الأطفال في المولد النبوي الشريف
يحتفل الأطفال بالمولد النبوي الشريف في مصر وسط أسرهم مهللين كأنهم يستقبلون العيد في باكورة الصباح، حيث يحرص آبائهم على تعريفهم بمختلف الاحتفاليات ومدى اهتمام المصريين بهذه المناسبات حيث يعرفون تاريخ الاحتفالية ومدى الارتباط بها والدروس المستفادة من ورائها، وإن كانت الاحتفالات في بادئ الأمر تمثل بالنسبة لها مجرد فلكلور يسعدون به لكنها تكبر معهم.
احتفال الأطفال بالمولد النبوي الشريف عادة وعبادة
يحرص الآباء على اصطحاب أبنائهم معهم إلى المساجد ليعلمونهم فضائل الإسلام وتعاليمه السمحة وهو جزء لا يتجزأ من صور احتفال الأطفال في المولد النبوي الشريف، ينخرطون وسط الجموع الحاشدة داخل صحون المساجد حيث يرتكز في عقل الأطفال مدى حب الناس للنبي إلى معرفة أسباب تعلق هؤلاء الجموع بحب شخص ومن ثم معرفة سماته والصفات التي كان يتخلق بها النبي حتى يسيروا على دربه.
الأطفال والمساجد في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
يحاول المصريون جذب أطفالهم لحب النبي صلى الله عليه وسلم، من خلال احتفال الأطفال بالمولد النبوي الشريف، مما يجعل الأطفال تتربى على أخلاق النبي، ومعرفته سيرته العطرة، لتتعايش معهم هذه المناسبة فيورثوها وتعيش معهم هذه المناسبة حتى يعلموها لأولادهم وينقلونها لهم في المستقبل، وتظل سيرة الرسول وأخلاقه والرسالة التي بعث من أجلها تتنقل من جيل إلى أخر مع مرور الزمن وتغير الظروف.
يصطحب الآباء أبنائهم حيث شوادر حلوة المولد النبوي الشريف ليقوموا بشراء حلوى المولد ومن ثم شراء الهدايا لهم، كصورة من صور التعبير عن الفرحة والسعادة بهذا اليوم المبارك، ألا وهو اليوم الذي ولد فيه النبي المبعوث، الذي جاء متمما لمكارم الأخلاق، وهو ما يمثل تربية النشء على أخلاق الرسل، نظرا للتعسف الأخلاقي الذي يتطور يوما تلو الأخر في الشوارع وهو ما يتطلب ضرورة إعادة تربية الأطفال على الأخلاق المحمدية.
يخصص للأطفال في المولد النبوي الشريف احتفالات داخل البيوت وخارجها، كانت البيوت جاهزة في الموعد لتنشر البهجة والبسمة على وجوه الأطفال وتعايش ذكرى ميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ويكون الهدف الأسمى تعزيز ذكر ميلاد الرسول في نفوس الأطفال، وسط زينات وبهرجة الشوارع وثياب الأطفال الجميلة.
يبدأ الأطفال عندما تتزين الشوارع بمختلف الألوان والمصابيح عندما تتعلق الزينات داخل الشوادر وتتراص العرائس وحصان المولد على جبهة الاحتفال بعيدا عن التقليدية التي تشتهر بها الشوارع فهي تتحلى بلباس جديد كأنها عروس تنتظر عرسها، إلى جانب أن العديد من الأسر تقوم بتجهيز زينة خاصة وشكل معين للاحتفال بالمولد النبوي الشريف لإشعار أفراد الأسرة بالفرحة.
بعض روض الأطفال تقوم بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف على طريقتها الخاصة حيث يجهزون الأناشيد ويلبسون الأطفال ثياب بيضاء ثم يتراصون باصطفاف يتغنون وينشدون الأناشيد التي يحفظونها عن ظهر قلب، وتختلف أشكال الاحتفال والزينات المعلقة وأنواع الفلكلور وشكله من بلد لغيرها، يحسب الثقافة الشعبية التي تميلها هذه البلد على شعبها.
لكن مصر لها ذوق خاص في مختلف احتفالاتها حيث يتفنن المصريون في ابتكار أشكال الاحتفال بالمولد النبوي، والطريف في الاحتفالات والمناسبات الدينية داخل مصر أن المصريين جميعهم بمسلميهم ومسيحييهم يحتفلون معا بأعيادهم الخاصة ومناسباتهم، فتجد البيوت تتبادل فيما بينها الحلوى ويهدونها لبعضهم لا تفرق بين أكتاف المحتفلين سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين.
