طباعة

كارثة في مقابر المنصورة .. أعمال سحرية في المدافن تحت شعار تذاكر للآخرة

الثلاثاء 30/10/2018 01:43 م

إبراهيم فضلون - وسيم عفيفي

السحر في المقابر

السحر موجود في القرآن وهو ثابت لدى كل الديانات السماوية، لكن السحر في مقابر المنصورة يكتسب شهرة كبيرة لأنه عالم مرعب وغامض ومجهول ومبني على ما يسمى بـ "العمل المدفون".

السحر في مقابر المنصورة .. مصطلحات وأنواع

يكتسب السحر في مقابر المنصورة أكثر من مسمى "سحر أسود" ، "سحر سُفْلي"، ويتميز بأعراض تكلم عنها كتاب "شمس المعارف" فسحر المقابر وإن كان لا يختلف في أعراضه عن أي نوع آخر، لكنه مختلف في شدته فهو يؤدي إلى الكآبة والانطواء وأحياناً الرغبة في الموت.

مؤخراً اكتشف الأهالي أعمال لها علاقة بالسحر في مقابر المنصورة، وهي عبارة عن أوراق مكتوب فيها طلاسم تؤدي إلى أن يرى الشخص المسحور كافة الأموات ويسمع صراخهم ويكلمهم وكل حالة حسب وضع السحر ومكانه.

خطورة السحر في المقابر أن له أنواع متعددة فهناك السحر المدفون في المقابر والسحر المدفون في كفن الميت، والسحر المدفون داخل جثة الميت نفسه، والسحر المسجل على عظام الميت.

السحر حقيقة أم خيال ؟
جاء ذكر السحر في القرآن الكريم حين قال تعالى " وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ".

ويقول الشيخ عطية صقر "إن السحر جاء فى القرآن الكريم ستين مرة بمعاني مختلفة فمرة تعطى فيما تعطى من المعاني: الغرابة والخروج على المألوف بما يجذب الانتباه ويثير العجب، ومنه القول المأثور: إن من البيان لسحرا، وله أنواع وأساليب ذكرها الفخر الرازى فى تفسيره.

وقد أشار القرآن الكريم إلى اشتهار المصريين القدماء به، وذكر موقفهم من دعوة موسى عليه السلام، ومعجزة العصا التى انقلبت حية وابتلعت حبال السحرة وعصيهم التى يخيل لمن يراها أنها تسعى، كما مارسته بابل القديمة حتى ضرب به المثل فى كل جميل غريب فيقال: " سحر بابلى "، وعرفه العرب قبل الإسلام، وما يزال معروفا إلى الآن.

فيما تقول فتاوى دار الإفتاء "أن السحر حقيقة تاريخية موجودة، بصرف النظر عن كونه تخييلا يجعل الإنسان ينظر إلى الشىء على غير حقيقته، أو كونه يقلب الشىء عن حقيقته ويحوله إلى حقيقة أخرى، والذى يجب الإيمان به أن ما كان من انقلاَب عصا موسى إلى حية ليس سحرا، وإنما هو معجزة من صنع الله تعالى، خرق بها العادة، وحول حقيقة العصا الجامدة الميتة إلى حية متحركة بقدرته سبحانه، سم أعادها بقدرته أيضا إلى حقيقتها الأولى".