جميله الطلة والهلة والتقاطيع، يكتب في دلالها وجاذبيتها دواوين باسمها، إنها مارلين مونرو الشرق بالرغم من أنها لم تحب هذا اللقب الذي وصفها به الكاتب مفيد فوزي، وذلك لأنها لا تحب أن ينحصر فنها على أدوار الإغراء والجمال فقط، فهي ترى نفسها فنانة شاملة.
ولدت ناريمان حسين مراد، وذلك اسمها الحقيقي، في حي محرم بك بمدينة السحر والجمال الإسكندرية،كان والدها ضابط شرطة، وعائلتها من أصول شركسية.
قالت ابنتها بسنت في أحد اللقائات الإعلامية، أنها لم تكمل دراستها لأن والدها أخرجها من المدرسة، لذلك عملت منذ نعومة أظافرها وهي تبلغ من العمر فقط 15 عاما.
دخلت مجال التمثيل بالصدفة حيث ذهبت مع صديقتها لإحدى شركات الإنتاج المعروفة، ثم بدأت مشوارها الفني كومبارس صامت في فيلم "غزل البنات"، ثم شاركت بأدوار صغيرة ثم البطولة والتي من خلالها أصبحت أهم ممثلات الإغراء في السينما المصرية، وذلك بمساندة المخرج حسن الإمام لها.
تزوجت الفنانة هند رستم، مرتين، الأولى من المخرج "حسن رضا"، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة "بسنت"، ثم تزوجت مرة آخرى من استاذ النساء والتوليد بجامعة القاهرة، محمد فياض، والذي عاشت معه قصة حب كبيرة والرغم من ذلك كانت دائما ما تحرص أن تتحدث بالخير على طليقها، وقالت ابنتها بسنت عن ذلك: "من الذكاء بتاعها إنها ماحرمتنيش من بابا، وفي عيد ميلادي كان بيجيلي وفي فرحي".
قال الناقد السينمائي "طارق الشناوي": "أنا رأيي إن مدام هند رستم قدرت من ثقب إبرة، قدرت تملى الدنيا نور"، وتابع: "مدام هند رستم مالهاش زي، هند رستم في الزمن اللي ظهرت فيه، زمن ماجدة وفاتن وشادية، ظلت حالة متفردة".
وحكى موقفًا في مهرجان القاهرة عندما فكر الأستاذ سعد وهبة في تكريم "هند رستم"، فقالت له: "كرم شادية قبلي"، موضحًا أنها في مهرجان آخر رفضت تكريمها.
سألت إحدى فنانات الثمانينات المخرج يوسف شاهين كيف أصبح مثل هند رستم، فرد عليها يوسف شاهين قائلا: "استحاله تكونوا زيها هند ميزتها أنها طبيعيه وأنتم صناعي".
روى الفنان "سمير صبري" عن خلاف حدث بين الفنانة هند رستم والعندليب عبد الحليم حافظ، أن هند رستم رفضت مشاركة مع حليم بطولة فيلمه الشهير "أبي فوق الشجرة"، وقال "صبري": "الزوجة والأم عندها كانت أهم من الفنانة"، وأضافت ابنتها أنها رفضت الدور بالفيلم لأنه سيكون أشبه كثيرًا بدورها في فيلم "شفيقة القبطية".
اعتزلت الفن، في وقت يراه أهل الفن هو وقت بلوغ الفنان نجوميته، حيث كانت تبلغ47 عامًا، وذلك لأنها كانت تحب الحياة الأسرية، وكانت السينما حينها تنخفض، فيما علق على ذلك الناقد طارق الشناوي: "نجمات جيلها مثل فاتن حمامة وشادية وماجدة قللوا في أعمالهن في تلك الفترة، في حين قررت "هند رستم" الاعتزال.
من شدة حبها ووفائهل لزوجها الطبيب محمد فياض، دخلت هند في نوبة اكتئاب شديد بعد وفاته ولم تستطيع الحياة بدونه فلحقت به بعد عامان من وفاته، حيث أصيبت بأزمة قلبية نقلت على إثرها إلى مستشفى كبرى بالجيزة وبعد صراع قصير مع المرض،يومين فقط،رحلت الفنانة الجميلة إلى الرفيق الأعلى ; على إثر سكتة قلبية.
