طباعة

نساء لاتنسى .. زنوبيا قرينة أذينة .. ما لا تعرفه عن الملكة التي غزت مصر

الثلاثاء 09/10/2018 08:16 م

أمل عسكر

نساء لا تنسى

يوجد في عالمنا نساء لاتنسى ؛ نظرًا لما حققوه من نجاحات وإنجازات سًطرت في التاريخ ؛ لذلك علينا دائمًا تسليط الضوء عليهن لتخليد ذكراهم.

نساء لاتنسى

زنوبيا هي ملكة تدمر، قادت مع زوجها أذينة عصيانًا على الإمبراطورية الرومانية تمكنا خلاله من السيطرة على معظم سوريا.

أما لغة تدمر فهي اللغة الآرامية وكان أهلها يعبدون الشمس، ومعبد الشمس لا يزال إلى الآن أكبر الآثار التدمرية.

و هذه المرأة المشهورة بجمالها وإقدامها وذكائها كانت جديرة بأن تكون قرينة أذينة "Odainatti" الذي كان يحمل لقب "رئيس المشرق" "Dux Orientis"، وهي قد اشتركت معه بالفعل في سياسة ملكه أثناء حياته، ولم تخلفه في منصبه فقط بعد وفاته (سنة 266-267 ميلاديًا) بل إنها عقدت العزم على بسط سلطانها على الدولة الرومانية الشرقية، وكان ابنها هبة الله بن أذينة لا يزال حينذاك طفلًا، وتسلمت مقاليد الحكم في يدها.

بعد وفاة زوجها قادت جيوش" مملكة تدمر "  في غزوها لمصر وآسيا الصغرى لفترة وجيزة قبل أن يتمكن الإمبراطور أوريليان من هزمها وأسرها إلى روما حيث سرعان ما توفيت لأسباب غامضة.

اسم زنوبيا الأصلي بالآرامية كان بات زباي أي بنت زباي، كما عرفت باللاتينية باسم يوليا أوريليا وباليونانية سبتيما زنوبيا، كما عرفها العرب باسم زينب.

كما أنها غزت مصر سنة 270م وفتحتها بقيادة زَبْدة "Zabda" بدعوى إعادتها لحكم الإمبراطورية الرومانية، وحكم ابنها (هبة الله) مصر في عهد (قلوديوس) على أنه شريك في حكمها وله لقب الملك، وجعلت الزَّبَّاء لنفسها الملكة، وبسطت نفوذها في آسيا الصغرى إلى مقربة من بيزنطة وظلت تدعي أنها تصنع ذلك في سبيل روما.

وعثر على آثار لها في الشاطئ السوري وفي الإسكندرية وبعلبك وقرب دمشق، وكانت زنوبيا تشرف بنفسها على عمليات التوسع والإنشاء. وتنتقل على ظهر فرسها تلبس لباس الرجال، تسوس دولتها بعين لا تنام ولا تغفل، وبعزيمة ترهب الرجال، وعلى الرغم من حجم إنجازاتها الحضارية ومن تحركاتها المجهدة، فإنها لم تنس يومًا حلمها بالتوسع في آسيا ومصر وروما، فلقد وصلت جيوشها إلى بيزنطة في العصر الروماني وقتلت هيراكليون قائد القصر، ثم فتحت الإسكندرية.

تولت المُلك وعمرها 14 عامًا باسم ابنها وهب اللات، وأصبحت زنوبيا ملكة الملكات وتولت عرش المملكة وازدهرت تدمر في عهدها وامتد نفوذها على جزء كبير من الشرق. مع وجود ألقاب أخرى مثل "الملكة المحاربة" تعتمر زنوبيا خوذة أبوللو حين تحارب مع جيشها التدمري الذي فرض سيطرته جنوبا وشرقا وغربا وتلبس الملكة زنوبيا العمامة الكسروية حينما تقابل الوفود في ديوانها الملكي وقد كانت من ربات الفروسية والشجاعة.