طباعة

استعادة السيطرة على الموصل شائكة ومكلفة على الأرجح

الأحد 31/07/2016 07:40 م

صورة أرشيفية

من المتوقع أن تكون عملية استعادة السيطرة على الموصل أكبر وربما آخر معركة كبرى ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

تضع الحكومة العراقية الموصل نصب عينيها، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق تحت سيطرة التنظيم منذ يونيو 2014، وهدفها الرئيسي المقبل.

يجري الهجوم على الأرجح بعد أشهر، ولكن القتال العنيف مستعر بالفعل أثناء سعي القوات العراقية لطرد المسلحين من القرى والبلدات الواقعة جنوب المدينة.

الهدف هو حماية قاعدة القيارة الجوية، التي تم استعادتها من المسلحين في التاسع من يوليو، وستكون مركزا رئيسيا لهذه الخطوة النهائية في الموصل. ومن المقرر أن يتم نشر نحو 560 من العسكريين الأمريكيين، معظمهم مهندسون وخبراء خدمات اللوجستية وأمن واتصالات، في القاعدة لتطوير مرافقها للتحضير لهجوم الموصل، وفقا لوزير الدفاع الأمريكي آش كارتر.

لكن هذا لا يمكن أن يحدث بعد، لأن قاعدة القيارة تعرضت لإطلاق متكرر للصواريخ.

يسيطر مقاتلو التنظيم على حوالي ثلثي البلدات والقرى المحيطة. وقال العديد من المسؤولين العسكريين العراقيين للأسوشيتد برس إن القوات العراقية بحاجة لإخلاء دائرة نصف قطرها 20 كيلومترا حول القاعدة واستعادة السيطرة على بلدتي القيارة والشرقاط الرئيستين القريبتين.

أخرجت القوات العراقية بالفعل تنظيم الدولة الاسلامية من مدن الرمادي والفلوجة وتكريت وبيجي غرب وشمال العاصمة العراقية، ما يمثل تراجعا للتقدم المثيرة للجهاديين في صيف 2014 حينما سيطروا على ما يقرب من ثلث البلاد وربط ذلك بأراضيهم في سوريا المجاورة.

استعادة السيطرة على الموصل ستكون أكثر أهمية، فهي بمثابة سلب جوهرة الخلافة المعلنة للتنظيم. في حين أن مدينة الرقة السورية تعتبر عاصمة خلافة الأمر الواقع، إلا أن الموصل هي أكبر مدينة تحت سيطرته، ويقدر عدد سكانها بين 500 ألفا إلى مليون نسمة. وفي الوقت نفسه، تتراوح أعداد مقاتلي تنظيم الدولة في الموصل ما بين بضعة آلاف إلى "ما لا يزيد عن 10 آلاف"، حسبما ذكر التحالف.

لكن وجود مئات الآلاف من المدنيين في الموصل يثير احتمال حدوث فيضان من الأشخاص الذين ينضمون إلى عشرات الآلاف ممن لا يزالون نازحين بسبب القتال السابق.

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومقرها جنيف يوم الجمعة أنه قد يجبر ما يصل إلى مليون عراقي على الفرار من منازلهم في الأسابيع المقبلة وسط تفاقم القتال. وقال روبرت مارديني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في المنظمة، إن الأخيرة تستعد للأسوأ، لا سيما في منطقة الموصل.

وقد ظهرت لمحة لأزمة إنسانية محتملة. ما يقرب من 4000 أسرة فرت من منازلها هربا من القتال حول بلدتي القيارة والشرقاط. وتخطط الحكومة لإيوائهم في بلدة بيجي إلى الجنوب.

وقال المحلل العراقي هشام الهاشمي: "الحكومة غير مستعدة أو مجهزة للتعامل مع حالة طوارئ إنسانية."

