طباعة

قالوا إن صوتها عورة.. قارئات مصريات منعن من تلاوة القرآن ووصلن للعالمية

الإثنين 08/10/2018 03:58 م

شيماء اليوسف

قارئات القرآن في مصر

في أوائل الستينات من القرن الماضي انتشرت طبعة من المصحف مغلفة بشكل أنيق وكانت هذه الطبعة رغم ضخامتها رخيصة الثمن، ولكنها كانت تحتوي على كلمات محرفة ومغلوطة واقترحت وزارة الأوقاف المصرية في تلك الآونة حفظ القرأن عن طريق تسجيل صوتي، وعلى خلفية هذا الاتفاق أطلقت إذاعة القرآن الكريم، العنان لهذا الأمر، واستقبلت نخبة عريضة من القراء الذين مازالت أسمائهم تترد على آذان المستمعين حتى يومنا هذا.

وفي عام 2009م، كانت أول تجربة لإداخل قارئات القرآن الكريم إلى صحن الإذاعة، حينما تقدم الشيخ أبوالعينين، الذي كان يشغل منصب نقيب القراء حينها، طلبا بالموافقة على قبول قارئات للقرأن في الإذاعة، إلا أن التجربة حكم عليها بالفشل تحت بند "صوت المرأة عورة" بالرغم من الموافقة على الطلب وقبول القارئات، وبالبطع فإن من يزعم بأن صوت المرأة عورة فهم أنفسهم عورة على المجتمع، وأين كانت عورة الصوت عندما وصلت أصوات الشيخة منيرة عبده، والشيخة كريمة العدلية إلى لندن وباريس عن طريق إذاعة القرآن الكريم؟. 

المرأة التي رفضت القارئات المصريات 
الدكتورة هاجر سعد
الدكتورة هاجر سعد الدين
وكما يقول الفلاسفة أن أكبر عدو لحرية المرأة هي المرأة نفسها، وهذا ينطبق تماما على السيدة هاجر سعد الدين، التي رفضت فكرة وجود قارئات للقرآن في إذاعة القرآن الكريم، حيث كانت آنذاك تشغل منصب رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم، كما أنها كانت واحدة ضمن لجنة اختيار القراء، والغريب أنها كانت مصرة على رأيها تحت مبدأ غريب من نوعه وهو لطالما هناك رجال قراء فلماذا تلجأ الإذاعة للنساء القارئات، والأصح أنها لطالما هناك رجال في الدولة فلماذا هي تعمل بالأساس الاعتكاف في بيتها وتربية أولادها أفضل لها. 


كما أن وجودها كعضوة في لجة اختيار القراء ليس منطقيا فهي امرأة وليست قارئة، لقد زعمت بأن وجود نساء قارئات للقرآن في الإذاعة سيجعل الرجال تخضع لهن تأثرا بأصواتهن! أهل الرجال ثائرون بهذه الدرجة، ومن في هذه الأرض سيفتح بث إذاعة القرآن لينكح صوت إمراة، رغم أن هناك ملايين المذيعات اللواتي يظهرن بملابس شبه عارية، سيترك الرجال كل هذه النساء العارية ويتلذذ بصوت امرأة تقرأ القرآن ؟ 

الإسلام السياسي والحصار على المرأة 
الشيخة منيرة عبده
الشيخة منيرة عبده
لقد صعد جماعات الاتجار بالدين على المسرح السياسي في مصر، بدءا بالجماعة الإسلامية، ومن ثم جماعة الجهاد، إلى أن وقعنا في بركة الإخوان المسلمين، وكانوا بمثابة فوهة بركان وجهت نيرانها في وجه كل جميل في مصر، وبفعلهم مزقت صفحة نادرة من كتاب فن التلاوة والإنشاد الديني في العصر الحديث، لكن لماذا يغيب اليوم عن الإذاعة المصرية صوت قارئات القرآن الكريم؟.
الشيخة سكينة حسن
الشيخة سكينة حسن
ظلت المرأة المصرية ترتل القرآن عبر أثير إذاعة القرأن الكريم لفترة قبل أن تمنع نهائيا، والغريب أن خلال شهر رمضان كانت تمنع أصوات القارئات من الإذاعة، وهو أمر مسير للعجب فلم تصدر فتوى واحدة بأن صوت المرأة عار عليها، وإن كان ذلك فلماذا قبلت من الأساس في بادئ الأمر، ولماذا يسمح لها بقراءة القرآن طوال العام وتمنع في شهر رمضان, كالذي يواظب على صلاته طوال شهر رمضان ويمتنع بانتهاء رمضان!. 
الشيخة كريمة العدلية
الشيخة كريمة العدلية
كانت الشيخة منيرة عبده هي أول امرأة تقرأ القرآن في الإذاعة المصرية الرسمية، وتحديدا في عام 1920م، وقد بلغ عمرها في وقتها إلى ثمانية عشر عاما،  ومنذ ظهورها وقد ذاع صيتها في البلاد العربية، حتى سعى العديد من الشيوخ الكبار لحجب صوتها من الإذاعة، ومن القارئات اللواتي عاصرن أحداث تاريخية هامة، الشيخة كريمة العدلية، التي بدأت من أثير الإذاعات الأهلية وظلت تتلو القرآن حتى تم تمصير هذه الإذاعات وقد عايشت أحداث الحرب العالمية الثانية.