انتظر كثيرون حلقة طباخ الملك فاروق التي أجرتها الإعلامية ريهام سعيد في برنامجها صبايا المذاع على قناة الحياة، ويرجع انتظار المتابعين إلى الحب في التاريخ وربما حنيناً لعهد الملك فاروق ليكشف عن خبايا المطبخ الملكي خاصةً أنه كما قالت ريهام سعيد طباخ الملك فاروق.
حلقة طباخ الملك فاروق .. أول القصيدة عَصِّيدة
خرجت حلقة طباخ الملك فاروق مخيبة للآمال وربما ريهام سعيد لفتت الانتباه إلى ذلك فهي أكدت أنه ربما لن تخرج بمعلومة من طباخ الملك فاروق نظراً لكِبَر سنه فضلاً عن إصابته بالنزلة الشعبية منذ أشهر، وكانت بداية الحلقة غريبةً بعض الشيء، فهي لم تعرض صورة واحدة لعم علي في الخمسينيات ولو حتى في شبابه، فقط اكتفت بصورة له بأحد المطابخ الفندقية في الثمانينيات.
أسباب الشكوك في حقيقة حلقة طباخ الملك فاروق
أسباب كثيرة تجعل هناك شكوك في حقيقة طباخ الملك فاروق، فهو ربما عمل في وظيفة صغيرة داخل المطبخ الملكي لكن من المؤكد أنه لم يكن طباخ الملك فاروق الرئيسي، لأسباب متعلقة بتاريخ الرجل وكلامه.
كلام جديد مش ماشي مع القديم
أول ظهور للحاج علي تمام كان في الإسكندرية عبر فيديو لموقع فيتو على يوتيوب في أغسطس 2018 م وبمقارنة ما سرده من معلومات في ذلك الفيديو وحلقته مع الإعلامية ريهام سعيد نجد أن هناك تناقضاً، فهو في فيديو يوتيوب قال أنه كان يتقاضى راتباً قدره 2.5 جنيه، أما مع الإعلامية ريهام سعيد فقال أنه تقاضى 4 جنيهات.
ـ متى عمل في مطبخ الملك فاروق ؟
بالرجوع لتاريخ عمل طباخ الملك فاروق ومطابقته على تاريخ ميلاده نجد اختلافات كثيرة تثير الريبة، فهو في فيديو يوتيوب قال أنه من مواليد سنة 1927 م، بينما مع ريهام سعيد قال أنه عمره 88 سنة أي أنه مواليد سنة 1930 م، ثم راجعته ريهام سعيد بدعابة ليقول أن عمره 90 سنة أي أنه من مواليد سنة 1928 م؛ وبصرف النظر عن ذاكرته نتيجةً لكبر سنه، لكن تاريخ العمل في المطبخ الملكي لا يتناسب مع تاريخ ميلاده.
تولى الملك فاروق حكم مصر سنة 1936 م ووقتها كان الحاج علي تمام في سن الثامنة، ولما غادر الملك فاروق مصر سنة 1952 م كان عمر علي تمام 24 سنة وهو السن الذي يستحيل أن يعمل من خلاله طباخاً رئيسياً للملك فاروق.
يذكر طباخ الملك فاروق أنه عمل في القصر الملكي صبي طباخ، ويبدو منطقياً على سنه الرابع والعشرين أن يعمل في وظيفة داخل المطبخ الملكي، لكن هناك مبالغةً في كم التفاصيل فلو كان عمل في سن العشرين كما يقول فهو عمل سنة 1948 م، فإن وظيفته لم ترقى لمستوى أن يطبخ أكلة الملك الرسمية وإنما يساعد في طهيها باعتباره صبي الطباخ.
الملك فاروق .. شخصية أكولة .. ولكن
المعروف تاريخياً أن الملك فاروق كان شخصيةً أكولة، غير أن قائمة المأكولات التي رواها طباخ الملك فاروق تتناقض مع تفاصيل وثائق المأدبة الملكية، فهو في حلقة برنامج صبايا مع ريهام سعيد يقول " الفتة ولحوم العجول والخرفان والموزة والمخ".
تخلو الوثيقة الأولى التي تنفرد بوابة المواطن بنشرها ويعود تاريخها إلى عام 1949 م من قائمة المأكولات التي سردها طباخ الملك فاروق في حلقته مع ريهام سعيد.
أما الوثيقة الثانية التي يعود تاريخها إلى سنة 1948 م، فتتكلم عن اللحوم لكن دون التطرق إلى ما سرده طباخ الملك فاروق في حلقته مع ريهام سعيد.
حتى في كارت الدعوة الذي تم توجيهه إلى النقراشي باشا فإن موعد العشاء كان في الساعة الثامنة والربع مساءاً على عكس ما قاله طباخ الملك فاروق أنه كان يتناول عشاءه الملكي في وقت كان يجعله يذهب للبيت متأخراً.
ربما استقى طباخ الملك فاروق معلوماته عن أكلات الملك من الصحف التي صدرت بعد خلعه عن الحكم والتي تقول أنه كان يأكل كثيراً.
اشتغلت مع جمال عبدالناصر .. طب إزاي ؟
المعروف أن جمال عبدالناصر شخصية شكاكة بطبعها، وهي معلومة أكدها رفاقه في مجلس قيادة الثورة، وبمطابقة هذه المعلومة مع كلام طباخ الملك فاروق نجد أنه لم يتم توظيفه في القصر الملكي والرئاسي رغم أنه يقول عملت مع عبدالناصر والسادات ثم عملت في فنادق، وبالتالي فإنه من المستحيل أن يُبْقِي جمال عبدالناصر على أحد عمل مع الملك فاروق في المطبخ تأميناً لحياته.
الإشكالية الأبرز في حقيقة طباخ الملك فاروق أنه لم يعمل مع جمال عبدالناصر أصلاً، حيث أن طباخ جمال عبدالناصر اسمه عم سليمان وقد أجرت معه الإذاعية سامية الإتربي حواراً في التسعينيات من خلال برنامجها حكاوي القهاوي وقد فرغها المعد يحيى تادرس في مجلة الفكر القومي سنة 2009 م.
مع السادات .. أسمع كلامك أصدقك أشوف أكلهم أستعجب
يحكي طباخ الملك فاروق في حلقته مع ريهام سعيد أنه رأى القذافي في زيارة رسمية له مع السادات في بدايات حكمهم وقام بتجهيز سمك وكابوريا.
وبالرجوع لوثائق قصر القبة فيما يتعلق بالمأدبة التي تزامنت مع الوحدة الثلاثية بين مصر وليبيا وسوريا سنة 1971 م نجد أن مأدبة الطعام التي تم تقديمها مختلفة عن ما قاله طباخ الملك فاروق .