طباعة

خطة الجيش المصري في حرب أكتوبر .. ربط الأهداف الإستراتيجية بالإمكانيات الهجومية

السبت 06/10/2018 07:24 م

شيماء اليوسف

السادات مع الجيش المصري

منذ نكسة 1967م، والجيش المصري لا تشغله شاغلة إلا أن ينقض على العدو وينتقم منه أشدا انتقام حتى حقق هذا في حرب أكتوبر حين كانوا دائما على استعداد في الهجوم والانقضاض على العدو، والحالة السائدة التي كان يعيشها الشعب المصري وجيشه تتلخص في سؤال، متى يتم العبور وتحرر أرضنا من احتلال الكيان الصهيوني لها.
 ذكرى حرب أكتوبر
ذكرى حرب أكتوبر 1973
بدأت خطة النصر بتنفيذ مشاريع الإستراتيجية الهجومية، وفق الإمكانات التي يمتلكها الجيش المصري حيث شغلت القيادة العامة للقوات المسلحة، والقيادات الميدانية منذ مطلع 1978م، باستطلاع إمكانات الجيش، وقد حرص الجيش على توزيع المهمات الهجومية على الجيش بما يشمل القوات البحرية والقوات الجوية والدفاع الجوي، وكان وزير الحربية هو قائد هذه المشاريع. 
الاعتراف بإمكانات العدو الإسرائيلي والتخطيط لفتك إمكاناته
أسرى العدو الإسرائيلي
أسرى العدو الإسرائيلي
كانت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، تعترف بتفوق إمكانات العدو العسكري في كل المجالات العسكرية، سواء المعدات العسكرية والحربية التي تمتلكها، والطيران الحربي وسلاح الجوي ومجال الاتصالات لاسيما سلاح الإشارة، ومن واقع الاعتراف بكفاءة العدو يكون للنصر قيمته، حيث أنه الكيان الصهيوني المحتل رغم امتلاكه كل هذه المقومات التي جعلت الجندي الإسرائيلي يدخل المعركة وهو مطمئن تماما أنه لن يهزم والثقة العمياء في قوته الإمكانية جعلته يدخل الحرب ليخرج منتصرا.
العقيدة الفاسدة للجندي الإسرائيلي
أسرى العدو الإسرائيلي
أسرى العدو الإسرائيلي
إن عقيدة الجندي الإسرائيلي الذي دخل الحرب ضد جيشنا المصري جاءت قائمة على الاستيلاء والسيادة إذن لم يكن هناك هدف قومي يسعى له، ولا مصر أو سيناء تحديدا أرضه كي يدافع من أجلها، فهو دخل الحرب ليس معتمدا على المهارات القتالية التي تدرب عليها بل دخل الحرب، وهو واثق جيدا من الانتصار، وغرور جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإمكانيات التي يمتلكها جعلته يتناسى تماما الدور العقائدي، الذي لعب دورا حاسما في المعركة. 
دور الإيمان بالأرض والعرض والقضية عند الجندي المصري
الجندي المصري في
الجندي المصري في حرب أكتوبر
حيث أن الجندي المصري المرابط على الجبهة يقاتل، فهو يدافع عن بلده وعن شرفها، يغار عليها ولا يقبل أن يحتل أرضه غريب، وهو على أتم استعداد أن يضحي بنفسه مقابل أن يطرد المحتلين من أرضه، فهو يفضل الموت من أجل أن تعيش بلاده مرفوعة الرأس بينما الجندي الإسرائيلي دخل المعركة لينتصر، وليس ليضحي بنفسه أو يموت. 


 هو جاء يحتل وكل مقومات الحياة يمتلكها، حتى أن خط بارليف نفسه الذي صنعه العدو الإسرائيلي كانت به كل وسائل الترفيه حتى حمامات السباحة صنعت داخله، فلم تسعى القيادة الإسرائيلية أن تشعر جنود العدو الإسرائيلي بأن الأمر مخيف وهناك تضحيات كبيرة وأرواح ستفقد بل جعلت الأمر بسيطا وسينتصروا لا محالة وقد أخذلهم الجيش المصري. 

خطة المشاريع الإستراتيجية  للجيش المصري
 ذكرى حرب أكتوبر
ذكرى حرب أكتوبر 1973
وقد ضمت خطة المشاريع العسكرية لحرب أكتوبر أسلوب من شأنه ألا يتعارض مع الأسلوب العلمي العسكري من ناحية التخطيط الاستراتيجي لهذه المشاريع، وتنص هذه المشاريع الهجومية على أساس ما يجب أن يكون بامتلاك الجيش المصري من أجل خوض الحرب وضمان الانتصار والفتك بالعدو، حتى تتمكن قواتنا المصرية من وضع عملية هجومية ناجحة، يجني الجيش المصري على خلفيتها ثمار الانتصار. 
ربط الأهداف الإستراتيجية بالإمكانات الهجومية 
 ذكرى حرب أكتوبر
ذكرى حرب أكتوبر 1973
وبالرغم من التحدي الكبير الذي حمله قادة الجيش المصري على عاتقهم عندما خططوا بأن الهجوم سيبنى على أساس امتلاك قوة هجومية بنفس الإمكانات التي يملكها العدو وإن كانت غير واقعية، فإنها جعلت القوات المصرية المسلحة تعمل على تطوير وزيادة إمكانياتها وقوتها خاصة خلال السنوات 1969م، و1970م، حتى أصبحت المشاريع الإستراتيجية التي جرت التجهيز لها مجرد طموحات قليلة أمام ما وصلت لها قواتنا المصرية بعد الاستعدادات والتجهيزات. 
 ذكرى حرب أكتوبر
ذكرى حرب أكتوبر 1973
لقد نجحت القوات المصرية المسلحة من ربط أهدافها الإستراتيجية بإمكاناتها، حتى أصبحت ثغرة نقص الإمكانات الهجومية والخطط الهجومية لدى الجيش المصري أمرا منتهيا وتم التخلص منه وعلاجه، بل أغلقت نهائيا قبل 1973م، حتى أصبحت خطة جيشنا المصري للحرب مطابقة تماما للإمكانات الفعلية للقوات المسلحة.