طباعة

حكايات قبل النوم..قصة الرسائل المهجورة

الثلاثاء 13/11/2018 08:35 م

أمل عسكر

قصة الرسالة المهجورة

حكايات قبل النوم من الأشياء التي تهتم بها ويحبها الأطفال وبالتالي يجب أن تهتم بها الأسرة، إذ أن الأباء والأمهات يرغبون دائمًا في إسعاد أطفالهم فلذات أكبادهم، طوال الوقت وفعل كل ما يمكن إسعادهم به.

حكايات قبل النوم

والأطفال يستمتعون بقصص قبل النوم ؛ لذلك لابد من الحرص عليها، حتى يعتادون على سماعها يوميا ولكن باختلاف مضمونها، وتقدم بوابة المواطن كل يوم حكاية قبل النوم تفيد الأطفال، وتجعلهم يستمتعون بها يوميا.

مزايا سر حكايات قبل النوم:

- تفيد التواصل مع الأطفال.
-جعل القراءة عادة عند الطفل.
-تطوير الفهم والمنطق.
- تنمية قدرات الطفل.


قصة الرسائل المهجورة

في يوم من الايام كانت هناك اسرة صغيرة سعيدة تعيش في سلام وامان ورضا وهدوء ومحبة، وذات يوم جاءت فرصة للأب ان يسافر للعمل بالخارج براتب كبير، فوافق الأب بلا تفكير سعيًا وراء المال وترك زوجته وأبناءه الثلاثة الذين كانوا يحبونه بشدة، وبعد مرور عدة أيام على سفر الأب أرسل إلى أبنائه رسالته الأولى، وعلى الرغم من شدة حب الأبناء له إلا انهم لم يهتموا بقراءة الرسالة، بل علي العكس، اخذ الجميع يحتضن الرسالة ويقبلها باهتمام وحنان ولكنهم لم يفكروا ابدًا في فتح الرسالة وقراءة محتواها، وبدلًا من ذلك قاموا بوضعها في علبة قطيفة جميلة جدًا وكانوا يوميًا ينظفوها من الغبار ويعيدها إلى مكانها من جديد، ولم يهتم اي منهم بقراءة الرسالة.



واستمر الأب بإرسال رسائله إلى أبنائه على مدار سنوات الغربة الطويلة، ولكن الأبناء كانوا يتعاملون بنفس الطريقة مع جميع الرسائل، يقبلوها ويعانقوها دون النظر في محتواها، وبعد مرور سنوات طويلة من العمل بالخارج رجع الأب إلى أسرته، فوجد المنزل خاليًا ليس به إلا أن واحدا فقط، فسأله الأب في دهشة: اين والدتك ؟ رد الابن: لقد أصابها مرضًا شديدًا ولم يكن لدينا ما يكفي من المال لعلاجها فماتت، تعجب الاب من كلام ابنه وقال له: لماذا لم تنفقوا من المال الكثير الذى أرسلته لكم فى الرسالة الأولى، قال الإبن: لم نجده، فنحن لم نفتح الرسالة.

ثم سأل الأب: اين باقي اخوتك ؟ قال الأبن أن الأخ الأول قد تعرف على رفقاء السوء وضاع معهم، ازدادت دهشة الأب وسأل: لماذا لم يقرأ الرسالة التي طلبت منه فيها أن يتجنب أصحاب السوء وأن يلجأ إلي فقط ؟ طأطأ الابن رأسه دون أن يجيب، فسأل الأب عن اخته فاجاب انها تزوج من الشاب الذى استشارتك فى الزواج منه وهى الآن تعيش فى تعاسة شديدة معه، اشتعل الأب غاضبًا وسأله: لماذا تزوجته ؟ لقد بعثت رسالة لها اخبرها انه سئ الخلق وعليها ان تختار شخص ذو دين وخلق، خجل الابن من الأب وقال له: لقد وضعنا جميع رسائلك في هذه العلبة القطيعة، كنا دائمًا نقبلها وننظفها ونهتم بها ولكننا لن نحاول يومًا ان نقرأها او ننظر الي محتواها.

وهكذا انتهت حياة هذه الأسرة، كم تعاملنا مع رسائل الله سبحانه وتعالى لنا مثلما تعامل هؤلاء الأبناء مع رسائل والدهم، اكتفينا بتقديس المصحف وتقبيله وتنظيف من الأتربة كل يوم، ووضعناه في علبة قطيعة جميلة ولكننا تغافلنا عن قراءته وتدبر معانيه وآياته والعمل به ليكون هو المنهج الذي نسير عليه.