يزخر تاريخ الأزهر برموز دينية كبيرة على رأسهم الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر، والذي تفجر وثائقه الشخصية مفاجآت قدرية.
بعثة إلى فرنسا في العصر الملكي كان فيها 3 من شيوخ الأزهر لاحقاً
كانت المفاجأة الأولى من وثائق الشيخ عبدالحليم محمود أنه كان في بعثة أزهرية إلى فرنسا بصحبة عديد من طلاب الأزهر خلال العصر الملكي وتحديداً في سنة 1935 م، ولاحقاً في العصر الجمهوري تولى 3 شيوخ منهم منصب شيخ الأزهر وهم الشيخ عبدالرحمن تاج، والشيخ محمد الفحام والشيخ عبدالحليم محمود.
يروي كتاب الأزهر تاريخه وتطوره مرحلة فرنسا بالنسبة للشيخ عبدالحليم محمود حيث يوضح الكتاب أن الشيخ حصل على شهادة العالمية في سنة 1932م، ورغم أن والده كان يحب أن يراه مدرساً في الأزهر إلا أنه فوجئ برغبته الملحة في السفر إلى فرنسا لإتمام دراسته بها على نفقته الخاصة، وفشل والده في إثنائه عن عزمه فوافق بعد تردد.
وصل الشيخ عبد الحليم محمود إلى فرنسا في أكتوبر 1932م والتحق بجامعة السربون لدراسة تاريخ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع فحصل على الليسانس في هذه العلوم في سنة 1937م.
وفى سنة 1938م التحق بالبعثة الأزهرية ـ التي كانت تدرس هناك ـ للحصول على الدكتوراه في التصوف الإسلامي والتي اختار موضوعها " أستاذ السائرين الحارث بن أسد المحاسبي "، وفى أثناء إعداده للرسالة اندلعت الحرب العالمية الثانية وآثر كثير من زملائه العودة إلى مصر، ولكنه أصر على إكمال رسالته حتى أتمها وتحدد لمناقشتها يوم 8 يونيو 1940م، ونال الدكتوراه بدرجة امتياز بمرتبة الشرف الأولى، وقررت الجامعة طبع الرسالة بالفرنسية، وبعد ذلك عاد إلى مصر.
الرسول في لندن
يعتبر الشيخ عبدالحليم محمود من أشهر الذين لهم حكايات مع رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام، لعل أبرزها أنه رأى الرسول وهو يبشره بنصر أكتوبر.
ويقول الشيخ الشعراوي في كتابه "أنا من سلالة آل البيت" ذهبت - وأنا وزير للأوقاف وشؤون الأزهر - مع الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله -وكان شيخًا للأزهر آنذاك- لحضور مؤتمرٍ بلندن، وبعد يومين من المؤتمر قال لي الشيخ عبد الحليم محمود: يا شيح شعراوي: نريد بعد أن ننتهي من هذا المأتم، نطلع نعمل عمرة علشان نجلي أنفسنا. فقلت له: وما الذي يمنع أن نجلي أنفسنا ونحن هنا، أليس ربنا قال عندما أراد أن يوجهنا إلى الكعبة في الصلاة: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} فقال شيخ الأزهر - وهو يشير إلى حي قريب معروف في لندن بأنه حي الاستهتار والمجون-: إننا نريد أن نجلي أنفسنا بعيدًا عن هذه المنطقة ذات الرائحة النتنة، غير الطيبة.
ويكمل الشعراوي القصة: "قلت له بالعكس؛ الذي يعبد الله في مثل هذه المنطقة غير الطيبة، النتنة، يشوف تجليات ربنا، ويأخذ كل فيوضات هذه المنطقة فضحك الدكتور عبد الحليم محمود، وكانت ضحكته جميلة، وكلها وقار.
وليلتها -وعند الفجر- دق جرس تليفون غرفتي بالفندق الذي كنا قاطنين فيه، وكان المتحدث هو فضيلة الشيخ عبد الحليم محمود وقال لي فرِحًا: يا شيخ شعراوي؛ أنا رأيت الليلة سيدَنا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم.
فقلت له: أنا مش قلت لفضيلتك أنه سيأتي لك هنا، وهذه فيوضات التعبد في المنطقة غير الطيبة، صاحبة الاستهتار!!.
عبدالحليم محمود يدعم العندليب
تحكي ياسمين الخيام في برنامج مساء الخير بداية انطلاقها مع الغناء وأزمة الشيخ الحصري اتجه والدها الشيخ محمود خليل الحصري إلى الإمام الكبير عبدالحليم محمود فقال له الشيخ عبدالحليم بدعابة :لو قلتلها غني ليا فتيجي ترد وتقلي بس بفلوس .. إديها علقة، وأجاز لها الغناء قائلاً " طالما لم يثير فتنة فحسنه حسن وقبيحه قبيح".
وطلب منها أن لا تنسى الغناء بأبيات السهروردي ووصاها بذلك وكانت وصيته تلك بعد أن باء بالفشل في إقناع عبدالحليم حافظ بالغناء للسهروردي الصوفي.
