طباعة

محمد الدرة.. فارس رفض التخلي عن أبيه وسط الرصاص وصار نبراسا يتباهى به الأبطال

الأحد 30/09/2018 05:03 م

عواطف الوصيف

محمد الدرة

محمد الدرة.. سيف كسر قلوب العرب، واثبت حقارة الكيان الصهيوني، فمنذ ثمانية عشر عاما رحل الدرة عن عالمنا ليذهب إلى ربه شهيدا، وهي منزلة ومكانة غالية يسعد بها كل عربية، ويتمناها، لكن الطريفة التي تلق بها الدرة رصاصة الغدر الإسرائيلي، هي التي كسرت قلوب العالم أجمع.

أنتفاضة دائما
دائما ما يعيش الشعب الفلسطيني، في حالة أنتفاضة مستمرة، في مواجهة قوات الإحتلال الإسرائيلي، يدافع عن الأرض ويعمل على أسترداد احق، الذي تعمدت إسرائيل سلبه عنوة ودون أي حق، لكن أنتفاضة عام 2000، كانت مختلفة ومميزة.

القدس
القدس
أسباب أندلاع انتفاضة 2000
مع نهاية  عام 1999 ساد شعور عام بالإحباط لدى الفلسطينيين لانتهاء الفترة المقررة لتطبيق الحل النهائي بحسب إتفاقيات أوسلو والشعور بالإحباط بسبب المماطلة وجمود المفاوصات بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني بعد مؤتمر قمة كامب ديفيد، وتوضّح أن محاولة الصهاينة"إسرائيل" بدعم من الولايات المتحدة فرض حل على الفلسطينيين بعيداً عن قرارات الشرعية الدولية، هذا بخلاف عدم إلتزام إسرائيل بالعديد من الجوانب التي تم الاتفاق عليها في أوسلو .

ممارسات إسرائيل
ممارسات إسرائيل
سياسة الإعتقال والإغتيالات
أستمرت إسرائيل في إتباع  سياسة الاغتيالات والاعتقالات والاجتياحات لمناطق السلطة الفلسطينية ورفض الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. بالإضافة إلى استمرار بناء المستوطنات واستبعاد عودة اللاجئين واستبعاد الانسحاب لحدود حزيران 1967، جعل الفلسطينيين متيقنين بعدم جدوى عملية السلام للوصول إلى تحقيق الاستقلال الوطني. وفي ظل هذا الشعور العام بالإحباط والاحتقان السياسي، قام رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرئيل شارون باقتحام المسجد الأقصى وتجول في ساحاته وقال ان الحرم القدسي سيبقى منطقة إسرائيلة مما أثار استفزاز المصلين الفلسطينيين فاندلعت المواجهات بين المصليين وجنود الاحتلال في ساحات المسجد الأقصى فسقط 7 شهداء وجُرح 250 وأُصيب 13 جندي إسرائيلي وكانت هذه بداية أعمال الانتفاضة.
أريل شارون
أريل شارون
مرور الدرة
في الثلاثون من سبتمبر من عام 2000، وخلال أقوى مراحل الإنتفاضة الفلسطينية، في أقوى مراحلها، مر رجل بسيط، نجارا يبحث عن قوت يومه ليجد لنفسه وأولاده الرزق، الذي يعينهم على العيش، هو جمال الدرة، وكان معه أبنه محمد الذي لم يتعد الـ 12، وربما كان مروره هو الجريمة التي قررت إسرائيل معاقبته عليها.

توسل ورجاء
كانت المواجهات حامية بين قوات الإحتلال الإسرائيلي، والشباب من أبناء فلسطين، الذين يمارسون حقهم في الدفاع عن أرضهم ووطنهم، وقف جمال الدرة ومعه أبنه محمد الذي يحتمي به، خلف أحد البراميل الكبيرة، يتطلع ويتوسل قوات الإحتلال أن تفسح له المجال لكي يتمكن من المرور بأمان هو وولده، خاصة وأنه لم يحاول المشاركة في الهجمات المسلحة، وهذا ليس جبن منه أو تخلي عن مسؤوليته تجاه وطنه، لكن خوفا على أبنه، الذي معه، وكان الرد على توسلاته دليل على الإجرام واللاإنسانية.
محمد الدرة مع أبيه
محمد الدرة مع أبيه
استشهاد فارس
تعمدت قوات الإحتلال وبرصاص الغدر، قتل محمد الدرة، ليلق ربه شهيدا، بعد أن مات في حضن أبيه، وبم ترحم توسلات أبيه، ولم يحاولون ترك فرصة أو مجال لكي يمر بأمان، على الرغم من أنهم لاحظوا عدم مشاركته في أي مواجهات أو هجمات مسلحة.

استشهاد الدرة
استشهاد الدرة
بعد الإعتراف إسرائيل تتراجع
أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية تحمّلها المسؤولية، كما أبدت إسرائيل في البداية، أسفها لمقتل الصبي، ولكنها تراجعت عن ذلك، عندما أشارت التحريات إلى أن الجيش الإسرائيلي ربما لم يطلق النيران على الدرة، وعلى الأرجح أن الفتى قتل برصاص القوات الفلسطينية، لكن هذا أمر طبيعي، فمنذ منى وإسرائيل تعترف بخطأها أو جرائمها.

ما بين الماضي والحاضر
لقي الدرة ربه شهيدا منذ 18 عاما، وكان ذلك في قلب قطاع غزة، وفي ظل إحدى الإنتفاضات الفلسطينية ضد قوى الإحتلال، لكن الأمر لم يتغير كثيرا الآن فما تشهده غزة يؤكد على سوء الأوضاع أكثر، وذلك بسبب ممارسات وإنتهاكات قوات الإحتلال الإسرائيلي، تلك الممارسات التي تزيد من إصرار أبناء فلسطين للوقوف ضد قوى الظلم، الصهيوني، وهذا الإصرار جعل ممثلي الرؤى الإعلامية ومن قلب تل أبيب، يؤكدون أنه لا فائدة من كل الممارسات التي تقوم بها إسرائيل، لأن الشعب الفلسطيني، بات رافضا تماما مجرد فكرة تواجدهم ويصرون على محيهم وإبادتهم، ولعل ما نشرته صحيغة " هأرتس " العبرية اليوم، خير دليل على ذلك.
مسيرات العودة في
مسيرات العودة في قطاع غزة
رؤية عبرية
حذرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، من أن قطاع غزة على حافة الانفجار، وأن التهديد لم يعد يجدي نفعًا في التعامل مع سكانه، مؤكدة أن السياسة الإسرائيلية تكتفي بالبحث عن الردع"، متسائلة في الوقت نفسه: "بماذا يمكن تهديد الغزيين اليوم لتحقيق الردع".

وقالت " هآرتس ": "هم يعيشون في سجن كبير منذ 11 عامًا، دون وقود أو كهرباء أو مياه صالحة للشرب، ودون مصادر دخل وقريبًا دون مساعدة إنسانية"، منوهة أن السبب يعود لغياب بديل للمساعدة.