طباعة

حكايات مصر الحلوة الشقيانة.. بين الثورة على النكد والسلفي في خان الخليلي

الجمعة 23/11/2018 05:13 م

شيماء اليوسف- تصوير/ محمد-أيمن-فاطمة

حكايات مصر الحلوة الشقيانة

لازالت حكايات مصر الحلوة الشقيانة ترصد كل ما يحيط بالشارع المصري، فهي تتسلل زخات المطر، تتخلل كل محطات الزحام التي يتجمع فيها المصريون بين الأزقة وعلى المقاهي ووسط البيوت، نسافر مع مراسلينا إلى صعيد مصر حيث الأصالة والعراقة، ونذهب إلى الأرياف بين النسائم الفواحة الطيبة وكرم الضيافة، نتجول شوارع بنت المعز نراقب ابتسامات الزوار ولقطاتهم المسروقة، إلى الأساطير نحلق وبين التراث نمضي، لتراقب بوابتنا "المواطن" كل الطرقات في شوارع مصرنا. 
نساء يعلن الثورة على النكد في حكايات مصر الحلوة الشقيانة 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
وقفن معا يتبادلن الزغاريد بين حكايات مصر الحلوة الشقيانة، ليعلن التمرد على النكد، تتعالى ضحكاتهن وتلون الابتسامة وجوههن، عقود متفاوتة ومختلفة جمعت بين مقتبل العقد العشرين بشبابه وانفراجة روحه وخفة ظله وروحه الطفولية، خصال تمثلت في روح الفتاة ذات الرداء الأحمر، كحيلة العينين ذات الشفاه الوردية تطل من عينيها المخبئتين جمال الأرض السمراء الطيبة التي نشأت عليها. 




على الجانب الأخر تتوسط حلقة التمرد المرأة ما بين العقد الأربعين والثلاثين، تنشطر الزغاريد بين شفتيها كرصاصة حب تفجرت في عنق النكد، تصدح بصوتها الأمكنة، تجاورها العجوز السبعينية وهي تعظم من شأن الابتسامة بثغريها الرقيقين.   

يسمونها "حنانة" سودانيات في مصر يبتكرن مفاتيح للرزق
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
يبرع النساء السودانيات المقيمات بمصرنا في نقش الحناء على الكفوف والظهر والكتف، وينتشرن في الشوارع عند مختلف المناسبات يعقدن حلقات جلوس على الأرصفة ينتظرن الفتيات المارة، يحاولن جذبهن بمختلف الطرق، ثم يعلن لهن عن بيوتهن حتى يستعن بهم في حفلات الزفاف، وفي المناسبات الأخرى يستخدمن أقلام وأدوات من نوع خاص تسهم في  عملية التشكيل والتزيين، ويعرضن أسعارهن بحسب ما يتم نقشه. 
الوشم خرافة أصبحت موضة 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
كان النساء القدامى يعتبرن أن الوشم زينة المرأة كما الحلي، لا يعبئن إن كان مشروعا أو مرفوضا جهلا كان أو علما، غير أن المرأة منهن كانت تذهب إلى أحد بيوت القرية حيث هناك من تقوم بدق الوشم، ظنا منهن أنه يساهم في العلاج من الأمراض أي كن يعتقدن أنه وسيلة للشفاء، وإذا مات أبناء المرأة في سن صغير تحرص على دق الوشم ظنا منها أنه يقي من الحسد ويمنع الضرر. 
السلفي في شارع خان الخليلي له طعم تاني 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
كانت بوابة المواطن هناك، حيث أجواء الشارع المصري، تواصل رصدها لـ حكايات مصر الحلوة الشقيانة، حيث السائحين الذين وقفوا يلتقطون صورة تذكارية على طريقة التصوير الحديثة "السلفي" دفعهم إلينا تاريخ مصر وسيرتها، وهم هنا يجلسون على إحدى مقاهي شارع خان الخليلي، الذي يعد واجهة للسياح والزائرين في القاهرة. 
كلب وفي خير من صديق خائن
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
اعتاد المتسولين والمقيمون في الشوارع من المسنين وغيرهم يصطحبون الكلاب الضالة معهم، بعض الكلاب تربت في الشوارع فعرفت الطريق إلى أبناء الشارع اختلطت بهم تأكل معهم وتشرب معهم وتحرسهم وهم نيام وتحميهم من مطاردة الآخرين، والبعض الأخر طرد من المأوى الخاص به كما هؤلاء المتسولين الذين طردوا إلى الشارع فكأن أرواحهم المنكسرة تلاقت معا في آن واحد، وقد رصدته عدسة حكايات مصر الحلوة الشقيانة في مشهد إنساني يؤكد أن فاقد الشيء يعطيه. 
بين المتعة والمرح.. حدائق القاهرة تحتضن الغلابة 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تفضل بعض الأسر لاسيما يوم الجمعة باعتباره يوم العطلة الرسمية، أن تذهب في جولة ترويحية إلى إحدى الحدائق العامة حيث تعتمر الحدائق بالمواطنين المصريين الذين يجلسون في حلقات مستديرة يفترشون الأرض ويقوموا بطرح الأطعمة للغذاء بعد الانتهاء من شعائر صلاة الجمعة، ويحرصون على اصطحاب أطفالهم للتنفيس عنهم أعباء المذاكرة، فيمرحون ويلعبون ويستنشقون بعضا من الهواء الطلق بعيدا عن الواجبات المنزلية والروتين المعتاد. 
"الخس" المنشط الجنسي عند الفراعنة 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تفجر لك حكايات مصر الحلوة الشقيانة قصة  خضار الخس في مصر، حيث يؤكد الكثيرون أن مصر هي مسقط رأس الخس، ويبدو أنه زرع لأول مرة في تاريخ الزراعة المصرية منذ 4500 عام، عن طريق أجدادنا القدماء المصريين، فلقد عثر العلماء على بذوره في مقادير بعض المقابر المصرية القديمة الخاصة بالفراعنة، ويسمى الخس بالفرعونية "أبو" ووجدت له نقوش كثيرة منها نقش صورة اله الخصب والتناسل المشهور في الأقصر وقد تكدست تحت رجليه أكوام من الخس. 



