طباعة

صورة لا تنسى .. موشيه ديان قبل إصابة عينه

الثلاثاء 16/10/2018 12:33 م

وسيم عفيفي

موشيه ديان

قبل أن يبني تاريخه بالدماء والأشلاء، تميز موشيه ديان قبل إصابة عينه بوداعته وُلد في كيبوتس دغانيا بالقرب من بحيرة طبريا في فلسطين عام 1915 لأبوين يهوديين تركا أوكرانيا وسكنا في فلسطين التي كانت خاضعة للحكم العثماني.

كان موشيه ديان قبل إصابة عينه تلميذاً بمدرسة البنات وكان أول ذكر ينضم لهذه المدرسة، ومع وصوله سن الـ 14 قرر موشيه ديان الإلتحاق بمنظمة الهاجاناه العسكرية والبالماخ في بداية تكوينها قبيل الحرب العالمية الثانية.
موشيه ديان وهو طفل
موشيه ديان وهو طفل قبل إصابة عينه
جاء انضمام موشيه ديان قبل إصابة عينه لعصابة الهاجاناه حين وقعت أعمال الثورة الفلسطينية سنة 1936 م وسمح الإنجليز بإنشاء قوة أمنية تضم المستوطنين اليهود، وخدم موشيه ديان لفترة وجيزة كدليل في الجيش البريطاني، ثم تجند في شرطة الاستيطان اليهودي. 

في خلال 3 سنوات وصل موشيه ديان قبل إصابة عينه لعضوية الوحدات الميدانية تحت قيادة ساديه وعمل كذلك في الدوريات الليلية الخاصة بقيادة ضابط المخابرات الإنجليزي أورد وينجت والتي اتسمت بأسلوب خفة الحركة والانقضاض على النقاط العربية ليلاً وهنا شرب موشيه ديان قبل إصابة عينه أساليب القتال والكر والفر.
ديان مع جولدا مائير
ديان مع جولدا مائير
تطورت عقلية موشيه ديان في تلك الفكرة فاخترع نظام "البرج والسور"، وذلك بهدف بناء مستوطنات إسرائيلية كثيرة وبأقل مجهود، ويحكي ديان في ذلك شارحاً "يتم بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة بشكل خاطف، وتحت أنف الانجليز، إذ تستولي مجموعة مسلحة على قطعة من الأرض ليلاً وتنشئ عليها برجا للمراقبة وتنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق وتحيطها بالأسلاك الشائكة، أقامت الهاجناه 53 مستوطنة من هذا النوع بين الاعوام 1936 و 1939".

وقعت الحرب العالمية الثانية في عام 1940 م وقررت بريطانيا إيقاف كافة الأنشطة العسكرية لكل المنظمات المسلحة التي ترعاها، وأثناء تنفيذ موشيه ديان هذا القرار ولجوءه إلى الهروب نجح العرب في أسره مع 43 آخرين، وتمت اعتقالهم وتحويلهم للمحاكمة، وتم الحكم عليهم بـ 10 سنوات سجن داخل قلعة عكا القديمة، لكن الغريب أنهم خرجوا لاحقا بعد تدخل الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان في فبراير عام 1941 في صفقة غير مفهومة إلى الآن.

نجحت صفقة حاييم وايزمان سنة 1941 م في الإفراج عن موشيه ديان، وبالتوازي مع ذلك كانت فرنسا وانجلترا قد قررتا تحرير لبنان وسوريا من حكومة فيليب بيتان بمشاركة المسلحين اليهود.

وفي يونيو من العام 1941 انضم موشيه ديان قبل إصابة عينه إلى الكتيبة الأسترالية السابعة في مهمة ضد قوات جيش فيشي في سوريا، تم كشف هذه العملية ونشأ عنها تبادل لاطلاق النار، خلال هذه المناوشات ضرب قناص فرنسي عين منظار دايان، مما أدى إلى إصابته المباشرة، وفقدانه لعينه بشكل كامل نتيجة لشظايا الزجاج، ومنذ ذلك الحين بدأ بإرتداء غطاء العين الاسود والذي عرفت شخصيته به، بعد هذه المشاركة في قتال قوات المحور قلدته الحكومة البريطانية أعلى الأوسمة العسكرية.