طباعة

الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي ثاني قارئ يقرأ القرآن الكريم بالإذاعة المصرية

الأحد 14/10/2018 09:57 م

أمنيه عبد العزيز

الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي




شيوخ وقراء حول العالم منهم قرأ القرآن الكريم بالإذاعة، ونسي العالم بعد التطور التكنولوجي أن هناك ما يسمي بالإذاعة .. وتحرص 'بوابة المواطن ' علي إحياء ذكري الشيوخ العظماء الذين حفظوا كتاب الله وسنة رسوله، ونبرز اليوم تفاصيل حياة ثاني قارئ يقرأ القرآن الكريم بالإذاعة المصرية.

الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى

ولد في 21 مارس 1890 - 11 نوفمبر 1962 أحد أبرز أعلام قراء القرآن المصريين، ولد في قرية شعشاع مركز أشمون بمحافظة المنوفية شمال القاهرة.

كان والده مُحفظًا للقرآن، فحفظ القران على يديه، ثم انتقل إلى مدينة طنطا ليأخذ علم القراءات على أيدى المتخصصين من أبناء هذا البلد معقل علم القراءات، وانتقل إلى القاهرة عام 1914، وسكن بـ حى الدرب الأحمر، وبدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطين دولة التلاوة أمثال الشيخ علي محمود، الشيخ محمد رفعت، وقرأ في مآتم سعد زغلول باشا، وعدلى يكن باشا، وثروت باشا، وكان ثاني قارئ يقرأ بالإذاعة المصرية بعد إفتتاحها عام 1934م، وكان الأول هو الشيخ محمد رفعت.

عُين قارئًا لمسجد السيدة نفيسة، ثم مسجد السيدة زينب عام 1939. 

حج الشيخ الشعشاعى بيت الله الحرام سنة 1948، وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الالاف من الحجاج، و سافر إلى العراق عام 1954، ثم سافر إليها أكثر من مرة بعد ذلك منها عام 1958م، وعام 1961م.
 ومن أبنائه القارئ الشهير إبراهيم الشعشاعي الذي خلفه في مدرسته.

بداية الشعشاعي

تعود بداية شهرة الشيخ "عبدالفتاح الشعشاعي" وذيوع صيته الحقيقي فِي ذلك المساء البعيد، الذي دخل ليقرأ فيه بالليلة الختامية لمولد الإمام الحسين (رضي الله عنه) مع أعظم وأنبغ المقرئين في بداية القرن العشرين، أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ أحمد ندا، والشيخ على محمود، والشيخ العيسوي، والشيخ محمد جاد الله، ومن تلك الليلة انطلق صوته إلى العالم الإسلامي، وأصبح له مكان في القمة، وأصبح له مريدين وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود على البنا، والشيخ أبوالعينين شعيشع، وغيرهما كثير.

صوته وآداؤه

تميز الشيخ الشعشاعي بالصوت الندى، والتجويد والترتيل الذي يأخذك إلى عالم من الخشوع والتدبر في آيات الله وملكوته، حتى أن البعض وصفه بأنه عُمدة فن التلاوة في عصر الرعيل الأول للقراء في مصر والعالم العربي.

رأي الشعشاعي فِي قُراء جيله

كان لللشيخ طريقته الخاصة للأداء، وكانت متميزة عن باقي القراء، ومع هذا فقد كان يستمع إلى أصوات الشيخ محمد رفعت، وعلي محمود، وكان يصفهما بأنهما أساتذة وعمالقة لا يتكررون، ويَعتبر أنهما أصحاب مدارس خاصة في قراءة القرآن.. وقد وصف قراءة الشيخ محمد رفعت ( بأنها مدرسة انتهت بوفاة الشيخ رفعت ولن تتكرر )

التحاقه بالإذاعة المصرية

التحق الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي بـ الإذاعة المصرية عند افتتاحها، فكان ثاني قارئ يقرأ بها فِي عام 1934 م، بعد الشيخ محمد رفعت، وعلي الرغم من أنه قد رفض الالتحاق بالإذاعة فِي بادئ الأمر إلا أنه تراجع عن ذلك القرار بعد فتوى شيخ الأزهر الظواهري وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة، وكان يتقاضى راتبًا سنويًّا قدره 500 جنيه مصري .

رحلاته خارج مصر

حج الشيخ الشعشاعى بيت الله الحرام، وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الآلاف من الحجاج، ويعتبر الشيخ الشعشاعي أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة المكرمة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948 م. 

وسافر كذلك إلى العراق عام 1954 م، ثم سافر إليها أكثر من مرة بعد ذلك منها عام 1958 م وعام 1961 م.

المساجد التي قرأ بها والأوسمة

عُين الشيخ الشعشاعي قارئًا لـ مسجد السيدة نفيسة، ثم مسجد السيدة زينب عام 1939 م.

كما حاز الشعشاعي علي العديد من الأوسمة من وزارة الأوقاف، وفي عام 1990 م منح الرئيس الأسبق حسني مبارك اسم الشيخ الشعشاعي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره في مجال تلاوة القرآن.

وفاته

توفي القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في 11 نوفمبر عام 1962م عن عمر يناهز 72 عامًا قضاها في خدمة القرآن الكريم، وكانت حياته حافلة بالعطاء، وخلَف وراءه تراثًا قيمًا سيظل خالدًا خلود القرآن، ومكتبة صوتية للقرآن الكريم تضم أكثر من ( 400 ) تسجيلا موجودة بالإذاعة المصرية، وترك ابنه إبراهيم الشعشاعي على دربه فتألق وجابت شهرته الآفاق.