طباعة

صورة لا تنسى .. هذا المنظر صنع التاريخ وغير البشرية

الإثنين 01/10/2018 02:31 م

وسيم عفيفي

صورة لا تنسى

لا تبدو أي ملامح في هذا المنظر لكن يبقى هذا الشكل هو صورة لا تنسى على مدار التاريخ الإنساني، حيث بدأ معها معرفة البشر بموضوع التصوير الفوتوغرافي.

دخل جوزيف نيبس الفيزيائي والمخترع الفرنسي التاريخ من أوسع أبوابه عبر صورة لا تنسى في الذاكرة الإنسانية، حيث نجح في إجراء أول محاولة للتصوير الفوتوغرافي، والتقطت أول صورة فوتوغرافية في التاريخ، حين عرض سطح حساس للضوء سنة 1826 م، واستغرق تصوير هذه الصورة 8 ساعة في ساحة مدينة جراس بفرنسا.
جوزيف نيبس
جوزيف نيبس
وفتحت هذه الصورة له عملاً مع المخترع والمصور لويس داجير وأجريا تحسينات على طريقة إعداد فيلم التصوير.
كانت هذه صورة لا تنسى لكن صاحبها نُسِي نهائياً حيث مات ولم يرى تحقيق مشروعه في التصوير الفوتوغرافي أو حتى تطوره في فرنسا.

ساعدت صورة جوزيف نيبس على نجاح لويس داجير في تطوير التصوير الفوتوغرافي، لينجح في اخترع طريقة قديمة في التصوير الفوتوغرافي عرفت بالداجيروتايب.
صورة جوزيف نيبس
صورة جوزيف نيبس
مسيرة داجير تبدأ حين بدأ حياته رساماً، وينجح وهو في سن الثلاثين أن يتوصل إلى اختراع طريقة يعرض اللوحات الفنية مستخدماً أسلوباً معيناً في الإضاءة، وعندما كان مشغولاً بهذا الفن حاول أن يجد طريقة لنقل مناظر الطبيعية بصورة آلية - أي تصويرها وليس رسمها. جاءت محاولاته الأولى من أجل اختراع كاميرا فاشلة تماماً، وفي سنة 1827 التقى برجل آخر وهو جوزيف نيبس، وكان يحاول اختراع كاميرا، وقد وفق في ذلك إلى حد ما.

بعد ذلك بسنوات قرر الاثنان أن يعملا معاً؛ وفي سنة 1833 توفي نيبس، ولكن أصر داجير على أن يمضي في محاولاته، وفي سنة 1837 نجح داجير في ابتداع نظام عملي للتصوير الفوتوغرافي، وقد أطلق عليه اسم نظام داجير. 
وفي سنة 1839 قام بعرض محاولاته علناً دون أن يسجل اختراعه هذا، وفي مقابل ذلك قررت الحكومة الفرنسية معاشاً سنوياً لداجير وابن نيبس، وقد أدى اختراع داجير هذا إلى اهتمام عالمي. 
صورة لويس داجير
صورة لويس داجير
وكانت صورة داجير بمثابة ثورة في التصوير حيث ظهرت أول صورة لشخص يظهر في أسفل يسار الصورة واقفاً في انتظار تلميع حذائه، وقد التقط هذه الصور لويس داجير عام 1838 أو أوائل 1839 م.

وكان لويس داجير هو من أوائل المتوصلين إلى فكرة تكوين الصورة التي أوضح فيها عبر دراسته أن الصور البيضاء والسوداء المعتمدة على الفضة، ربما تتعدل بواسطة (التلوين) باستخدام الكيمياء لإنتاج صور ملونة مختلفة، مثل تفاعلات الفضة مع الثيوسولفات في محلول حمضي لإنتاج الكبريت الذي يتفاعل مع الصور الفضية للحصول على صور فوتوغرافية (ذات لون بني داكن) من كبريتيد الفضة.