طباعة

كاتب أمريكي: «ترامب» نموذج للجاهل المعتد بنفسه

الأربعاء 03/08/2016 07:30 ص

دونالد ترامب

رأى الكاتب الأمريكي ماكس بووت، أن "العلاقة بين الجمهوريين وعالم الأفكار قد أصابها وهنٌ اشتدّ على مدى الأعوام الأخيرة."
ولفت بووت – في مقال نشرته الـنيويورك تايمز- إلى أن "ضيوف البرامج الحوارية في الإذاعة والتليفزيون باتوا الآن يضطلعون بتعريف الحركة المحافظة، وهو الدور الذي كان يضطلع به ذات يوم مفكرون أمثال إيرفينج كريستول، ونورمان بودهوريتز، وجورج إف ويل."

وأضاف بووت أن "حزب الشاي قد عبر عن ثورة شعبوية ضد مَن رآهم نشطاءُ الحزب نُخَبا جمهورية منفصلة عن الواقع في واشنطن.",, ,وتابع الكاتب قائلا "ثمة بعض المفكرين لا يزالون بين قادة الجمهوريين، أمثال بول دي رايان رئيس مجلس النواب، غير أن الحسّ السائد بين الجمهوريين بات فاقدا للتمييز، غيرَ مفكر، متأججا غضبا."

واعتبر بووت أن "الأمر بلغ ذروته بتسمية دونالد جيه ترامب، مرشحا رئاسيا وهو نموذج الجهل الذي اكتفى أسلافه الجمهوريون بالتظاهر به."

وقال الكاتب إن "المستر ترامب لا يعرف الفرق بين قوة القدس والكُرْد، ولا يستطيع أن يحدد المثلث النووي، كما أنه لم يسمع أبدا عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى قبل أسابيع قليلة من الاستفتاء على الخروج، كما يظن (ترامب) أن مواد الدستور الأمريكي عددها 12 مادة بدلا من 7، إنه يستخدم مفردات تلميذ في الصف الخامس."

وأضاف بووت "أنكى ما هنالك أن المستر ترامب بارع في نظريات المؤامرة المدهشة وفي حكايات منها أن الرئيس أوباما مولود في كينيا وأن والد تيد كروز كان متورطا في اغتيال كينيدي."

وتابع صاحب المقال "المستر ترامب يبدو فخورا بجهله؛ حتى لقد أخبر الـواشنطن بوست أنه يتوصل إلى قراراته "بمعرفة قليلة للغاية" معتمدا في ذلك على قوة "فِطْرته" ومقدرته على إدارة الأعمال التجارية، أما قراءة مستندات مطولة فهو مضيعة للوقت في ظل قدرته الفائقة على الوصول إلى لبّ القضية، وقد قال ترامب "أنا رجل شديد الكفاءة".

ونوّه بووت عن أن "المستر ترامب يروّج لأجندة أصولية، انعزالية، مضادة للتجارة – لا يكاد يدعمها أي باحث جاد؛ لقد دعا إلى زيادة التعريفات وهو ما يحذر الخبراء من أنه قد ينجم عنه خسارة ملايين الوظائف ويهبط بالبلاد إلى ركود اقتصادي، لقد زعم ترامب أن المهاجرين المكسيكيين كانوا "يشجعون على ازدياد معدلات الجريمة" رغم ما تظهره الأبحاث باتساق من أن المهاجرين لديهم معدل جرائم أقل من السكان الأصليين، حتى لقد وعد ترامب بأن تدفع المسكيك تكاليف بناء حائط حدودي، رغم أن أحدا من الخبراء الإقليميين لا يعتقد أن ذلك ممكن الحدوث."

واستطرد الكاتب قائلا إن "المستر ترامب يقترح كذلك حظْر المسلمين من دخول البلاد على الرغم من تحذيرات الباحثين من أن خطته تلك قد تأتي بنتائج عكسية، مغذية الحديث الداعشي عن الحرب على الإسلام وليس الإرهاب.. ثم ما لبث (ترامب) أن عدّل مقترحه ليقتصر الحظر على الزائرين القادمين من بلاد لديها "تاريخ مُثْبَت من الإرهاب" – غافلا عن حقيقة أن كل البلاد تقريبا، ومن بينها كل حلفاء أمريكا الرئيسيين، لديها تاريخ من الإرهاب."

ومضى بووت قائلا "أعلن ترامب مؤخرا أنه لن يكون مضطرا لمدّ يد العون لجمهوريات البلطيق إذا ما تعرضت لهجوم من روسيا، وفيما يبدو فإن إعلانه هذا ينطلق من عدم علمه أو اكتراثه بالمادة 5 من معاهدة شمال الأطلنطي المبرمة عام 1949 والتي تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن أي من أعضاء حلف الناتو إذا ما تعرض لهجوم."

ورصد الكاتب "دعوة المستر ترامب الأسبوع الماضي لأجهزة الاستخبارات الروسية إلى اختراق البريد الإلكتروني لوزيرة خارجية سابقة – وهو شيء مستحيل تخيله من أي مرشح رئاسي."

وقال بووت "إنه لشيء مفزع حقا أن شخصا يتفق ذهنه عن أمثال تلك المقترحات العدوانية والمضحة – يفوز بترشيح حزب قاده ذات يوم "ثيودور روزفلت"، الذي ألف كُتبا يفوق عددُها عددَ الكتب التي ربما قرأها المستر ترامب."

وأكد صاحب المقال أن "اجتذاب الناخبين عبر التظاهر بأنك رجل عادي هو أمرٌ، لكن أمرًا مغايرا تماما أن تكون رجلا عاديا لا يعرف شيئا عن مبادئ الحكم أو السياسة العامة... ويزعم مساعدو ترامب أن الأمر غير ذي أهمية؛ فباستطاعته الاستعانة بخبراء لنصحه... لكن الخبراء دائما ما يختلفون مع بعضهم البعض، والرئيس وحده هو مَن يتعين عليه اتخاذ القرارات الأكثر صعوبة في العالم، وهو أمر لا يمكن لـ ترامب أن يفعله لافتقاره إلى العلم بأساسيات المسائل والقضايا كونه ضحية المفاهيم الخاطئة."

واختتم الكاتب محذرا "إذا ما فاز جاهل فخور بجهله بمنصب الرئاسة، فإن تبعات ذلك الفوز لن تكون مثيرة للضحك".