غنوة أخت أنغام التي حصلت على الشهرة بعد الموت ، وبرغم أن شقيقتها أنغام هي من اختارت لها اسمها لكن غنوة كانت دائمًا تبحث عن هويتها الخاصة بعيدًا عن أختها وشهرتها، الشهرة التي لم تجدها إلا بالقبر فبعد سنوات من البحث المضني وجدت غنوة ضالتها بالموت، كأنه يعوضها عن ما مرت به ويحقق لها أمنيتها الأخيرة.
الشهرة بعد الموت
يعتقد الكثيرون أن مجرد فرد واحد مشهور بالعائلة قد يفتح أمامك أبواب المجد، إلا أن في حالة غنوة كان العكس هو ما حدث تماما، حيث حصلت فقط على الشهرة بعد الموت ؛ فالراحلة تنتمي لعائلة فنية شهيرة، فهي نجلة الموسيقار الشهير محمد علي سليمان وشقيقة المطربة أنغام، كما أن عمها هو المطرب الراحل عماد عبد الحليم، الذى شاءت الأقدار أن ترحل غنوة في نفس الشهر الذي توفى به عمها وبحادث أيضًا حيث رحل عماد في أكتوبر عام 1995م حين عُثر على جثته على ضفاف النيل في حادث شغل الرأي العام وقتها، ولم يُعرف سببه حتى الآن، إلا أن التقارير الصحفية تكهنت أن المخدرات هي من أنهت مسيرة عماد الذي تنبأ له الكثيرون أن يكون وريث العندليب الأسمر.
وبرغم وجود غنوة وسط عائلة فنية كبيرة إلا أن الأمر كان نقمة عليها حيث أن العديد من الأخبار والمقربين لها أكدوا أن سبب عدم شهرتها ونيلها فرصة في الغناء والتمثيل كان متعمد من قبل أختها الفنانة الشهيرة أنغام، وترجع المصادر أسباب ذلك بسبب خلاف الأختين حول شقيقهما أحمد "المعاق" بعد ظهوره مع الإعلامية ريهام سعيد في برنامجها صبايا الخير، وطلبه السفر للعلاج بعد أن رفضت شقيقته أنغام مساعدته، الأمر الذي استفز أنغام بشدة وصرحت في برنامج مصارحة حرة أن أحمد أخيها غير الشقيق، ومن ثم هاجمت غنوة أنغام بحدة لتصريحها الأخير مؤكدة أن أحمد لا يحتاج منها شئ، "وخسارة أن يكون أخيها" ؛ وعلى ما يبدو أن هذا الخلاف الذي جعلها تحصل على الشهرة بعد الموت.
وما يؤكد صحة أن إبعاد غنوة عن الوسط الفني متعمد، التصريحات الأخيرة لأحمد حسن راؤول، أحد أصدقاء غنوة المقربون، الذي نعاها على صفحته بموقع "فيس بوك"، وقال إن غنوة بحث عن النجومية 20 سنة ولم تجدها لأن "الكل" رفض مساعدتها، وأنها تعرضت للكثير من الحروب وعانت كثيرا بحياتها، موضحا أن الصحفيين والمغنيين الذين سيحضرون جنازتها هم أنفسهم من رفضوا مساعدتها وإعطاءها فرصة.
رحلت غنوة عن عالمنا أمس الجمعة، إثر حادث سير وتم نقلها إلى مستشفى دار الدفاع الجوي بالتجمع الخامس بعد الحادث مباشرة لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها إلى المستشفي، لتموت وتجد نجوميتها المفقودة في الرحيل، فصاحبة الثلاثون عاما، بدأت مشوارها بالأغاني إلا أنها لم تلقى شهرتها المأمولة، فابتعدت عن المجال الفني لفترة، وعادت بعد ذلك لتطل على الجمهور من خلال مسلسل الأب الروحي بدور "شمس" بعد أن أشار عليها المنتج ريمون مقار بأخذ دورة تدريبية في التمثيل حتى تستطيع التغلب على الخجل وتقف أمام الكاميرا بلا خوف، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويخطف الموت غنوة قبل تحقيق حلمها في بناء هوية خاصة بها بعيدا عن لقب "أخت أنغام".