وقال أحمد شوقي، وهو عقيد متقاعد في الجيش العراقي ويعمل حاليا محللا عسكريا في مدينة أربيل الكردية إن المدنيين في الموصل يشكلون أيضا تحديا للقوات العراقية عندما يقومون بالانقضاض.

وأضاف "سيبذل داعش قصارى جهده ليختفي بين هؤلاء الناس، في الأحياء المدنية بالموصل، ليكون في مأمن من الهجمات الجوية والاختباء عن أعين أجهزة الاستخبارات."

يقدر مسؤولون عراقيون أن رفع مستوى قاعدة القيارة قد يستغرق من أربعة إلى ستة أسابيع، بمجرد تأمين المنطقة المحيطة بها.

وقال اللفتنانت جنرال شون مكفارلاند القائد الأمريكي الأعلى في القتال ضد تنظيم الدولة إنه في هذا الشهر تلقى الجنود الأمريكيون بالفعل طلبات تحذير للانتشار، إنهم سوف يتدفقون في "وقت قريب نسبيا."

يعتقد أن المنشأة تضررت بشدة جراء الغارات الجوية منذ سيطر التنظيم عليها في عام 2014. وسوف تشمل الأعمال توسيع المدرجين للسماح للناقلات العسكرية الكبيرة بالهبوط. الطائرات المقاتلة والمروحيات الأمريكية والعراقية من المرجح أن يتم نشرها هناك أيضا.

تضم المنشأة أكثر من 30 حظيرة محصنة، وكان يستخدمها الجيش الأمريكي بين سنتي 2003 و 2010، عندما تمت إعادتها إلى العراقيين.

عندما يتم تشغيلها سوف تنضم القيارة إلى قواعد يستخدمها العراقيون والأمريكيون بشكل مشترك في قتال تنظيم الدولة الإسلامية. وتشمل مخمور شرق الموصل والتقدم والأسد غرب بغداد والتاجي شمال العاصمة العراقية مباشرة.

وقال لواء ركن بالقوات الخاصة، طلب عدم ذكر اسمه كبقية المسؤولين العسكريين، تماشيا مع القواعد: "هناك الكثير من المعارك والمناطق التي ينبغي تحريرها قبل التوجه صوب الموصل."

وقال مسؤول بمكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي إنه لم توضع خطة مفصلة بعد لاستعادة الموصل.

وأضاف مشترطا عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام: "حتى الآن، الخطة ببساطة هي أن الموصل المحطة القادمة."

يرى الهاشمي أن استعادة الموصل ستتطلب ثمانين ألف رجل، يتوقع أن يكون من بينهم 15 ألفا من الميليشيات الشيعية التي تحظى بدعم الحكومة.

لكن الميليشيات الشيعية، التي تواجه اتهامات متكررة بارتكاب جرائم بحق المدنيين السنة، لن تشارك في تحرير المدينة، وسوف تركز بدلا من ذلك على تحرير المناطق الشيعية في محافظة نينوى. وتشكل تلعفر، التي تقطنها أغلبية شيعية، الواقعة على بعد نحو 70 كيلومترا غرب الموصل، هدفا محتملا للميليشيات.

من المتوقع أن تقوم قوات البيشمركة الكردية المنتشرة إلى الشرق والغرب وشمال المدينة بتقديم الدعم، لكنها لن تشارك في الهجوم على الموصل كما طلب منهم.

في السياق ذاته طالبت الأمم المتحدة بتوفير 284 مليون دولار للتحضير لموجات المدنيين الذين يتوقع فرارهم من المدينة.

يشار إلى أنه عندما استعادت القوات العراقية مدينة الفلوجة في شهر يونيو، أقام عشرات الآلاف من السكان الفارين في مخيمات صحراوية مترامية الأطراف غير مجهزة بما يكفي من الإمدادات الغذائية والماء والمأوى، وهو ما أثار انتقادات حادة من المنظمات الدولية، وشككت في مدى التزام الحكومة بالعناية بالأقلية السنية.