طباعة

زريبة المواشي .. العالم الآخر لرأس مال الفلاح البسيط في سوهاج

الإثنين 29/10/2018 09:01 ص

سوهاج: أيمن الجرادي

زريبة المواشي

تذخر زريبة المواشي في بيوت الصعيد بتفاصيل كثيرة، فالفلاح البسيط يقتني بعض المواشي، من الجاموس والابقار والماعز أو الغنم، حسب مقدرته، يهتم بهم أكثر من أولاده وأحفاده، فقد يجوع الأولاد أو الأحفاد ولكن لا يمكن أن تجوع تلك الحيوانات، التي يعتبرها رأس ماله في الدنيا بعد أسرته، وأنها هي التي تؤمن مستقبل أبنائه وأحفاده.

زريبة المواشي .. المرحلة من تكوين البهائم
زريبة المواشي ..
يقوم الفلاح البسيط بشراء بعض الرؤوس من الأسواق، من الحيوانات ثم يقوم بتربيتها والاهتمام بها، وعلاجها فى حالة المرض بالإضافة الى غسل اجسادها واغراقها بالماء للنظافة فى حالة الحاجة لذلك.

الفلاح يزرع الحقول لتغذية المواشي

يأتي الفلاح بغذاء لتلك الحيوانات من الحقول التي يزرعها خصيصا لتلك الحيوانات، فيقوم بزرع البرسيم والذرة الشامية والقمح والفول وخلافه للاستفادة منها ماديا ومنها كمأكل لتلك الحيوانات.

التبن علف الحيوانات
زريبة المواشي ..
يستخدم أيضا الفلاح فى تغذية تلك الحيوانات التبن الناتج من محصول القمح بعد حصاد المحصول ودراسته بآلة الدرس، التي تفصل التبن عن الغلال، ويتم نقل تلك المنتجات إلى المنزل.

تخزين الغلال والتبن فى أماكنها.

يقوم بعد ذلك بوضع الغلال في أشولة، ويتم بيعها أو تخزينها، ويتم وضع التبن فى مكان أو غرفة مخصصة له تسمى الشونة والتي يتم فيها تشوينه ليبقى فترة من الزمن وكلما احتاج الفلاح للمواشي منه أخذ وقتما يشاء.

الاستعانة بالردة والكسب فى تغذية الحيوانات

يتم تغذية تلك الحيوانات أيضا بالأعلاف عن طريق شرائها من المحلات والتجار، وتشمل الردة والكسف وغيره، وتلك أسعارها مرتفعة فقد يصل الطن في تلك الأيام إلى 3 آلاف جنيه و4 الاف وأكثر حسب الأنواع.

فلاح: لا مكسب فى تربية الحيوانات

 
يقول عبدالعال على أحد القائمين على تربية بعض المواشي فى منزله أن الأسعار مرتفعة جدا، ومن حيث المأكل والتغذية الصحيحة لتلك الحيوانات، ومع ذلك عندما نقوم ببيع الحيوانات تكون رخيصة لا مكسب فيها، وقد تخسر فى كثير من الاحيان، على الرغم من ارتفاع سعر اللحوم والتي تصل إلى 130 جنيها.

وأكد أنه يقوم بتربية تلك الحيوانات على علمه بعدم وجود مكسب مجزى فيها، لكونها تقوم بحفظ أمواله وحينما يحتاجها يقوم ببيعها وقضاء مصلحته.

فلاح: نربى الحيوانات باعتبارها جمعية

ويقول ماهر أحمد أنه يقوم بتربية الحيوانات أيضا وهي لا مكسب مجزى فيها لأن ابنه قارب على الجواز ويحتاج بناء شقة وشراء ذهب ومستلزمات العرس، ولو ترك الأموال التي معه فى المنزل لضاعت فى الهباء، ونعتبرها جمعية لحفظ الفلوس، ولكنه يقوم بشراء بعض رؤوس الحيوانات، وعندما يحتاج تلك الأموال يقوم ببيعها وشراء ما يلزمني.

يضيف ماهر أيضا أن الفلاح يقتنى فى منزله بعض الطيور من حمام ودجاج، فيقوم بأكل البيض من الدجاج وفى بعض الأحيان ذبحه ويقوم بأكل الحمام، وذلك عندما لا يستطيع شراء اللحوم فيكون البديل موجود، حتى لا ينظر الأبناء للجيران.

ربة منزل: الألبان تساعد في المصاريف

تقول "ربة المنزل" أنها تقوم بحلب الماشية والاستفادة من اللبن وبيعه بمقابل مادي يساعد في مصاريف المنزل ويعين الزوج والأسرة على المعيشة، بالإضافة أنها تقوم بعمل السمن والجبن من تلك الألبان.

وفى النهاية يجمع كل الفلاحين أن أي مزارع أو فلاح لا يمكن الاستغناء في منزله عن تربية الحيوانات وحتى إن كانت واحدة، حتى لو لم يكن من ورائها مكسب.