طباعة

العقلية العسكرية في حرب أكتوبر .. كيف تحدت الخيال ؟

السبت 06/10/2018 09:49 م

شيماء اليوسف

ذكرى نصر أكتوبر 1973

كانت عملية الخداع الاستراتيجي التي قام بها الجيش المصري خلال حرب أكتوبر 1973م، لها طابع عسكري خاص، وهذا يعني أن التسليح الذي قامت به قواتنا المسلحة خلال الحرب خرج عن دائرة التقليد، بحيث يستهدف النجاح التام للعبور.
الخبرة والخيال في عقلية القيادة العسكرية 
حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973
لكن.. هل من الممكن أن يلعب الخيال دورا في حرب أكتوبر 1973م، أو استخدام الخيال  جانب الخبرات العسكرية عند القيادة العامة للقوات المسلحة في مواجهة بعض المشكلات التي لاقها جنودنا خلال الحرب لاسيما عبور قناة السويس، وتفجير خط بارليف! وكان إدخال بعض التعديلات على الأنظمة القائمة داخل الوحدات العسكرية، بداية التأهيل العسكري الجديد للقوات المسلحة. 


وقد شملت عملية التجهيزات الخاصة بإمكانات الجيش المصري بحرب أكتوبر 1973م، إنشاء وحدات جديدة موجهة بنظام معين، إلى جانب إدخال تعديلات جديدة على أنظمة الوحدات القائمة، إضافة إلى إدخال معدات جديدة داخل الوحدات القائمة، في إطار أن توازن هذه المعدات بين الأدوات القديمة البدائية التي كانت تستخدم في الحروب الأزلية والمعدات العالمية المتطورة . 

حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973
حصرت القوات المسلحة المصرية بعد تجهيز هذه المعدات والوحدات والأدوات الحديثة المتطورة والقديمة أن تختبر هذه الوحدات اختبارا ميدانيا، وهذا يعني أن تخضع التدريبات الميدانية لظروف تقترب مع ظروف الحرب، وبالكاد سيكون هناك تعديلات أكثر بعد التجريب المتتالي للعمليات العسكرية القتالية، قبل الاستقرار على قرار نهائي. 
مشكلات عبور قناة السويس التي واجهها الجيش المصري
 ذكرى حرب أكتوبر
ذكرى حرب أكتوبر 1973
إن عبور أي قناة أو نهر أمرا يسيرا، لاسيما بعد التطور الحديث الذي اختص بالمركبات البرمائية إلى جانب الدبابات التي بإمكانها أن تغوص في المياه، وهذا بالطبع ينطق على جميع الموانع المائية إذن فهو بالكاد ينطبق على قناة السويس باعتبارها ممر مائي كغيرها من الممرات المائية، ولكن العسكريين الإسرائيليين كانوا يروا أن قناة السويس مانع فريد بذاته إلى جانب الإضافات الاصطناعية التي أضيفت إليها، تجعل من المحال أن تقتحم.

 
شملت قناة السويس مجموعة من الخصائص التي أبدت بكونها مانع عسير في اقتحامه وتمثلت هذه الخصائص في كون أجنابها حادة ومكسوة بالدبش والحجارة التي استخدمت بهدف منع الأتربة والرمال من التدلي إلى القاع، إضافة إلى امتداد عرضها من 180 إلى 200 متر، وهذا يعرقل عبور أي دبابة برمائية على ظهرها، إلا إذا تم نسف أكتاف الشاطئ. 

حرب أكتوبر 1973
حرب أكتوبر 1973
ومن المعضلات أمام عبور المركبات المائية للقناة، أنه إنشاء ساتر ترابي بواسطة العدو الصهيوني على الضفة الشرقية للقناة، وقد بلغ الامتداد ألارتفاعي للساتر الترابي قرابة عشرين مترا، ركز العدو بالتحديد على إقامة هذه الارتفاعات على الأهداف الهامة بالتحديد، وهو ما جعل عبور القناة بوساطة مركبة برمائية يتطلب إزالة هذا الساتر تماما. 
خط بارليف ورعب إسرائيل 
 ذكرى حرب أكتوبر
ذكرى حرب أكتوبر 1973
ولم يكن ارتفاع الساتر الترابي الذي أنشأه الصهاينة على طول القناة أو امتداد ارتفاعه وحدهما هما العوائق التي وضعها العدو الإسرائيلي لجعل عبور قناة السويس أمرا مستحيلا أمام الجيش المصري بل أقاموا خطا دفاعيا على طول القناة، وهو الخط الشهير باسم " خط بارليف" وقد تكون الخط من قرابة 35 نقطة حصينة، وكانت هذه الحصون شديدة القوة بحيث تجعلها قادرة على مواجهة أي قصف مدفعي ثقيل. 


وفوق كل تلك التجهيزات الكثيرة لم تكف العدو الإسرائيلي لم تطمئن قلبه من ناحية الجيش المصري، فقاموا بإدخال سلاح من نوع أخر وهو النيران المشتعلة فوق سطح الخط بهدف حرق كل من يفكر أن يعبر القناة، ولكن الجيش المصري وقواتنا المسلحة قاموا بتجزئة المشكلات التي وضعها جيش العدو الإسرائيلي واستطاعوا أن يتغلبوا على هذه المشكلات، إلى أن تم التغلب عليها جميعا، ومن ثم تم العبور.