا تيريزا.

ماريا تيريزا هي إمبراطورة رومانية مقدسة القرينة، بحكم القانون كانت ملكة المجر وبوهيميا، وأيضا هي ذات نفوذ قوي في الشؤون الأوروبية وواحدة من أحكم وأقدر الحكام في تاريخ النمسا، وقامت بمساعدة مستشارها الذي كان شديد الذكاء ورئيس الوزراء الأمير كوينتن بإدارة الشؤون الخارجية بمهارة، وعملت اصلاحاتها الاقتصادية على زيادة رفاهية إمبراطوريتها، وكان لها 16 من الأبناء والبنات، كانت إحداهنّ ماري أنطوانيت ملكة فرنسا.

ولدت عام 13 مايو 1717 م بفيينا، وكان والدها الإمبراطور "تشارلز السادس"، آخر رجل وريث من عائلة هابسبيرج، وفي عام 1724 م قام بالإعلان العام عن قرار بمرسوم، جاء في هذا المرسوم بأن ترث ماريا تيريزا أراضيه ومملكته بعده، وقد تقبل حكام الدول الرئيسية بأوروبا هذا المرسوم، ووعدوا ألا يعتدي أحد على أراضي ماريا تيريزا.

شاركت في الحرب، وفيها لم تسلم إلا لفردريك وأبلت في السياسة الحربية، وفي اتساع النظرة وإلحاح الهدف، وفي الشجاعة تواجه الهزيمة، وحينها قال فردريك عنها في 1752 "إذا استثنينا ملكة المجر وملك سرينيا الذي انتصرت عبقريته على تعليمه الرديء، لم نجد في ملوك أوربا وأمراؤها كلهم غير معتوهين مشهورين.

حيث فاقتها في فن الحكم إليزابيث الأولى ملكة إنجلترا من قبلها، وكاترين الثانية قيصرة روسيا من بعدها، ولم يأتي بعدها ملكات غير هاتين يفوقوها، وكانت في رأي فردريك "طموحًا محبة للثأر".

وقال عنها الأخوان جونكور "ذهنًا متوسطًا جيدًا يرافقه قلب محب، وإحساسًا سليمًا بالواجب، وقدرات مذهلة على العمل، وحضورًا قويًا وجاذبية غير عادية...أمًا حقيقية لشعبها". وكانت غاية في اللطف مع كل من لم يهاجم إمبراطوريتها أو إيمانها، وعلى سبيل المثال نذكر استقبالها الحار لأسرة موتسارت في 1768، وأيضا أم فاضلة، ورسائلها لأبنائها نماذج في الرقة والحكمة. 

ماريا تريزا لم تكن ملكة مستبدة مستنيرة، أنها وطدت ملكها في جميع القلوب بدماثة طبع وشعبية لم يؤتهما غير قلة من أسلافها، وقد ألغت المراسم والقيود من بلاطها، وقد أصدرت المراسيم المتعصبة ضد اليهود والبروتستانت، وظلت كاثوليكية صادقة إلى النهاية، وشهدت في هلع تسرب الشكوك الدينية إلى فيينا من لندن وباريس، وحاولت أن تصد هذا التيار بتشديد الرقابة على الكتب والدوريات، ومنعت تدريس الإنجليزية "لطابع هذه اللغة الخطر من حيث مبادئها الدينية والخلقية المفسدة".

وأمرت بتطويل تنانير النساء في أسفلها وقمصانهم في أعلاها ونظمت جيشًا من ضباط العفة خولت لهم القبض على أي امرأة يشتبه في احترافها البغاء، وشكا كازانوفا من أن "تعصب الإمبراطورة وضيق عقلها جعل الحياة شاقة على الأجانب بوجه خاص.