لقد ذكر الخس في بردية "ايبرز" الطبية في العديد من الوصفات العلاجية وقد ذكر الأكاديميون التاريخيون منها وصفات لعلاج  وجع الجنب وقتل الدود والنزلات الحادة والتخمة، وقد وجدت عدة نقوش مختلفة لثماره على جدران المقابر الفرعونية، كما صنع المصريون القدامى مسكنا موضعيا لالتهاب الإصبع وجاء في بردية "هيرست" كوصفة موضعية لتسكين آلام الحروق وكمنبه للقدرة الجنسية والارتفاع بمستوى الخصوبة. 

نصف الحياة ونصف الموت.. قهر الزمان في نظرة 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
ظلا يتناجيان معا في هدوء وسكينة، لا أعرف أي اتجاه اتخذاه في حوارهما لكن لفت انتباهي يد العجوز وهي تلوح بها أثناء الحديث، الموت يطرق باب بيتها وشبابها قد ذهب بلا رجعة، كأنها أرادت أن تنذرني وتنصحني لألا يضيع شبابي قبل أنال منه ما أريد وأن أتشبع بالنظر إلى الدنيا قبل أن تسرق في ليلة وضحاها وأجد نفسي مكبلة خلف أبواب  الكهولة، الشيخوخة ترميني وتذل قدمي، كما قدمها النصف عارية. 

حينما يكون أقصى درجات الحلم سترا وغطاء 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
تجبرنا بعض الأقدار العجيبة على القبول بواقع لا نقبله، في ذلك الوقت نكون مجبرين على الانصياع لرغبات الحياة بكل ما تكبلنا به، كذلك المرأة التي تنصب فرشتها على جانبي أحد الشوارع وأطفالها يلتفون حولها، لا تعرف أي مصير ألقى بهم لهذا القاع المؤسف من الحياة، لا يمكن أن نحكم على هذه الحياة بواقع البساطة ولكننا يمكن أن نقول أن العدم والفقر المدقق صفعها على جبينها فلم تجد بديلا إلا الانحناء والرضا تحت بند "مسيرها تفرج والحال يتعدل". 
رمز السعادة في ميدان الجيزة 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
عند ذهابك إلى محافظة الجيزة ليلا وتحديدا ميدان الجيزة ستجد ذلك الرجل يدور بين السيارات وتحت الكباري يحمل مجموعة من الألعاب البلاستيكية، يدور بها وسط الميدان علا يراه طفلا فيشتري منه واحدة، عندما تقع عينه عليك ويلاحظك ترصده يقترب منك لا محالة ويعرض عليك مبيعه مستخدما كل السبل إلى وصالك ودلالك حتى تشتري منه واحدة، يتراوح سعرها ما بين العشرين جنيه والثلاثين، وإن لم تشتري من الأساس فإنك ستشعر بسعادة فهو يعد رمز البهجة والسعادة في الميدان. 
الأطفال في عيون حكايات مصر الحلوة الشقيانة 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة
نلوم على أطفالنا عندما يفضلون الصمت بديلا عن الكلام، غير أننا لم نفكر أن نسألهم عما يشغل بالهم أو الذي يعانون منه، وهو إهمال نفسي خطير قد يسوق أقدام الأطفال إلى الهروب من البيت بحثا عن متنفس أخر، عن أحد يمسح عن قلوبهم براءة الحزن ويطبطب على جبينهم، فعيني هذه الطفلة الناعستان لا ينبهان عن أسى وإن كان بريئا بسيطا فإنه قد يتحول لمعضلة كبيرة يوما ما ويصل به الحد أن يهدد مستقبل تلك الأطفال، فالعامل النفسي أساس استقرار أي كيان. 
الراقدات تحت تراب الزمان.. نساء بين ضيق النفس وضيق الحال 
حكايات مصر الحلوة
حكايات مصر الحلوة الشقيانة