يوافق اليوم الأحد، الرابع عشر من أكتوبر ذكرى معركة المنصورة الجوية التي قامت بها القوات الجوية المصرية شكلت هذه المعركة واحدة ضمن الوقائع النضالية التي شملها حرب أكتوبر 1973م، لقد سجلت المعركة نصرا للقوات المصرية على قوات العدو الإسرائيلي حينما حاول الكيان الصهيوني تدمير قواعد الطائرات كبيرة بدلتا النيل، في كل من طنطا والمنصورة.
وبالرغم من تفوق الطيران الإسرائيلي آنذاك وفقا للإمدادات الأمريكية والبريطانية والمساعدات التي قدمتها الدول الغربية الحليفة للكيان الصهيوني، إلا أن القوات الجوية المصرية استطاعت أن تتصدى لها، ومثلت معركة المنصورة الجوية أكبر معركة يشهدها فضاء الحروب بعد الحرب العالمية الثانية، مما جعل القوات الجوية المصرية تحتفل بهذا اليوم بمناسبة هذه الذكرى العظيمة.
معركة المنصورة الجوية كيف دعكت طائرات العدو الإسرائيلي
بدأت معركة المنصورة الجوية عندما أطلق العدو الإسرائيلي غارة جوية تكونت من قرابة مائة وخمسة وستين طائرة مقاتلة، مستهدفة تدمير قاعدة البقلية أو كما أطلق عليها قاعدة شاوة الجوية، وهي إحدى القواعد الجوية المصرية التي تتمركز بالمنصورة، ونحو مدة ثلاث وقد استمرت المعركة نحو ثلاث وخمسين دقيقة، حيث اشتبكت مائة وثمانين طائرة مقاتلة، في تلك الدقائق وغالبية هذه الطائرات كانت تابعة للعدو الإسرائيلي.
لقد نجحت القوات الجوية المصرية في إدارة معركة المنصورة، متمثلة في اللواء أحمد نصر، الذي قام بإدارة خطة المعركة واستطاع اللواء القائد توجيه ثلاثة ألوية بغرض إنجاح المهمة الوطنية القتالية، كان من بين تلك الألوية قائد قاعدة المنصورة الجوية، وكان لواء دفاع جوي، وسجلت المعركة دفترا حافلا من النصر المشرف والتكنيك المصري في مواجهة العدو والدفاع عن الوطن محطمة كل ما أدعته القيادة الإسرائيلية الإرهابية.
انطلاق معركة المنصورة الجوية
وفي الرابع عشر من أكتوبر 1973م وتحديدا في الساعة العاشرة مساءا، أذاع راديو جمهورية مصر العربية "راديو القاهرة" البيان العسكري رقم 39، بشأن معركة المنصورة الجوية وتفوق الطيران المصري ونجاحه على الفتك بطائرات العدو الإسرائيلي.
حيث جاء في البيان "دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التي حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا وكان أعنفها المعركة التي دارت بعد ظهر اليوم فوق شمال الدلتا. وقد دمرت خلالها للعدو 15 طائرة وأصيب لنا 3 طائرات. كما تمكنت وسائل دفاعنا الجوي من إسقاط 29 طائرة للعدو منها طائراتا هيليكوبتر. وبذلك يكون إجمالي خسائر العدو من الطائرات في المعارك اليوم 44 طائرة منها طائرتا هيليكوبتر."
ومن المضحك أن العدو الإسرائيلي بث في الإذاعات التابعة أذاع معلومات مغلوطة فيما يخص ما حققه الإسرائيليين في معركة المنصورة المنصورة، حيث قالت في صباح اليوم التالي للمعركة أن إسرائيل نجحت في إسقاط نحو خمسة عشر طائرة مصر، وسرعان ما تغير رأيها وتضائل الرقم إلى سبعة طائرات سجلها العدو الصهيوني في خسائر مصر الجوية.
نتائج معركة المنصورة الجوية
أسفرت معركة المنصورة الجوية عن سقوط نحو سبعة عشر طائرة تابعة للعدو الإسرائيلي، عن طريق سبع طائرات قتالية مصرية، وعلى الجانب الأخر سقطت طائرتان مصريتان بسبب نفاذ وقودهما، ولكن العدو الإسرائيلي الغادر أسقطت نحو ثلاث طائرات مصريات.
وفي السادس من أكتوبر 1973م، سجلت القوات الجوية المصرية السورية ضربتها الموحدة " الضربة الجوية" ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما أفقدت العدو توازنه، باستخدام أسلوب المفاجأة العسكري، حينما كان الإسرائيليون يحتفلون بعيد الغفران، وعلى خلفية الضربة استطاعت القوات المصرية أن تدق معاقل الإسرائيليين بقناة السويس وفي شبه جزيرة سيناء، وتمكنت أيضا القوات السورية من مهاجمة تحصينات الإسرائيلية في هضبة الجولان ، وكان للضربة أثر كبير في تحقيق انتصار أكتوبر.
