طباعة

جمال عبدالناصر على الجبهة .. ماذا قدم الرئيس للجيش بعد هزيمة 1967؟

الجمعة 28/09/2018 03:46 م

أنهار بكر

ناصر في زيادة للجبهة خلال الاستنزاف

"زعيمًا بحجم أمة" هكذا وصف المحلل السياسي الفلسطيني محمد رشيد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، لطالما حلم ناصر باليوم الذي يسترد فيه أرض سيناء بعدما سلبها العدو في هزيمة 1967.

رأى العالم أجمع الهزيمة التي تعرضت لها مصر ووقفت مكتوفة الأيدي حتى أن الشعب نفسه قد تساءل أين أصدقاؤنا السوفييت، ولذلك رأى عبد الناصر انه من واجبه أن يزيل أثر العدوان والهزيمة التي تعرضت لها البلاد بأي ثمن.

عبد الناصر وحرب الاستنزاف
كان حرب الاستنزاف تعبيرًا أطلقه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، على العمليات العسكرية التي بدأت من يونيو1968، بين القوات المصرية الموجودة في شرق القناة والقوات الإسرائيلية التي احتلت أرض سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
بعد انتهاء حرب الأيام الستة والهزيمة التي لحقت بالجيش المصري شن عبد الناصر حربًا شرسة وغير شاملة شملت تبادلات لإطلاق النار على امتداد خط بارليف، وقامت قواتنا بالعديد من العمليات التي لا تُنسى.
عبد الناصر وحرب 1973
بدأ لهيب المعركة التي شنها ناصر بالاشتعال واستشاطت إسرائيل غضبًا، فبدأت بقصف الأهداف المدنية والعسكرية في عمق الدولة المصرية، ففي يناير1970 أغارت الطائرات الإسرائيلية على التل الكبير ودهشور وبعض مدن الدلتا، وفي فبراير من نفس العام وجهت ضرباتها إلى أبو زعبل وحلوان وكانت الخسائر في منطقة أبو زعبل ما يقرب من 70شهيد، وفي أبريل أغارت على مدرسة بحر البقر فاستشهد ما يقرب من 30تلميذًا.
من هنا استشعر عبد الناصر خطورة الموقف والهمجية الإسرائيلية التي تحدث على ساحة القتال، ووفقًا لما رواه عبد الغني الجمسي في مذكراته أن الرئيس عبد الناصر ذهب إلى موسكو في عام 1970 لشرح الموقف المصري العربي للاتحاد السوفييتي، وطلب العديد من الأسلحة والمعدات الأكثر تقدمًا.
أهم لقاء دار مع السوفييت بعد1967
أشار الفريق أول محمد فوزي في كتابه حرب الثلاث سنوات، وهو الذي رافق ناصر في رحلته لموسكو ومعه لجنة عسكرية، إلى أن هذا اللقاء كان أهم لقاء مع القادة السوفييت منذ عام1967، فقد قام ناصر بتصعيد المباحثات وتطويرها لدرجة أنه هدد أمام السوفييت انه قد يترك الحكم لزميل آخر للتحالف مع أمريكا، وذلك لصعوبة المرحلة التي يمر بها الشعب المصري.
وأوضح ناصر خلال هذا اللقاء أن الدفاع الجوي المصري ليس بالقوة الكافية التي تجعله يتصدى لغارات العدوان في عمق القاهرة، فطلب ناصر 3وحدات كاملة من صواريخ سام3، وأسراب كاملة من الميج 21المعدلة، ورادارات متطورة للإنذار والتتبع كل ذلك بأفرادها السوفييت.
هذا وقد برر ناصر طلبه للمعدات مع قوادها السوفييت، إلى أن الوقت ليس في صالحنا لأن تدريب المصريين على الأسلحة الجديدة سيستغرق وقتًا طويلًا، وأثناء جلسة المباحثات في يوم25يناير1970 أعلن الرئيس بريجينيف موافقة اللجنة المركزية ومجلس السوفييت الأعلى على طلب ناصر.
بيان السوفييت بعد الصفقة التي أبرمها مع ناصر
قال السوفييت أن هذه هي المرة الأولى من نوعها التي يخرج فيها جندي سوفييتي لدولة أخرى صديقة منذ الحرب العالمية الثانية، وملخص نص البيان كالآتي.
ـ الموافقة على إمداد مصر بفرق كاملة من الصواريخ والمعدات خلال مدة أقصاها شهر.
ـ تزويد مصر بقوة 3لواءات جوية من 95طائرة ميج21 لتعمل تحت القيادة المصرية، بالإضافة إلى 50طائرة سوخوي9 و10طائرات ميج21 تدريب.
ـ إمداد مصر بأربعة أجهزة رادار
ـ أن تعمل مصر على تجهيز الدفاعات والتحصينات والمرافق الإنشائية لهذه المعدات قبل وصولها.
ـ تواجد الجنود السوفييت في مصر تواجدًا مؤقتًا لحين تدريب القوات المصرية على المعدات الجديدة.
ناصر وخطة العبور
كان الرئيس عبد الناصر قد صدق قبل وفاته على الخطة "جرانيت" وهي الخطة المختصة بالعبور، وأقر أيضًا الخطة 200 التي ناقشت الشق الدفاعي لمنع حدوث ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث.
هذا وقد أكد الفريق الشاذلي في شهادته عن حرب أكتوبر أن شبكة القواعد الصاروخية انتهى بناؤها نهائيًا في عام1970 وقد كانت هي مظلة الأمان للقوات البرية وقت العبور بعمق 10:15كم.
لذلك حتى بعد وفاة عبد الناصر، ظلت مكانته بقلب كل فرد من أفراد القوات المسلحة، فكان هو في مثواه الأخير وحبه في قلب كل جندي على الجبهة.