طباعة

أعظم جنازة شهدها التاريخ .. زعماء شيعوا جثمان جمال عبدالناصر

الإثنين 01/10/2018 06:04 م

شيماء اليوسف

ذكرى رحيل جمال عبدالناصر

في مثل هذا اليوم، الأحد الأول من شهر أكتوبر، عام 1970م، رحل الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، منذ قرابة ست وأربعين عاما، كان قائد وزعيم عربي من صعيد مصر تعلق الشعب المصري به وكان أكثر الرؤساء الذين مروا على تاريخ مصر شعورا بحياة الفقراء وارفاقا بها، تمكن خلال حياته من بسط نفوذه على المستوى العربي والاقليمي، مما جعله يتميز بمكانة عالية لدى الجماهير والقيادات في معظم الدول العربية.
جنازة جمال عبدالناصر
جنازة جمال عبدالناصر
إن المكانة العالية التي حظي به الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في قلوب العرب بشكل عام، جعل جميع  رؤساء الدول العربي يوفدون إلى مصر حتى يشاركوا في تشييع جثمانه، ماعدا الملك فيصل، العاهل السعودي، مثلت هذه الجنازة توثيقا عربيا لأهم الجنازات التي شهدها التاريخ، نظرا لكثرة المشيعين.
بيان رحيل جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر والسادات
جمال عبدالناصر والسادات
بعدما أذاع الرئيس الأسبق محمد أنور السادات بيانا يعلن فيه عن رحيل الزعيم الاشتراكي، والذي تولى رئاسة مصر بعد رحيل جمال عبدالناصر بثلاثة أشهر ووقتها كان نائبا للرئيس، وقد شيعت الجنازة من القاهرة، وقد حضرها، الملك الحسين طلال بن عبدالله، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، ويقال أن بن طلال بكى رحيل ناصر في حزن وألم.
الزعماء الذين شيعوا جثمان عبدالناصر
جنازة جمال عبدالناصر
جنازة جمال عبدالناصر
كان الراحل جمال عبدالناصر، صديقا مقربا ل "ياسر عرفات"  الرئيس الأسبق لدولة فلسطين، خاصة بعد أحداث 1948م، وكان من أوائل الزعماء العرب المشيعين ل"ناصر" ووقتها كان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، مقيما في القاهرة، مما مكنه أن يكون في أوائل الحاضرين، وقد عايش عرفات حوداث تاريخية ونضال سياسي مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خاصة معاركه ضد الكيان الصهيوني. 
جمال عبدالناصر وياسر
جمال عبدالناصر وياسر عرفات
معمر القذافي يبكي رحيل عبدالناصر
جمال عبدالناصر والقذافي
جمال عبدالناصر والقذافي
جمعت بين جمال عبدالناصر والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي صداقة قوية، وكان القذافي يعتبر "ناصر" مثله الأعلى خاصة في اهتمامه بالمجالات السياسية والأقتصادية، وكان يعتبره بطلا قوميا، نجح في تنفيذ قواعد الوحدة العربية ورفض الاستعمار الغربي، وكسر أنياب النظام الرأسمالي، ولهذا الحب العتيق، لم يتحمل فراق صديقه الروحي، حتى أن القذافي أغمي عليه في جنازة "ناصر" مرتين، واستقدم القذافي وفدا للعزاء وحضور الجنازة كان على رأسهم الرائد الليبي عبدالسلام جلود علي. 


وقد شيع عدد من الرؤساء العرب جثمان الراحل جمال عبدالناصر بالأسى والحزن، كالرئيس السوري حافظ الأسد، الذي أبلغ تعازيه الحارة لأسرة "عبدالناصر" ، رافقه التشييع الرئيس الجزائري أحمد بن بلة مرسلا برقيات من العزاء للحكومة والشعب المصري، الذي بكى رحيل زعيم الأمة كما لقبه الشعب.

5 ملايين مشيع في جنازة عبدالناصر
جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر
كما حضر جنازة الراحل جمال عبدالناصر، رئيس الوزراء الفرنسي "جاك شابان دلماس" إلى جانب حضور رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كيسيجين، وتوالت وفود العزاء القادمة من مختلف الدول الغربية، كما حضر العديد من الفنانين العرب جنازة الرئيس.




قرابة خمسة ملايين مصري، شيعوا جثمان قائدهم وفقيدهم، وفدوا من مختلف المحافظات المصرية من أقصى القرى لأدناها سائرين على أقدامهم أو راكبين عربات تقلهم، من مختلف النجوع والكفور والقرى ليشييعوا الرجل الذي أحبوه بصدق وأخلصوا في حبهم له، حتى مثل المشهد سرداق عزاء كبير، لم يشهد التاريخ المصري جنازة زعيم بهذه الصورة، التي دفعت بتلقيب عبدالناصر ب "حبيب الملايين". 


الحدث العربي الذي لم يتكرر حتى الآن 

جنازة جمال عبدالناصر
جنازة جمال عبدالناصر
كانت جنازة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بمثابة حدث عربي فريد من نوعه، غمرته المشاعر الحزينة الأشد صدقا، لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن ينتج مخرجا مشهدا بهذا الابداع والدقة، الحدث الذي قالت عنه إذاعة مونت كارلو الفرنسية : «من الصعب أن يستعاد هذا المشهد.. ليس ممكنًا فى أى مكان فى العالم أن ترى خمسة ملايين إنسان وهم يبكون بصدق».


الأزمة القلبية التي أودت بحياة جمال عبدالناصر، كانت بمثابة أزمة عاطفية أودت بدموع ملايين من المواطنين، الذين ظلوا يبكون الرجل الذي عاش حياته مؤمنا بالعروبة وبالوحدة العربية، وكارها للعدو الصهيوني، ورافضا التنازل عن هذه البقاع الطاهرة للصهاينة.


كان جمال عبدالناصر بالنسبة للمصريين خاصة والعرب بشكل عام رمزا عريقا للكرامة والوحدة العربية والنضال المناهض للإمبريالية الغربية، وإن كان على الجهة الأخرى من يختلف على حبه ويصفونه بالمستبد، إلا أن جنازته كانت ردا بسيطا على مكانته في قلوب العالم العربي، وقد تعرض "عبدالناصر" لأكثر للعديد من محاولات الاغتيال في حياته، كان من بين هذه المحاولات واحدة نسبت لأحد العناصر المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين.