ماريونستا إسراء حسين، مصممة عرائس، انطلقت بدايتها في مجال "تصميم العرائس" منذ الطفولة عندما كانت تتعلق في أثواب جدتها التي علمتها صناعة العرائس بالأقمشة "القصاقيص" والتي كانت تسخر وقتها بهدف مساعدة جدتها لأن هذا العمل بالنسبة لها كان يمثل سعادة من نوع خاص.
الحب أرشدها لطريق تصميم العرائس
ازداد تعلق ماريونستا، بالعرائس وتصميمها وصناعتها، لاسيما بعد أن رأت لأول مرة العروسة التي تعمل بنغمة كهربائية وتستطيع قول "بابا وماما" حتى أصبحت هذه العروسة بالنسبة لطفولتها حلم حياتها، ككل الأطفال الذين في سنها، حيث يتعلقون ببعض الألعاب ويعتبرونها أحد أهم أحلامهم البسيطة التي لا تخرج عن دائرة الفرحة والمرح والبراءة، وقد لبت جدتها طلبها وحققت لها هذه الأمنية وقامت بشراء العروسة لها.
الفرق بين العروسة المصنوعة يدويا والمصنوعة آليا
بعد أن حصل ماريونستا، على عروستها الشقراء، أدركت أنها نالت الدنيا وما عليها، ولكن.. برد هذا الشعور ولاحظت أن هذه العروسة أجنبية وغريبة عن عرائسها التي اعتادت أن تجالسهم وتلعب معهم، ثم لحظة بلحظة بدأت تبتعد هذه العروسة عنها ومنها اكتشفت إسراء الفرق بين العرائس التي تصنعها بنفسها والعرائس التي تشتريها جاهزة.
مرحلة الابتعاد عن العرائس والعودة
كبرت ماريزنستا، ونسيت العرائس، وفي يوم من الأيام عرفت إحدى المؤسسات التي تهتم باكتشاف المواهب، فتقدمت إلى هذه المؤسسة وكانت موهبتها هي تصميم عرائس الماريونت "الليلة الكبيرة" وشعرت وقتها أن طفولتها تعود من جديد، ومن وقتها وهي تقطع المسافات من أجل أن تتعلم تصميم العرائس، وتضيف:" حبيت اووي أني رجعت تاني لطفولتي وبدأت أسافر القاهرة وأتعلم العرايس دي".
الأثر النفسي لتصميم العرائس
نجحت ماريونستا، في تخطي الخطوة الأولى لها من مستقبلها مع تصميم العرائس، وبعدما أتقنت عمل وتنفيذ العرائس وتصميمها، وعن طريق التجارب الكثيرة لها في التعامل مع العرائس بدأت تلاحظ الأثر النفسي الذي يعود على الأشخاص الذين يتعاملون مع العرائس بصفة مستمرة، وفي هذا الإطار اكتشفت أن مجال تصميم العرائس له علاقة وطيدة بمجال الفن، وتضيف:" بعدما أتعلمت اعمل العرايس بنفسي بدأت ألاحظ الأثر النفسي علي الأشخاص اللي بتتعامل مع العرايس ..وعرفت بعد كدا أن في مجال علاج بالفن ومن تحته بند العرايس".
الاتجاه إلى دراسة العمل الأكاديمي في تصميم العرائس
من هذا المنطلق لجأت ماريونستا، إلى دراسة الأبعاد النفسية التي تعود على الأشخاص من خلال تعاملهم المتواصل بالعرائس، وقد مكنتها هذه الدراسات من مساعدة الأشخاص من حولها في التعرف على شخصيات ومميزات ونقاط القوة والضعف عند بعضهم من خلال تصميم العرائس وتنفيذها، والتحقت إسراء بكلية رياض الأطفال حتى تستطيع دمج الدراسة الأكاديمية بالعمل الميداني.
إنشاء ورشة لتصميم العرائس اليدوية
استطاعت ماريونستا، من إنشاء ورشة خاصة بالأطفال بهدف تصميم العرائس، من خلال العمل في هذه الورشة تتمكن الأمهات من معرفة نقاط القوة والضعف في شخصية طفلها وعن طريق فهم شخصية طفلها تتمكن من التعامل مع طفلها وتكون انسجام وصداقة، التي تجعل هناك مرونة بين علاقة الطفل بالأم فيكونوا أقرب إلى الأصدقاء، حتى تكون تربية الأطفال سهلة وغير متكلفة، وتضيف:" عملت ورش للأطفال ومنها بساعد الأم أنها تتعرف علي نقاط القوه والضعف ف شخصية ابنها واللي من خلالها بتقدر الأم تتعامل مع الطفل ويكون بينهم انسجام وصداقه.
نشر ثقافة العرائس اليدوية
تستهدف ماريونستا، من خلال ورشتها الخاصة بتصميم العرائس نشر ثقافة العرائس اليدوية، ودورها في تنمية الابتكار والإبداع لدى الأطفال، ويحضر هذه الورش الأطفال والكبار، وتقوم إسراء من خلال هذه الورشة بتعليمهم تصميم العرائس وتنفيذها من بدايتها حتى نهايتها، وتضيف" كنت بعمل عرايس دلوقتي بعلم الناس هي اللي تعملها
وبنشر ثقافة العرايس اليدويه وقد ايه هي مهمه للطفل وبتنمي عنده الابداع".
وتؤكد ماريونستا، خلال حديثها ل"بوابة المواطن" أن تصميم العرائس اليدوية يترك أثرا نفسيا داخل الإنسان لأنها تشكل رابطا بين الإنسان والعرائس، تجعله يبذل مجهودا من أجل الوصول لهذه الدرجة، كما أن تصميم العرائس يعطي الأفراد جانبا كبيرا من الشعور بالحرية.
حيث اختيار شكلها ولونها وتعبيرات الوجه التي يتم إبرازها من حيث الحزن والفرح، مما يجعل الأفراد يخرجون طاقاتهم السلبية في هذا العمل، وتضيف:" العرايس اليدويه بيكون ليها اثر جوا الإنسان لإنها بتعمل رابط بين الإنسان والعروسه وبيخرج جزء من انفعالاته وحالته النفسيه ف العروسه".
