طباعة

عودة الإبن الأحمر .. كواليس زيارة رئيس الوزراء الإسباني إلى كوبا

الخميس 22/11/2018 07:05 م

سيد مصطفى

أجرى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز زيارة إلى هافانا عاصمة كوبا، استغرقت 24 ساعة فقط لم يشاهد فيها أي معارض، على الرغم من أنه سيكون مع المثقفين والفنانين ورجال الأعمال الذين هم جزء من مجتمع مدني مستقل عن النظام، لا مؤيد ولا معارضة.

أنشطة إقتصادية

وأكدت الصحيفة أنه سيفتتح سانشيز ونظيره الكوبي ميجيل دياز كانيل منتدى أعمال في فندق غران باكارد، الذي تديره سلسلة إيبيروستار الإسبانية، التي أدرجتها إدارة ترامب للتو في قائمتها السوداء للشركات في التي تعمل في الجزيرة الكوبية.

وأضافت الصحيفة، أنها أول زيارة لكوبا لـ"رئيس وزراء إسباني" خلال 32 عاما، واصفة الزيارة بأنها حقل ألغام تقاس فيه كل حركة بالملليمتر، ويمكن لأي زلة أن تدمر خطة معدّة بعناية، ولهذا السبب تفاوض الحكومتان على تحركات بيدرو سانشيز في هافانا، بما في ذلك مسيرته عبر المدينة القديمة، والتي سيعاد تأهيلها بدعم من الإسبان.

ضغط شعبي للقاء المعارضين

وبينت الصحيفة، أنه منذ إعلان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن رحلته إلى كوبا، ضغط المواطنون على رئيس الحكومة للمطالبة بإضفاء الطابع الديمقراطي على النظام وافساح المجال في جدول أعماله لقاء المعارضين، قائلين "هل ستدافع عن حقوق الإنسان في كوبا؟ هل ستلتقي بالمنشقين أم أنك ستذهب فقط كبائع مبيعات؟".

وأكدت الصحيفة أن سانشيز، التقط زعيم المواطن، في الجلسة 24 في الجلسة العامة للبرلمان الإسباني "هل أنا على استعداد للدفاع عن حقوق الإنسان في كوبا؟، فكان الجواب نعم، أنا لست بائعًا فقط.

3 وجوه لن يقابلهم سانشيز

واستبعد الصحيفة، إمكانية عقد لقاء مع المعارضين الأكثر أهمية، مثل الصحفي والمنشق السياسي "غوييرمو فارينياس" "Guillermo Fariñas"، أو حركة سيدات في ثياب بيضاء "Ladies in White"، التي تمثل زوجات المعتقلين السياسيين، أو الناشط في حقوق الإنسان إليزاردو سانشيز"Elizardo Sánchez".

وأضافت الصحيفة، أن مجرد لقاء المعارضين، هو أمر لم يفعله أيًا من القادة الذين زاروا كوبا منذ 2015 مثل رؤساء ورؤساء وزراء فرنسا أو إيطاليا أو البرتغال أو أيرلندا أو النمسا، ولا حتى الباباوات الثلاثة الذين جاءوا على التوالي أو الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، الذي زار الجزيرة ثلاث مرات، وكان الاستثناء هو باراك أوباما، الذي استقبلهم في مارس 2016 في السفارة الأمريكية التي أعيد فتحها حديثًا في هافانا.

"لكن سانشيز ليس أوباما وإسبانيا ليست الولايات المتحدة"، يعترف أحد المتعاونين مع رئيس الوزراء الإسباني، حيث لم يتم تحديد أي موعد مع راؤول كاسترو، الذي سيستمر كسكرتير أول للحزب الشيوعي الكوبي (PCC) وحارس الثورة الكوبية حتى عام 2021.

8 شخصيات مستقلة سيقابلها

بينما أكدت صحيفة، الموندو الإسبانية، أن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز سيلتقي بأعضاء بارزين في المجتمع المدني الكوبي، خلال زيارته اليوم لهافانا، والمثقفين والفنانين والمدونين، حيث سيلتقي بشخصيات مستقلة لا تتوافق مع النظام، لكنها غير محسوبة على المعارضة.

وأكدت الصحيفة، أنه سيلتقي برجل الأعمال الكوبيين، والممثل الكوبي جورج بيروجوريا، والكاتب ليوناردو بادورا، الحاصل على جائزة الأميرة أستورياس، أو المغني وكاتب الأغاني كارلوس فاريلا.

وأضافت "الموندو"، أن الزيارة ستشمل شخصيات أخرى أقل شهرة خارج كوبا، مثل المسئولين عن المواقع الإلكترونية El Estornudo أو Cuba Posible، La Guarida palate أو مصممي الأزياء Clandestina.

وقامت السفارة الإسبانية بإعداد قائمة الضيوف، دون أن تطلب إذنًا من أحد، مبينة أنها لا توزع بطاقات دعوة للمنشقين، ولم تدعوا كل من له مشاكل مع الحكومة الكوبية.

وترفض المصادر نفسها الكشف عما إذا كان سانشيز سيستفيد من لقائه مع دياز كانيل لطلب الإفراج عن السجناء السياسيين، لأنه "لا يتعلق الأمر بالحصول على ميداليات بل أن يكون طلبه فعالًا.
أكدت صحيفة "الموندو" الإسبانية، أنه تعتبر زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في مجالات مثل الاقتصاد، لها أهمية سياسية استثنائية.

الوقوع في فخ الديمقراطية

وانتقدت الصحيفة الزيارة، معتبرة أن سانشيز تدخل الحكومة في فخ بقبول دعوة الدكتاتورية الكوبية، التي لا يمكن أن تخرج منها إلا إذا تصرفت وفقا لبروتوكول واحد على الأقل للدفاع عن حقوق الإنسان.


وطالبت الصحيفة "سانشيز" تصحيح قراره بتجنب أي اتصال بالمعارضة الكوبية، واصفة إيه بأنه سخرية حقيقية إذا لم يفعل ذلك، ويلتقي بهم.

وأضافت الصحيفة، أن أوباما وافق فقط على خطوة زيارة هافانا في عام 2016 عندما تم ضمان أنه يمكن أن يجتمع مع المعارضين، مشيرة إلى أنه عدم الإقدام على تلك الخطوة يعني المساهمة فقط في تبييض وجه النظام، وتركت الصحيفة رسالة أخيرة له "فمن الأفضل ألا تذهب".