تنازلت عن مقعدها وجلست على أريكة الإنسانية تحتضن أسوار الحياة الصادقة وبيدها تفتح نوافذ التواضع على مصرعيها، كأنهم أصدقاء التفوا حول حلقة حديث وأخذوا يتبادلون الحكايا ويسردون القصص، لن يخطر ببالك أن تلك الأنيقة الرقيقة التي أسندت حقيبتها على مائدة الحديث المصغرة، هي وزيرة التعاون الدولي، الوزيرة سحر نصر، كأنها تجلس بين رفيقات دربها تتحدث عن أخر جولاتها ومغامراتها الأنثوية.
طلت علينا هذه اللقطة من أجواء منتدى شباب العالم، في صورة خالية من الشوائب العبثية لتبرز الجزء الأخر من حياة المسئولة الإنسانة التي خلت إلى هذه الجلسة بعيدة كل البعد أنظار العدسات وأضواء الكاميرات إلى حيث أرض السلام الداخلي، الوزيرة سحر نصر المرأة التي تبهر الجميع يوما تلو الأخر بشخصيتها القوية الصلبة، ونجاحها في أن تكون مثالا وقدوة يحتذي بها كل زملائها، مجهودها ونشاطها جعل أساتذتها يرفعون لها قبعة الاحترام، وبالطبع أن تلك النجاحات البارزة لها مكنون إنساني لا تظهره إلا المواقف الغير مخطط لها.
كان أستاذها الدكتور عادل بشاي، أحد أساتذة الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، عندما كانت طالبة بالجامعة يتنبأ لها بمستقبل باهر، هل كان نظره ثاقبا لدرجة أن تتقلد تلميذته منصبا وزاريا محملا بالأثقال والمسئوليات؟ إلا أن يقينه البالغ في قوة العزيمة والإرادة التي تمتلكها الوزيرة سحر نصر، جعلت من قوة عظامها صلابة صنعت منها امرأة حديدية، تعبر البلدان وتعقد الصفقات وتبرم العهود والمعاهدات، ولما لا وكان أجدادها الفراعنة يقودون الشرق والغرب، وبيدهم زمام ومقاليد أمور الأمم.
و قد قال د. عادل بشاي مشيرا إلى الوزيرة سحر نصر:"تخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة الكثير من الطلاب الذين حققوا نجاح باهر على المستويات القومية، والإقليمية، والدولية. فقد اشتغل بعضهم في البنك الدولي، بينما اشتغل البعض الآخر كرؤساء تنفيذيين في شركات عالمية، وعُين القليل منهم في مناصب وزارية في مصر. يجب على جميع الطلاب النظر على هذا التاريخ الغني من النجاح وأن يشعروا بالحافز لمحاكاة هؤلاء النجوم الكبار."
شهد الكثيرون بمواقف الوزيرة سحر نصر، الإنسانية وجهودها من أجل تشجيع طلابها عندما كانت تعمل بالقطاع الأكاديمي، وحرصها الشديد على إجراء المناقشات داخل محاضراتها، محفزة كل من جاء ليتلقى العلم على كيفية الحصول على المعلومات والاستفادة من التجارب والخبرات، مما تجسده هذه المواقف سر نجاح تلك المرأة المبهجة المشجعة على العمل، والتي تحس أنها كينونة من الحماس المدعم بالرقة.
كتبت الدكتورة هنا مرعي وهي أستاذة جامعية، عن الوزيرة سحر نصر، كلمات هي وصف بسيط عما تراه في هذه المرأة القوية التي أبحرت سفينة نشاطها حول الشمال والجنوب، حيث قالت مرعي: أعرف د. نصر كأستاذتي، وزميلتي، ومديرتي بالعمل، وكوزيرة الاقتصاد، وفي كل مرة أتعلم منها أكثر مما أتخيل، فقد عرفتني أنه مهما كانت وظيفتي ومركزي، لا يزال هناك الكثير لكي أتعلمه من خلال عملي، فهي توضح لي كل أمر أو خطوة تقوم بها ولماذا تقوم بها كي أتعلم منها".
يتميز أسلوب الوزيرة سحر نصر بالمزج بين الخبرة والمعرفة، لقد استطاعت خلال مسيرتها العلمية والعملية أن تزخر بخبرات ومكتسبات واسعة، فقد عملت كباحثة وأستاذة جامعية لمدة ثلاثة عشر عاما، حيث كانت تقوم بتدريس الاقتصاد الكلي والمالية العامة، وكذلك البنوك، وتعتبر الوزيرة سحر نصر المرأة الاقتصادية الرائدة في عالم المالية عربيا، وتنمية القطاع في الشرق الأوسط وأفريقيا.
