يعد محصول البطاطس سلعة إستراتيجية حيث يساهم في عملية الدخل القومي عن طريق تصدير الفائض من المحصول للأسواق غير المحلية بعد تحقيق عملية الاكتفاء الذاتي في السوق المحلي بالنسبة للأسواق المصرية، وبالرغم من كون المحصول الأكثر من ناحية الإيرادات إلا أن عملية ارتفاع أسعاره التي حدثت مؤخرا تعود إلى تدني أسعار المحصول خلال العام المالي الماضي 2017م.
وصل سعر البطاطس خلال العام الماضي نحو 600 جنيها للطن الواحد وهو أقل سعر وصل إليه المحصول خلال العشرين سنة الماضية مما أدى إلى خسائر فادحة للفلاحين ومنتجي محصول البطاطس وقد أسفرت هذه النتائج عن انخفاض كبير في المساحات التي تخصص لزراعة المحصول هذا العام، إضافة إلى ضعف جهود الدولة الداعمة لمزارعي البطاطس.
محصول البطاطس وأزمة السوق المحلي
وحول محصول البطاطس قال الدكتور خالد غانم أستاذ بكلية الزراعة جامعة الأزهر، في تصريحات خاصة ل"بوابة المواطن" إن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة في العروة السابقة أثر بطريقة مباشرة على إنتاج محصول البطاطس، وأوضح غانم، أن قلة إنتاج البطاطس تسبب في قلة المعروض من المنتج على حساب الطلب على المحصول كسلعة غذائية.
من ناحية أخرى قال أستاذ الزراعة، أن مسألة هبوط أسعار محصول البطاطس خلال الفترة القليلة القادمة غير وارد، وقد أكد غانم، أن عملية الطلب على المنتج ليس سببا في زيادة أسعاره في الأسواق لافتا إلى ثبات الطلب ويقول ل"بوابة المواطن"المشكلة لا تتعلق بطلب المستهلك ، لأن الطلب غالبا ثابت، والمشكلة في الظروف البيئية السائدة وهي كانت في غير صالح إنتاجها".
تراجع الإنتاج المحلي من محصول البطاطس
على صعيد أخر قال أحد المزارعين في تصريحات خاصة ل"بوابة المواطن" أن زراعة البطاطس خلال العام الجاري زادت تكلفتها مقارنة بالأعوام السابقة حيث بلغت هذه التكلفة نحو خمسة آلاف جنيه، مشيرا إلى انخفاض مستوى الإنتاج بالنسبة لمحصول البطاطس نحو 60% بخلاف إنتاج المحصول خلال الأعوام الماضية، منبها إلى التغيرات المناخية والتقلبات الجوية التي حدثت هذا العام.
وذكر أن ارتفاع درجة الحرارة جاء بنتيجة سلبية على عملية إنتاج محصول البطاطس، حيث حدث انخفاض للفدان الواحد قرابة عشرة أطنان للفدان، وتابع إن عملية تخزين البطاطس بعد الجني ليست بمقدور كافة المزارعين لما يتطلبه تخزين البطاطس في الثلاجات إلى مبالغ كبيرة، مما يجعل الفلاح يقوم ببيعها مباشرة بعد الحصاد يقوم المزارع بتخزين البطاطس بالثلاجات بتكلفة تقارب الألف جنيه للطن الواحد مما يرفع تكلفة الطن على الفلاح إلى 6 آلاف جنيه.
أسباب تخزين محصول البطاطس في الثلاجات
وتجرى عملية تخزين البطاطس في الثلاجات لعدة أسباب السبب الرئيسي يقوم على تدبير التقاوي المستهدف زراعتها كمحصول شتوي، إلى جانب تخصيص كميات معينة بهدف شحنها لمصانع إنتاج "الشبيسي" وتمثل المصانع التي تقوم بإنتاج هذه المواد الغذائية المحفوظة والنصف مقلية نحو إحدى وعشرين مصنعا إضافة إلى تخصيص كميات من المحصول للاستهلاك المحلي والذي يبدأ من شهر يونيو وحتى شهر نوفمبر، والذي يمثل هذا الوقت بداية لإنتاج العروة الجديدة في محافظة الإسكندرية والمنيا.
وصل عدد المزارعين المنتجين لمحصول البطاطس في مصر ما يصل إلى مائتين ألف مزارعا وهم يسيطرون على عملية الزراعة والإنتاج والبيع وهم وحدهم يملكون القدرة والإمكانيات المادية والفنية لإنتاج وتخزين وبيع البطاطس ولا يستطيع أحد أن يحتكر مليون طن، ولو كان هناك محتكرين لمحصول البطاطس ما بيع الطن خلال شهر نوفمبر ب6 جنيهات، ووفقا لتصريحات المسئولين والمزارعين فبمقدورنا نفي صفة الجشع بالنسبة للتجار لأن العملية عرض وطلب قل الإنتاج والطلب لم يقل فحدثت الأزمة.
